بعد محاور فيلادلفيا ونتساريم وموراغ.. إسرائيل تشق غزة بـ«ماجين عوز»

مع تعثر المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بدأت إسرائيل برسم خرائط جديدة في المشهد الجغرافي لقطاع غزة.
فما بين المنازل المدمرة والمهجرة في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، شقّ الجيش الإسرائيلي محورا عسكريا جديدا، يحمل اسم "ماجين عوز".
أين يقع المحور؟
يمتد "ماجين عوز" على مسافة 15 كيلومترا ويفصل مدينة خان يونس إلى شطرين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن قوات اللواء 188 ولواء جولاني استكملت فتح محور "ماجين عوز" الذي يفصل بين شرق وغرب خانيونس.
ويشكل المحور الجديد- بحسب الجيش- "جزءا مركزيا في الضغط على حماس وحسم المعركة ضد لواء خان يونس الحمساوي".
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي عن هذا المحور.
دلالات
وعادة ما تكون المحاور التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على الأرض في قطاع غزة مسببات لعرقلة مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وهذا ما حصل في المفاوضات حينما رفضت إسرائيل الانسحاب من محور "فيلادلفيا" على الحدود بين قطاع غزة ومصر، ولاحقا محور "نتساريم" الذي يفصل وسط القطاع عن مدينة غزة والشمال.
وكذلك محور "موراغ" الذي يفصل رفح عن خان يونس في جنوب القطاع.
أكبر من عقبة مفاوضات
ويتضح من خارطة نشرها الجيش الإسرائيلي أن المحور الجديد يرتبط أيضا مع محور "موراغ"، ولكن يبدو أيضا من تفاصيل "ماجين عوز" أن الأمر يذهب إلى أبعد من كونه عقبة في المفاوضات.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "يمكن الآن تقسيم خان يونس إلى قسمين".
وأضافت: "القسم الأول هو الجزء الشرقي من المحور وهو محتل بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي. لا يوجد غزيون هناك، فالمنطقة شبه خالية تماما، والفرقة 36 تسيطر عليها بالكامل".
أما القسم الثاني، فهو "الجزء الغربي الذي ينشط فيه الجيش الإسرائيلي حاليا، ولكن لا يزال هناك العديد من المسلحين، ولا تزال المعارك مستمرة، ويشمل ذلك بشكل رئيسي منطقة الخيام في المواصي، حيث يقطن ما يقرب من مليون غزّي". وفق الإذاعة.
وأشارت إذاعة الجيش إلى أن "إسرائيل قسّمت خان يونس فعليا بهذه الطريقة لتحويل كل ما يقع شرق محور "ماجين عوز" إلى منطقة شبيهة برفح - محتلة ومُطهرة، وتخضع لسيطرة إسرائيل الكاملة والمستمرة".
ولفتت إلى أنه "إذا كانت رفح حتى الآن منطقة كهذه، والتي يُمكن استخدامها كمدينة إنسانية بدون حماس على حوالي 15-20% من مساحتها - فمن الممكن الآن إضافة شرق خان يونس إليها - أي ما يُعادل 10-15% أخرى من قطاع غزة".
هدفان للمحور الجديد
واعتبرت إذاعة الجيش أن ثمة هدفين ممكنين لهذا المحور الجديد.
الهدف الأول: ورقة مساومة في المفاوضات، فمن الآن وصاعدا، يمكن الجدال ليس فقط حول الانسحاب من محور موراغ، بل أيضا "ماجين عوز".
الهدف الثاني: إمكانية توسيع "المدينة الإنسانية" المستقبلية - مساحة أكبر، حيث يمكن أن تستوعب المزيد من المدنيين الغزيين في المستقبل.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أعلن عن مخطط إقامة "المدينة الإنسانية" على أنقاض رفح لتستوعب 600 ألف فلسطيني.
ولأن كاتس قال إن من يدخلها لن يسمح له بالخروج منها إلا إلى خارج قطاع غزة ولأنها ستكون من الخيام فإن الفلسطينيين والمؤسسات الأممية والدولية تسميها "معسكر الخيام".
هل سيؤثر المحور على المفاوضات؟
وجاء الإعلان عن "ماجين عوز" في ذروة المفاوضات التي يقف إصرار إسرائيل على التواجد في المحور عقبة في طريق التوصل إلى اتفاق.