رحيل الشاعرة والرسامة «مها بيرقدار».. كلمات مؤثرة من عائلتها ومحبّيها

رحلت الشاعرة والرسامة السورية مها بيرقدار عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد مسيرة فنية وأدبية حافلة امتدت لعقود طويلة.
تركت مها بيرقدار وراءها إرثًا غنيًا من الأعمال الشعرية واللوحات الفنية، إلى جانب أثر عميق في عائلة تحمل اسم الشاعر الكبير يوسف الخال.
وفاة الشاعرة السورية مها بيرقدار
وُلدت مها بيرقدار في دمشق عام 1947، وكانت واحدة من أبرز الأسماء التي لمع نجمها في سماء الثقافة والفن. في عام 1967، تم اختيارها ملكة جمال دمشق، وسرعان ما انخرطت في عالم الفن والعمل الإذاعي. برزت موهبتها الشعرية منذ سن مبكرة، وبدأت في كتابة القصائد التي منحتها فضاءً واسعًا للتحليق في عوالم الإبداع.
زواج مها بيرقدار
خلال إحدى زياراتها إلى بيروت بهدف إعداد ديوانها الأول ونشره، قادها القدر إلى لقاء الشاعر يوسف الخال، مؤسس مجلة "شعر". وبينما كانت تقترب من تحقيق حلمها الأدبي، طرح عليها الخال سؤالًا غير متوقع: "لماذا على صبية جميلة مثلك أن تكتب الشعر؟"، وهو التساؤل الذي أشعرها بالإحباط كأديبة، لكنه في الوقت ذاته حرّك مشاعرها كامرأة. لاحقًا، دعاها يوسف الخال للعودة منتصف تموز قائلاً: "تعالي حين ينتصف تموز، فقد أعددت لك مكانًا على شاطئ البحر أو فوق إحدى القمم، وإلا فغيبي إلى الأبد".
ورغم الفارق العمري الكبير بينهما، تزوجت مها بيرقدار من يوسف الخال عام 1970 في قبرص، وكان يكبرها بأكثر من 30 عامًا. وبعد وفاته، كرّست حياتها لتربية ولديها، ورد ويوسف الخال، اللذين اختارا طريق الفن والتمثيل، بينما واصلت هي مسيرتها الإبداعية بين الكلمات والألوان.
أهم أعمال مها بيرقدار
من أبرز أعمالها الشعرية، ديوان "عشبة الملح", الذي كتبته في ثمانينيات القرن العشرين، وقد وصفه الناقد عبد الرحمن الربيعي قائلاً: "مها بيرقدار في "عشبة الملح" قريبة جدًا منا، ليس بيننا وبينها دروب وعرة، ولا ألغاز مغلقة، بل بيننا وبينها مسافة قصيرة، من الحلم إلى الحلم".
كما أصدرت كتابًا آخر بعنوان "حكايا العراء المرعب", حيث تحدثت فيه عن حياتها، مشيرة إلى أن "الحياة تمثل الرعب، بينما الموت هو الراحة".
يوسف وورد الخال ينعيان أمهما مها بيرقدار
وعقب وفاتها، نعاها ابناها يوسف وورد الخال بكلمات مؤثرة، حيث كتب يوسف: "الحب... رحلت". فيما قالت ورد: "أم الورد، راحت وأخذت معها العطر واللون، وتركت الندى الذي كان غافيًا على خدها. أمي، أميرتي الحبيبة النائمة، إلى اللقاء... يا رب، ارحم روحها". وأضافت في منشور آخر: "نفسي حزينة حتى الموت".
كما نعى العديد من الفنانين والشخصيات العامة مها بيرقدار، ومن بينهم الفنانة نيكول سابا، التي كتبت: "الله يرحمك يا ست الستات... طيري حرة واستريحي في الجنة ونعيمها، وصلّي لأجلنا". وأضافت: "سأشتاق إليكِ جدًا يا حبيبة قلبي، أنتِ أمي الثانية". فيما عبّرت كل من كارول سماحة، هيفاء وهبي، ومايا دياب عن تعازيهن، مؤكدات أن لبنان فقد شخصية ثقافية وفنية مبدعة.
aXA6IDE4LjIyMS4yNC4yMjYg
جزيرة ام اند امز