في عيد ميلاده.. كواليس صنعت محمود الخطيب "بطل الأهلي" الاستثنائي
يحتفل محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، بعيد ميلاده الـ67، الذي يأتي قبل يوم واحد من خوض الفريق ثاني مبارياته في الدوري المصري.
ويعد أسطورة الأهلي من مواليد محافظة الدقهلية بمصر، والتي شق منها طريقه نحو عالم كرة القدم، وصولا إلى العاصمة "القاهرة"، التي بزغ فيها نجمه مع المارد الأحمر.
صاحب الـ67 عاما هو أحد أبناء الأهلي، حيث لم يلعب بقميص أي فريق آخر طيلة مسيرته الاحترافية في الملاعب، والتي امتدت من عام 1972 وحتى 1988.
ويعتبر الخطيب من بين أكثر المتوجين بلقب الدوري المصري على الإطلاق، حيث ناله مع الأهلي 10 مرات، بداية من موسم 1974-1975 وحتى تتويجه به آخر مرة موسم 1986-1987.
كما نال محمود الخطيب بطولة أفريقيا للأندية الأبطال "دوري أبطال أفريقيا" مرتين، فيما حصل على كأس الكؤوس الأفريقية في 3 سنوات متتالية.
وعلى المستوى الدولي، يعد محمود الخطيب أحد أفراد الجيل المميز المتوج بقميص منتخب مصر بطلا لأفريقيا عام 1986.
وظل الأسطورة المصرية لسنوات طوال صاحب جائزة الكرة الذهبية الأفريقية الوحيد في بلاده، والتي فاز بها عام 1983، قبل أن يسير محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي الحالي على خطاه قبل بضع سنوات.
محمود الخطيب.. بطل كل العصور
الأهلي نجح على مدار تاريخه في نيل لقب دوري أبطال أفريقيا 10 مرات، وهو رقم قياسي لم يسبقه إليه أي فريق آخر في القارة السمراء.
والمفارقة أن محمود الخطيب كان حاضرا في كل تلك المناسبات، سواء كلاعب أو عضو مجلس إدارة، أو حتى كرئيس ناد.
البداية جاءت في عام 1982، وقت تتويج الأهلي بطلا للمسابقة على حساب أشانتي كوتوكو الغاني بالفوز 4-1 في مجموع المباراتين، وكان الخطيب وقتها المهاجم الأبرز بين صفوف الفريق.
وحمل "بيبو" شارة القيادة واعتلى منصة التتويج باللقب بعد 5 سنوات، وتحديدا في 1987 على حساب الهلال السوداني بالفوز 2-0.
الخطيب كان أمينا للصندوق وعضوا بمجلس الإدارة عام 2001، وقت الفوز على ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي 4-1 في مجموع المباراتين، ليتوج بلقبه الثالث في دوري أبطال أفريقيا.
بعدها تولى أسطورة الأهلي منصب نائب رئيس النادي بين عامي 2004 و2014، وتوج الفريق خلال تلك الفترة بـ5 ألقاب أعوام 2005 و2006 و2008 و2012 و2013، على حساب النجم والصفاقسي من تونس، والقطن الكاميروني، والترجي التونسي، وأورلاندو الجنوب أفريقي، على الترتيب.
ومع توليه منصب رئيس النادي، عاد اللقب الغائب عن خزائن الأهلي من جديد، في حدث استثنائي على حساب الغريم الأزلي الزمالك في 2020، قبل الحصول عليه للموسم الثاني على التوالي على حساب كايزر تشيفز الجنوب أفريقي في 2021.
تلميذ في مدرسة الأساطير
يعمل الخطيب دوما على تطبيق مبادئ النادي، التي رسخها الأسطورة الراحل صالح سليم، الملقب بـ"المايسترو".
وسبق لرئيس النادي الحالي أن تحدث لـ"العين الرياضية" في حوار سابق عن هذا الأمر، قائلا "لقد تشرفت بالتعلم من مدرسة صالح سليم وكنت قريبا منه، ودائما ما كان يؤكد لي ضرورة إعداد كوادر بالنادي تكون قادرة على تحمل المسؤولية".
وأضاف "كان رجلا عظيما، وكان يشيد بي باستمرار وعندما ذهب ليتسلم جائزة نادي القرن أصر على وجودي معه".
ولا يعد مايسترو الأهلي النموذج الوحيد الذي يتتبع الخطيب خطاه، بل صرح لـ"العين الرياضية" أيضا بأنه يسعى للسير على خُطى الأسطورة مختار التتش.
وقال الخطيب عن ذلك: "لقد تعلمت من هذا الرجل دون أن أراه، مختار التتش أرسى مبادئ عظيمة تعلمنا منها، وسمعت كثيرا عنه عن طريق رفعت الفناجيلي وصالح سليم".
كواليس في حياة محمود الخطيب
كان الخطيب ناشئا في نادي النصر قبل أن ينضم لشباب الأهلي بعمر 16 عاما، حيث التحق بالأخير مقابل 1000 جنيه آنذاك.
وتحدث الخطيب قبل سنوات عن عشقه منذ الصغر لرياضة رفع الأثقال، وهو ما ساعده لاحقا عند نضوجه واحترافه الساحرة المستديرة.
عندما خاض الخطيب أول مباراة له مع شباب الأهلي ضد الزمالك، وقع على ثلاثية "هاتريك"، قاد بها المارد الأحمر لدك حصون الفارس الأبيض بنتيجة 7-1.
يعتبر محمود الخطيب من القلائل الذين سجلوا 100 هدف أو أكثر في الدوري المصري، حيث وصل إلى 108 أهداف بنهاية مسيرته.
لم يحمل الخطيب سوى القميص رقم 10 طوال حياته، حيث سبق أن صرح بأنه لم يغير رقمه المفضل حتى أثناء مشاركته في دوري المدارس في طفولته، لكنه اضطر لتغييره في مباراة واحدة.
تلك المباراة كان يواجه فيها الأهلي فريق بروسيا مونشنجلادباخ الألماني وديا، واضطر مدربه هيديكوتي لتغيير قميصه بعدما لاحظ فرض رقابة لصيقة عليه.
كان الخطيب على مقربة من الاحتراف الخارجي، وبالتحديد في الدوري الفرنسي بعدما تلقى عرضا من نادي سانت إيتيان بمشورة من الممثل العالمي الراحل عمر الشريف، لكنه قابله بالرفض.
في ليلة عُرسه، لم تكن "كوشة" الزفاف بالطريقة المعتادة، بل كانت على هيئة مرمى، جلس بداخله رفقة عروسه.
رفض الخطيب دخول عالم السينما حينما عُرض عليه بطولة فيلم "غريب في بيتي"، لكنه اعتذر عن المشاركة به، لعدم امتلاكه الموهبة، وذلك بعدما ظل يقرأ السيناريو لمدة 3 أشهر، ليجسد الدور بعدها الراحل نور الشريف.