اللغة المهرية.. هوية بوابة اليمن الشرقية تقاوم الاندثار (صور)
للعام الرابع على التوالي، يحتفي اليمنيون في محافظة المهرة بلغتهم الخاصة، التي لازالت تقاوم الاندثار رغم عمرها الذي يمتد لـ3 آلاف سنة.
ويتمتع أبناء المهرة، التي توصف بـ"بوابة اليمن الشرقية" بلغة خاصة تميزهم عن بقية المناطق العربية، ويتم الاحتفاء بها على نطاق واسع النطاق لترسيخها في الأجيال الناشئة.
ويعود تاريخ اللغة المهرية المكونة من 31 حرفا (28 حروف اللغة العربية) إلى ما قبل أكثر من 3 آلاف عام، فيما يضع باحثون تاريخا أقدم يمتد إلى 5 آلاف عام، ويتم الاحتفاء بها كهوية خاصة للمحافظة في 2 أكتوبر من كل عام، وذلك في مختلف المناطق والمؤسسات.
واللغة المهرية غير عربية يعود أصلها للغة الحميرية وفقا لعلمائها، ومؤخرا بسبب غياب الرعاية الرسمية باتت مهددة بالاندثار، ما دفع المهريين لإعادة إحيائها باحتفالات تشمل المدارس والإعلام وتكريسها كجزء من هوية وإرث ثقافي يجب الحفاظ عليه.
ويعتبر المهريون لغتهم مصدر فخر، ويحتفون بها كخطوة للتعريف بها وشرح مدى حبهم وفخرهم واهتمامهم بها وإيضاح مدى أهمية هذه اللغة ووجوب الحفاظ عليها لمجتمعهم وأولهم الشباب والأطفال.
وقالت طالبة جامعية في المهرة، إن "اللغة المهرية لغة أصيلة وتعبر عن العادات والتقاليد ولها شعراء، وسابقا لم يكن لها حروف وكانت شفهية، لكن حاليا تطورت وأصبحت كتابة وصار لديها علماء متخصصي".
فيما أعرب طالب آخر عن أمله أن تتطور اللغة المهرية "إلى مستويات أفضل لتعكس الإرث الثقافي العريق للمهرة واليمن".
دعوة أممية لدعم اللغة المهرية
من جهتها، قالت منظمة اليونسكو إنه "مما لا شك فيه أن اللغة المهرية تمثل جانبًا مهمًا من حياة المجتمعات في اليمن، وأنها تؤمن بأن لكل فرد الحق في التعلم بلغته الخاصة، كونها وسيلة مهمة لتحسين التعلم".
وأكدت أن "التعليم باللغة الخاصة للمجتمعات في اليمن، يعمل في تحسين مخرجات التعلم والتنمية الاجتماعية والعاطفية للأفراد الناطقين بها."
وحث رئيس المكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو بدول الخليج واليمن، صلاح خالد، السلطات المحلية ومراكز البحوث واللغات في المهرة، إلى ضرورة تكثيف الجهود لحماية اللغة المهرية وتنشيط استخدامها وتوثيقها، بما في ذلك نشرها بين الأجيال الناشئة.
وأوصى المسؤول الأممي بأن يجب لنجاح وإذكاء الوعي باللغة المهرية، إضفاء أدوار ذات مغزى للغة في حياة الناطقين بها، والتي قد تشمل تشجيع استخدامها في الحياة اليومية وأماكن العمل.
كما يشمل "أروقة المؤسسات التعليمية وفي الكتابة والفنون والإعلام، وذلك لن يحدث بدون دعم مالي وسياسي من قبل الأطراف المحلية"، وفقا للمسؤول في المنظمة الأممية.
فعاليات للصيادين
نظم مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث، ضمن فعاليته لتوثيق اللغة المهرية، يوم الثلاثاء، فعاليات خاصة شملت طلوع البحر بالمجاديف والأهازيج التراثية، ولقاءات مع الصيادين عن استخراج الصيد (الصيغة) وتصديرها قديما، والسفر عبر السفن الشراعية قديما.
كما شملت فعاليات حول الأكلات البحرية بالطريقة التقليدية، وتجفيف وشق السمك بالطريقة التقليدية، كإحدى الوسائل التي تعمل للحفاظ على اللغة المهرية التي تعد شفهية في المقاوم الأول.
وبحسب رئيس مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث، الدكتور عامر بلحاف، فإن عمر اللغة المهرية يقدر بـ3 آلاف سنة، استنادا إلى آراء بعض المستشرقين، وهناك من يرجع تاريخها إلى 5 آلاف عام.
وقال بلحاف، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إن اللغة المهرية من اللغات المهددة بالانقراض بسبب عوامل عدة، منها تداخلها مع لغات أخرى وغلبة اللغة العربية عليها، ودور وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي لا تستخدم فيها اللغة المهرية.
وأضاف أن اللغة المهرية هي لغة أبناء المهرة في منازلهم وفي أسواقهم وفي كل تعاملاتهم، إلا في المواقف التي تستدعي التحدث بغيرها كاللغة العربية.