مي الهادي.. طبيبة مصرية اختطفها فن صناعة الحلي
مي الهادي طبيبة تبلغ من العمر 32 عاماً، حصلت على بكالوريوس الطب عام 2011، ولكنها قررت أن تتفرغ لهوايتها، التي أصبحت مصدر دخلها
عشقت الفنون بأنواعها منذ صغرها، ورغم ابتعادها عنها طوال فترة دراستها حتى أصبحت طبيبة، عادت مجددًا لمواصلة هوايتها، إنها الطبيبة المصرية مي الهادي.
مي الهادي طبيبة تبلغ من العمر 32 عاماً، حصلت على بكالوريوس الطب عام 2011، ولكنها قررت أن تتفرغ لهوايتها، والتي أصبحت مصدر دخلها.
وقالت "الهادي": "أحب الفنون بصفة عامة من عمر 6 سنوات، وكانت حصة الرسم الأقرب لقلبي، حتى إنني كنت أقضي اليوم داخل المرسم، أقوم بكل أنواع الرسم على لوحات أو زجاج أو طباعة أقمشة، بجانب الأعمال اليدوية".
وبدأت مي تبحث عن شغفها الذي توراى قليلاً خلف الدراسة التي لم تهملها، وأوضحت: "كنت متفوقة في الدراسة، ولم أهتم إذا كانت هذه الهواية مصدرا للرزق أو العمل، فهي كانت مجرد طريقة للاستمتاع بالوقت".
بدأت مي دراسة الطب، ولكنها عادت في السنة الـ4 من الدراسة لشغفها في عالم الأعمال اليدوية، بمشروع بسيط للحلي، وقالت: "بدأت مشروعا صغيرا من الإكسسوارات، بعدما زرت منطقة الحسين وخان الخليلي".
وأضافت: "اطلعت على الأحجار الموجودة بها، وبدأت أشتري من باب التجربة، وأبحث عن كيفية التنفيذ، ثم سوقت تلك المنتجات بين الأصدقاء والعائلة، ووجدت إقبالا محفزا على تنفيذ أشكال أخرى جديدة".
وكان صنع الحلي بالنسبة لمي متنفسا بجوار دراسة الطب، فكان له نصيب من التوقف مراراً ثم العودة مجدداً، حين انتهت الدراسة.
وأضافت مي: "تزوجت وأنجبت طفلة، وكان لدي متسع من الوقت، فقررت البحث مجدداً عن المجال الذي أحبه، فصادفت دورة تدريبية في مدرسة عزة فهمي لصناعة الحلي، وبالفعل حصلت عليها، وهذا كان بمثابة تغيير في حياتي بأكملها".
التقت مي خلال الورش التي حصلت عليها أفراداً من مجالات مختلفة، غيروا طبيعة عملهم، وكانوا هم الحافز بالنسبة لها، وقالت: " بدأت أعمل مرة أخرى، ثم توقفت لوقت قصير لأفكر في أي طريق أكمل المسير".
وجدت مي القرار بالاستمرار في عالم صناعة الحلي، وأوضحت: "بحثت عن مكان معتمد أتلقى فيه تدريبات أكثر، وكان ذلك في مركز تكنولوجيا الحلي التابع لوزارة الصناعة والتجارة، وبدأت أسوق لمنتجاتي على السوشيال الميديا، بالإضافة إلى حصولي على عدد من الورش في التصوير والتسويق الإلكتروني، واللغة العربية، لأسوق لأعمالي بشكل جيد".
وأضافت: "مع الوقت بدأت أقنع من حولي بتميزي فبدأوا في تقبل الفكرة، خاصة أن طبيعتي لا تسمح لي سوى بعمل ما أحبه وأشعر به فقط، ولو عاد بي الزمن كنت اخترت الحلي من صغري، وكنت اتجهت لكليات الفنون".
ولم تندم مي على تركها مجال الطب، فشعورها بإعجاب الآخرين بصنع قطع مخصصة لهم يكفيها، وأكدت: "التحدي بالنسبة لي أن أبني فكرة جديدة عند الناس وليس مجرد حلي فقط، فأنا أفضل أن أترجم مشاعر الشخص الذي أمامي في هدية قيمة بقطعة مميزة معدة خصيصا له".
وخصصت مي جزءا من منزلها أطلقت عليه "أهدى مكان في العالم"، فهو ورشتها التي تصمم فيها قطعها من الحلي المميز، وعن الخامات التي تستخدمها قالت: "حالياً أستخدم الفضة بصورة رئيسية، وبعض قطع النحاس والذهب".
أما عن المصاعب التي واجهت مي، فأوضحت: "متابعة كل شيء بتفاصيله خاصة لو كان مشروعا صغيرا أمر مرهق جداً، يتطلب تركيزا عاليا، فبخلاف أن تعليم الحلي مكلف، فإنه يحتاج للصبر والدقة والتفرغ والاهتمام بالتفاصيل، حتى تخرج قطعة مميزة، والابتكار بصورة مستمرة والاحتفاظ بخط منفرد خاص، حتى تتجاوز فكرة التقليد".
وأضافت: "بالطبع التعامل مع ورش والصنايعية كسيدة ليس بالشيء السهل، فبجانب عملي بالمنزل أقوم بالعمل في ورشة بخان الخليلي مع عدد صغير من العمال".
وعن الوقت الذي تستغرقه مي في إنجاز قطعة أوضحت: "ليس وقتا محددا، فالحلي فكرة من الممكن أن تأتي في ثوانٍ، وأخرى في أيام حتى تكتمل، لأن الشغل اليدوي لا يخرج متكرراً، فكل قطعة مميزة عن غيرها، ولها تفاصيل مختلفة، لأنها لا تعتمد على آلة، وهذا ما يميزها".
وتطمح مي بأن يكون لها اسمها المميز في عالم الحلي وعلامة تجارية، وأن تكون لها مدرسة خاصة تقوم بتعليم كل أنواع الفنون وتنمية التعليم الفني في مصر عموماً والعالم العربي، بحسب قولها.