بالصور.. 9 محطات أوصلت ملالا يوسف زاي لنوبل أهمهم "الاغتيال"
محطات في حياة الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي من مدرستها في وادي سوات حتى نيلها جائزة نوبل للسلام في محطات.. من هنا بدأت الحكاية.
فتاة صغير عمرها لا يتخطى 17 عاما، وقفت أمام واحد من أخطر التنظيمات الإرهابية، لا تريد الكثير، فقط تتمنى أن تتعلم هي وصديقاتها في سلام، لكن نالت منها الرصاصات، وللمفارقة حملتها إلى جائزة نوبل للسلام. ما فعلته الباكستانية ملالا يوسف زاي كان دفعا لعوائق تواجهها وغيرها من الفتيات الممنوعات باسم طالبان من التعليم، وبعد ما يقرب من 10 سنوات صارت ناشطة قصتها ملهمة.
قصة نجاح الباكستانية ملالا يوسفزاي.. أصغر الحاصلين على نوبل
ملالا يوسف زاي من هى؟
ملالا تعني "المهمومة"، وسمتها أسرتها تيمنا باسم ملالي مايواند المحاربة الأفغانستانية التي واجهت البريطانيين في 1880، ولدت ملالا يوسف زاي في 12 يوليو 1997 في مدينة مينجورا في وادي سوات في باكستان، تنتمي لقبيلة البشتون وأسرتها مسلمة سنية، لديها شقيقين أصغر منها، ووالدتها تور بيكاي ووالدها ضياء الدين يوسف زاي، الشاعر الذي كان يمتلك سلسلة مدارس في مدينتهم.
نشأت ملالا في ظل محاولات سيطرة حركة طالبان باكستان على الحكم والإطاحة بالحكومة الباكستانية، فكانت تشهد المناطق المتفرقة من البلاد نزاعات وحملات إرهابية، خاصة المناطثق القبلية، وبسبب نشاط والدها المناهض لهذه الحركة، استقت منه ملالا الرغبة في تغيير العالم والاهتمام بالأحوال السياسية.
قصة ملالا كاملة
ذاع صيت ملالا يوسف زاي بعد مرورها بأحداث مختلفة، أظهرت خلالها القدرة على التصدي لمن يحاول الاعتداء على حقها، واستطاعت
وهي ما زالت في سنوات المراهقة الأولى أن تواجه طالبان وأن تراسل هيئة الإذاعة البريطانية، وتدعم حقوق الأطفال في كل مكان
في التعليم، حتى نالت جائزة نوبل للسلام عام 2014، لتكون اصغر من حصل على الجائزة حتى الآن.
إنجازات ملالا يوسفزاي الحائزة على نوبل للسلام
مشوار ملالا يوسف زاي كان محفوفا بالمحطات التي بدلت حياتها، وجعلت من سنوات عمرها القليلة عمرا طويلا، حققت خلاله الحلم بدراسة السياسة
والاقتصاد والفلسفة في كلية الليدي مارجريت هول في جامعة أوكسفورد، وتخرجت منها عام 2020، وظلت تنادي في المحافل الدولية بحقوق الأطفال
والإناث بشكل خاص في التعليم، وأن ينعموا بالسلام والأمان.
أبرز محطات ملالا يوسف زاي التي أدت بها إلى نيل جائزة نوبل للسلام
1. معهد صحافة الحرب والسلام
كان والدها مهتما بشأن التعليم وجودته في مدينة مينجورا التي نشات بها ملالا، وكان يمتلك سلسة من المدارس الخاصة، ويلقي الخطب في المناسبات العامة
والنوادي الثقافية المحلية لتوضيح خطر طالبان باكستان على مستقبل الأطفال، وكان يصطحب ملالا لهذه الفعاليات، وفي خطبة لوالدها أمام نادي الصحافة
المحلية في بيشاور، تحدثت ملالا لوسائل الإعلام المحلية عن "كيف تجرؤ طالبان على انتزاع حقي الأساسي في التعليم".
وبدأت تتلمس طريقها نحو المساهمة في التنمية المجتمعية، وشاركت في معهد الصحافة للحرب والسلام عام 2009،
وكانت متدربة بالمعهد الذي يعد برنامجا للشباب الباكستاني، ويساعدهم على الانخراط في قضايا المجتمع وتقديم حلول
واقتراح أفكار، والتعرف على طرق استخدام أدوات الصحافة والحوار.
2. التدوين لبي بي سي
اقتحام طالبان باكستان لوادي سوات، حيث تقيم ملالا، جعل تغطية الأخبار أمرا شديد الصعوبة، بعد أن قامت الحركة بمنع الفتيات من التعليم
وحظرت الموسيقى والتلفزيون وقتلت رجال الشرطة، فما كان من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأردية أن تلجأ إلى صحافة المواطن
لتستكشف كيف تعيش الفتيات والطالبات في ظل هذا الحكم المتشدد والعنف تجاههن؟
بحث المحررون في بي بي سي الأردية عن فتاة تتمكن من التدوين للإذاعة البريطانية بصفة مجهولة، ومع تراجع كثيرين
بسبب الخوف من الملاحقة والتهديد من جانب طالبان، تم الاستقرار على ملالا يوسف زاي، التي لم تتجاوز الـ 11 عاما حينها.
وكانت تكتب يومياتها تحت اسم مستعار هو "جول مكاي"، وجاءت أولى تدويناتها لبي بي سي بعنوان "أنا خائفة" في 3 يناير 2009،
حتى تم الكشف عن هويتها المجهولة في ديسمبر 2009، حين صارت مناداتها بحقوق الفتيات في التعليم علنية.
3. انتقاد طالبان باكستان لإعادة فتح المدارس
ظلت الفتيات ممنوعات من الالتحاق بالمدرسة حتى فبراير 2009، وتضامنت مدارس الذكور معها وأغلقت أبوابها،
حتى سمحت طالبان للفتيات أقل من 10 سنوات بالتعلم، ورغم ذلك ظل عدد الملتحقات بالفصول لا يشكل 10%، بسبب استمرار الاشتباكات.
وفي 18 فبراير 2009، تحدثت ملالا للبرنامج الحواري كابيتال تاك على قناة جيو نيوز، وانتقدت ما تقوم به طالبان باكستان من عنف
ومنع الفتيات من الالتحاق بالمدرسة، وبعد حوارها بأيام قليلة، قرر الملا فضل الله، زعيم حركة تطبيق الشريعة المحمدية،
رفع الحظر على تعليم الفتيات، ولكن بشرط ارتداء البرقع.
4. فيلم وثائقي "سمّاني ملالا"
بعد اتفاقية سلام أعلنتها حركة طالبان باكستان، عاودت الحركة الهجوم والاشتباكات بوادي سوات، فتم إخلاء مدينة مينجورا التي تعيش بها ملالا ونزحت إلى الريف،
وكان والدها تواصل حينها مع آدم إليك مراسل صحيفة نيويورك تايمز لتصوير فيلم وثائقي عن الوضع في وادي سوات وحال الفتيات والتعليم من خلال ملالا.
تم نشر الفيلم الوثائقي، في ظل قيام الجيش الباكستاني بالتصدي لحركة طالبان باكستان ووقف تقدمها، وعادت ملالا إلى مدينتها في 24 يوليو 2009،
وبدأت الصحف والقنوات المحلية والأجنبية تُجري معها المقابلات التلفزيونية، وصارت صوتا يدافع عن حق الفتيات في التعليم.
ومع إيمان ملالا بهذه القضية، رشحها الناشط الجنوب إفريقي ديزموند توتو في أكتوبر 2011 لنيل جائزة السلام الدولي للأطفال المقدمة من
مؤسسة حقوق الأطفال الدولية الهولندية، ولكنها لم تفز بها، وحصلت على جائزة الشباب الوطنية للسلام في باكستان في ديسمبر 2011.
5. محاولة الاغتيال
لا يمكن أن أن تمر الشهرة التي صارت تحظى بها ملالا مرور الكرام على طالبان باكستان، فمع ذيوع صيتها وإعلانها عن رغبتها في إنشاء مؤسسة لتعليم الفتيات،
أصبحت ملالا هدفا لحركة طالبان، وبدأت تتلقى التهديدات بالقتل، وفي يوم 9 أكتوبر 2012، حين كانت ملالا عائدة إلى منزلها، صعد مسلح إلى الحافلة التي تقلها،
وألقى عليها 3 رصاصات موجهة نحو رأسها.
نُقلت ملالا إلى مستشفى سوات المركزي، ثم إلى مستشفى بيشاور العسكري عبر طائرة مروحية، ووقعت ملالا في غيبوبة لأيام بسبب إصابة المخ،
واستطاعت محاولة اغتيالها أن تجمع القنانين والسياسين داخل باكستان وخارجها، فزارها وزير الإعلام ورئيس الحكومة، وتواصلت الجهات المختلفة من
ألمانيا وسنغافورة والولايات المتحدة لاستضافة علاج ملالا.
ملالا يوسفزي تعود إلى باكستان لأول مرة بعد محاولة قتلها
6. الإمارات تنقل ملالا إلى بريطانيا
في 15 أكتوبر 2012، تكفلت طائرة الإسعاف الإماراتية بنقل ملالا يوسف زاي إلى بريطانيا، حيث مستشفى الملكة إليزابيث، وبعد تلقيها الرعاية الطبية
اللازمة أفاقت ملالا من الغيبوبة وأبدت استجابة للعلاج حتى غادرتها في يناير 2013، ولكن أحدثت محاولة اغتيالها ضجة عالمية، فعلق عليها الرئيس
الأمريكي- حينها- باراك أوباما، ووصفه بـ "المأساوي".
خصصت لها المغنية الأمريكية مادونا هيومان ناتشر، وكتبت أنجلينا جولي مقالا عنها، وذكرتها لورا بوش في مقال افتتاحي لصحيفة واشنطن بوست،
ودعمتها بيونسيه وسيلينا جوميز. واستنكر الحادث مجلس اتحاد علماء المسلمين السنة تصرفات طالبان.
7. عريضة "أنا ملالا"
بعد أن قام المبعوث الخاص للتعليم العالمي في الأمم المتحدة بزيارة ملالا يوسف زاي في أكتوبر 2012 في المستشفي، قرر أن يُطلق عريضة باسمها "أنا ملالا"،
ليدعم نشاطها من أجل منح كل الأطفال الحق في التعليم، وألا يكون هناك طفل محروما من المدرسة بحلول عام 2015.
وطالبت العريضة باكستان بالموافقة على خطة لتوفير التعليم لكل طفل، وحظر التمييز ضد الفتيات في كل الدول، وأن تتكفل المنظمات الدولية بتوفير التعليم لـ 61 مليون طفل لحلول عام 2015.
8. خطاب ملالا في الأمم المتحدة
"مجرد فتاة عادية بين عديدات، تكلمت باسم من لا صوت لهن، اللواتي حاربن من أجل حقهن في العيش بسلام والمعاملة الكريمة،
وحقهن في المساواة والتعليم… لقد ظن الإرهابيون أنهم سيغيرون أهدافي ويوقفون طموحي، لكن لم يتغير شئ في حياتي، باستثناء أن الضعف والخوف
وانعدام الامل قد زال، وولدت القوة والشجاعة والعزيمة"، كان ذلك جزء من خطاب ملا لا يوسف زاي امام الجمعية العاملة للأمم المتحدة للشباب
في يوم 12 يواليو 2013، الذي تزامن مع يوم مولدها الـ 16.
وكان حضورها مميزا، ووصفه الامين العام للأمم املتحدة- حينها- بان كي مون بـ "البطلة"، وقالت كلمتها أمام 500 طالب وطالبة من جميع أنحاء العالم،
ودعت الجميع للتوقيع على عريضة إيصال الأطفال والفتيات خاصة للتعليم بحلول 2015، وتقرر تسمية هذا اليوم في الأمم المتحدة بـ "يوم ملالا".
9. جائزة نوبل للسلام
تكلل مشوار ملالا يوسف زاي من أجل أن تكون لكل فتاة الحق في التعليم، بحصولها يوم 10 أكتوبر 2014 على جائزة نوبل للسلام مناصفة بينها وبين الناشط الهندي
كايلاش ساتيارثي المدافع عن حقوق الطفل، وصارت ملالا أصغر شخص يحصل على جائزة نوبل في العالم، كونها تلقتها وهي بعمر 17 عاما.
مجرد فتاة عادية بين عديدات، تكلمت باسم من لا صوت لهن، اللواتي حاربن من أجل حقهن في العيش بسلام والمعاملة الكريمة، وحقهن في المساواة والتعليم… لقد ظن الإرهابيون أنهم سيغيرون أهدافي ويوقفون طموحي، لكن لم يتغير شئ في حياتي، باستثناء أن الضعف والخوف وانعدام الامل قد زال، وولدت القوة والشجاعة والعزيمة.
تستقر ملالا يوسف زاي في بريطانيا، واستمرت نشاطاتها في دعم تعليم الأطفال حول العالم، وصارت مهمومة بحقوق الإنسان والفتيات، وافتتحت المدارس في مناطق اللاجئين السوريين، وتولت مؤسستها تعليم الفتيات في باكستان والعالم أجمع، وصدر عنها فيلم وثائقي بعنوان "سماني ملالا"، وكتابها "أنا ملالا".
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز