ماليزيون بالأزهر.. تنظيف الشارع يسبق تلقي العلم كل صباح
5 فتيات، و5 صبية يشكلون خلية نحل في إحدى شوارع مدينة المنصورة شمالي مصر، لا تنتج إلا هواء نظيفًا خاليًا من الأتربة
5 فتيات، و5 صبية، يرتدون ملابس بيضاء، ويضعون قفازات على أيديهم وأقنعة على وجههم.. يشكلون خلية نحل في إحدى شوارع مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية شمالي مصر، لا تنتج إلا هواء نظيفًا خاليًا من الأتربة.. هذا بالضبط ما فعله مجموعة طلاب ماليزيين يدرسون الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر.
المبادرة الماليزية، كما أطلق عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ينفذها الطلاب الماليزيون يوميًا في الصباح، فتبدأ الطالبات بتنظيف الشارع الذي يسكنّ فيه، من خلال جمع القمامة في أكياس سوداء كبيرة، قبل أن يستلم الشباب المهمة، ويقوموا بدورهم بكنس الشارع.
صورتان فقط، كانت كفيلتان بأن تجعل مبادرة الطلاب الماليزيين، الأوسع انتشارًا على موقع "فيسبوك"، لاسيما عندما نشرهما شاب مصري يدعى شريف راضي، مدون عليها "الماليزيون والماليزيات في شارعنا اليوم جمّعوا بعضهم وارتدوا الماسكات (الأقنعة) على وجوهم لتجنب التراب من 6 صباحًا إلى 10 صباحًا.. كنسوا الشارع كله من التراب والزبالة وجعلوا الشارع أنظف شارع في المنصورة".
وأضاف الشاب المصري عبر صفحته على موقع "فيسبوك" أنه لم يطلب أحد منهم ذلك.. ولكنها روح المبادرة وأخلاق المسلمين الأوائل وأخلاق كل دين.
ومما أشعل حماسة رواد المواقع الاجتماعية ما قاله راضي عن تأثير مبادرة الطلاب الماليزيين في ابنه، حيث طلب منه أن يذهب لمساعدتهم وسمح له بذلك.. الأمر الذي جعل الشاب المصري منبهرا، على حد قوله.
هذا الانبهار لم يقتصر على راضي، لكنه امتد لعميد كلية الآداب جامعة المنصورة، حيث نشر إحدى الصورتين، وكانت للطالبات الماليزيات وهن يفترشن الأرض ويجمعن القمامة، مدونًا: طالبات ماليزيات في كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر بالمنصورة ينظفن الشارع الذي يسكن فيه كل يوم الصبح.
من جانبه، قال عميد كلية أصول الدين والدعوة بنين بجامعة الأزهر (فرع المنصورة) الدكتور سعد محمد شلبي لبوابة "العين" الإخبارية إن الكلية بدورها ستقوم بالبحث عن أسماء الطلاب الماليزيين، لتبني مبادرتهم، في إطار مشروع سفراء الأزهر المرتقب، والذي تعده الرابطة العالمية لخريجي الأزهر.
وأضاف المسؤول الأزهري إن هذا المشروع يشمل دعم ثقافة الحوار، وتنمية المهارات الخاصة مثل التكنولوجيا واللغات لتأهيل الطلاب للخروج للعمل الحر، موضحًا أنه "سيشمل أيضًا تبني المبادرات الفردية".
ولفت عميد الكلية إلى أن جامعة الأزهر لن تتوانى عن تكريم مثل هؤلاء الطلاب، لاسيما أن الأساتذة والعلماء لطالما يوجهون الطلاب بنظافة بيئتهم المحيطة اقتداءًا بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي حث في كثير من الأحاديث على النظافة.
ودفعت صور الطلاب الماليزيين، رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لإطلاق مبادرات تسير على نفس النهج، فاقترح البعض شراء صندوق قمامة كبير في كل مربع سكني صغير وتشكيل فرق عمل يوميًا لجمع القمامة، فيما اقترح البعض الآخر البدء في تجميل شوارع القاهرة من خلال زرع الأشجار بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وفعليًا بدأت العاصمة المصرية القاهرة، الأسبوع الماضي، مبادرة تمكن الأهالي من الحصول على أموال في مقابل قمامتهم، التي يمكن إعادة تدويرها.
ولقت مبادرة "القمامة مقابل المال"، صدى لدى السكان الذين سارعوا إلى فصل المخلفات الصلبة عن قمامتهم، مثلا العلب البلاستيكية الزجاج والورق وغيرها.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ni4xMjgg جزيرة ام اند امز