معارك في شمال مالي مع الانفصاليين.. هل تعيد كيدال «هيبة» الجيش؟
في محاولة من الجيش المالي لبسط سيطرته على منطقة كيدال (شمال)، معقل الانفصاليين والتي تشكل رهانا أساسيا للسيادة بالنسبة للدولة المركزية، استأنف المعارك الأحد مع المتمرّدين الطوارق.
تلك المعارك بدأت يوم السبت، مع تقدّم الجيش باتّجاه كيدال، مؤذنا ببدء معركة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية، أعلنت خلالها كل من القوات المسلحة المالية والمتمرّدين على حد سواء التفوّق على الطرف الآخر.
وقال أحد المسؤولين العسكريين لـ«فرانس برس»: «استأنفت قواتنا العمليات البريّة لتأمين كامل التراب الوطني».
وأفاد مسؤول منتخب طلب أيضا عدم الكشف عن هويته لشدّة حساسية الوضع: «استؤنف القتال قرب كيدال. نسمع أصوات الصواريخ»، فيما أشار مسؤول آخر إلى أنه رأى طائرات الجيش تحلّق باتّجاه كيدال بينما غادر الجنود، مزوّدين بأسلحة ثقيلة.
وتعقّد استحالة الوصول إلى المنطقة بسبب انعدام الأمن وموقعها الجغرافي، الحصول على معلومات بشأن الأحداث. وقطع الانفصاليون خطوط الهاتف في كيدال الجمعة، استعدادا على ما يبدو لعملية الجيش.
وتوقع عشرات الآلاف من سكان المدينة، المعقل التاريخي لحركات التمرد من أجل الاستقلال والتي تشكل تقاطعا على الطريق المؤدية إلى الجزائر، مواجهة منذ أن عاود الطوارق الذين تمردوا عام 2012 وقبلوا وقف إطلاق النار في 2014، حمل السلاح في أغسطس/آب الماضي.
وأصبح شمال مالي منذ الصيف مسرحا لتصعيد بين الأطراف المتواجدة هناك (جيش نظامي ومتمردون وجهاديون). وأدى انسحاب بعثة الأمم المتحدة التي دفعها المجلس العسكري الحاكم إلى الخروج، إلى سباق للسيطرة على هذه المنطقة، مع مطالبة السلطات المركزية بإعادة معسكرات ومعارضة المتمردين ذلك، فيما يعمل الجهاديون للاستفادة من هذا الوضع لتعزيز قبضتهم على المنطقة.
ويشكل تمرد كيدال ومنطقتها حيث مُني الجيش بهزائم مذلة بين 2012 و2014، مصدر إزعاج طويل الأمد في باماكو، حتى بالنسبة للعسكريين الذين استولوا على السلطة بالقوة في 2020 وجعلوا من استعادة السيادة على الأراضي شعارهم.