مالي تتأهب للسيناريو الأسوأ.. غيوم الإرهاب تسرق احتفالات العيد
لم يخفت أزيز الرصاص شمالي مالي رغم هدنة هشة منحها إياها اتفاق سلام لم يصمد طويلا أمام خلافات وتطورات انتهت بالعودة للمربع الأول.
فبعد أن قررت مجموعات مسلحة كانت سابقا موقعة على اتفاق السلام مع الحكومة استئناف حمل السلاح، تتحرك المؤشرات بالبلد الأفريقي نحو المنطقة الحمراء.
- مدينة استراتيجية بقبضة مسلحي أزواد.. نيران الأزمة تتجدد في مالي
- اتفاق السلام في مالي "ينهار".. العسكر والحركات المسلحة "وجها لوجه"
والخميس، قرر قائد المجلس العسكري في مالي الكولونيل أسيمي غويتا إلغاء احتفالات عيد استقلال البلاد، بحسب ما أفاد مجلس الوزراء في سياق تجدد الهجمات الإرهابية في الشمال.
وناقش مجلس الوزراء إمكان استدعاء جنود الاحتياط.
وجاء في بيان صادر عن المجلس "قرر الرئيس الانتقالي، رئيس الدولة، إلغاء الأنشطة الاحتفالية المقررة في 22 سبتمبر/أيلول الجاري بمناسبة إحياء ذكرى استقلال بلادنا، والتي سيتم الاحتفال بها برصانة وروح النهضة الوطنية".
وأكد البيان أنّ غويتا أمر الحكومة بتخصيص أموال هذه الاحتفالات لمساعدة ضحايا سلسلة الهجمات الأخيرة وأسرهم.
استدعاء الاحتياط
ولفت إلى أن مجلس الوزراء اعتمد مشروع مرسوم يسمح "بتحديد حالة جنود الاحتياط وشروط تعبئتهم". وقال إنه من المفترض أن يؤمن جنود الاحتياط "تعزيزات رئيسية في حال حدوث أزمة أو كارثة طبيعية أو حرب".
وتعاني مالي انعدام الأمن منذ 2012 عندما اندلع تمرد بقيادة الطوارق في شمال البلاد عام 2012، ومؤخراً استئناف الجماعات المسلحة التي يهيمن عليها الطوارق الأعمال العدائية ضد الجيش في الشمال.
والثلاثاء، شنت مجموعات مسلحة في الشمال هجوماً على بلدة بوريم الرئيسية الواقعة بين غاو وتمبكتو، وقال الجيش إنه صد الهجوم، وقدّم الطرفان تقارير متناقضة، لكنهما أفادا بوقوع عشرات القتلى.
ويتزامن استئناف الانفصاليين الطوارق لنشاطهم العسكري مع سلسلة من الهجمات المنسوبة بشكل رئيسي إلى "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ويأتي ذلك مع الانسحاب المستمر لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، فبعد الانقلابين العسكريين في 2020 و2021 دفع المجلس العسكري القوات الفرنسية التي كانت تنفذ مهاما ضد الإرهابيين إلى مغادرة البلاد في 2022، وبعدها (مينوسما) في 2023، بعد 10 سنوات من الانتشار في مالي.
وقال مجلس الوزراء إن غويتا أعرب عن "حزنه العميق" للخسائر الناجمة عن "الهجوم الوحشي والهمجي على زورق تمبكتو والاعتداءات على المعسكرات في بلدات بامبا وغاو وبوريم".
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز