«الجنائية الدولية» تنصف تمبكتو.. وتدين إرهابيا «دمرها»
10 أشهر من حكم الإرهابيين كانت كفيلة بتشويه ملامح تمبكتو، المدينة التاريخية شمالي مالي، والتي دمرها المتطرفون وحولوا أضرحتها لركام.
واليوم الأربعاء، أدانت المحكمة الجنائية الدولية زعيما إرهابيا مرتبطا بتنظيم القاعدة، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية في مدينة تمبكتو بمالي في عامي 2012 و2013.
وأُدين الحسن آغ عبد العزيز آغ محمد آغ محمود المعروف باسم الحسن، وهو مالي يبلغ من العمر 46 عاماً، بتهم التعذيب والاعتداء على كرامة أشخاص على خلفية أعمال ارتُكبت في المدينة التي كانت تحت حكم الإرهابيين بين أبريل/نيسان 2012 ويناير/كانون الثاني 2013.
ووفقاً للقاضي أنتوان كيسيا-مبي ميندوا، فقد لعب الحسن "دوراً أساسياً" في الرعب الذي هيمن على تمبكتو، من خلال الإشراف على عمليات بتر أعضاء وعمليات جلد بصفته ما كان يعرف بـ«قائد للشرطة» في المدينة التي سيطر عليها االمتشددون من حركة أنصار الدين وتنظيم القاعدة.
وأضاف القاضي أنّ الحكم الصادر ضدّه سيُعلن قريباً. كما أوضح أنّ "الحسن" شارك في عمليات استجواب حيث استُخدم التعذيب لانتزاع اعترافات، واصفاً بالتفصيل الإرهاب الذي كان سائداً في ظلّ حكم الإرهابيين في تمبكتو.
دمروا تمبكتو
ووفق تحقيقات المحكمة، فإن عنف "الحسن" كان موجها بشكل خاص ضد النساء.
وألقي القبض عليه في مالي عام 2018 وتم نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية، فيما انطلقت محاكمته بلاهاي في 14 يوليو/تموز 2020.
وفي عام 2018، اتهمته المدعية العامة للمحكمة الجنائية فاتو بنسودا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب" على أساس الأدلة التي تم جمعها.
وقالت: "حسب تحقيقاتنا، فإن السيد الحسن مسؤول عن ارتكاب الجرائم الخطيرة التالية: المعاملة القاسية والتعذيب وانتهاك كرامة الآخرين، ولا سيما المعاملة المهينة والاغتصاب والاستعباد الجنسي."
وأضافت بنسودا في رسالة فيديو رسمية، أن الجرائم المذكورة تضاف إليها توجيه هجمات على المعالم التاريخية والمباني الدينية.
وتمبكتو تقع على بعد ألف كيلومتر شمال العاصمة باماكو، وتسمى أيضا "لؤلؤة الصحراء" أو "مدينة الـ333 وليا"، وهي مصنفة ضمن التراث العالمي منذ عام 1988.
وفي عام 2012، سيطر إرهابيون من تنظيم القاعدة وجماعة أنصار الدين على مناطق واسعة في شمال مالي امتدت إلى تمبكتو أيضا، ودمروا المعالم الثقافة والدينية في المدينة.