علماء يواجهون سوء تغذية الأطفال بالبكتيريا
علماء يؤكدون إمكانية علاج سوء التغذية عند الأطفال ببكتيريا تعمل كمضاد للالتهاب وتقوي الحاجز المعوي، وتساعد على هضم كربوهيدرات معقدة.
أكد علماء إمكانية التغلب على سوء التغذية عند الأطفال عن طريق تريليونات من البكتيريا النافعة التي تعيش في أمعاء الإنسان.
ويقول جيفري غوردن، مدير مركز علوم الجينوم والأنظمة الحيوية بجامعة واشنطن بسانت لويس، إن المرء "نتاج عناصر بشرية وأخرى ميكروبية"، والأخيرة تضم أعدادا هائلة من "حلفاء غير مرئيين" يعتقد الآن بأهميتها القصوى للصحة العامة.
وتعد تلك البكتيريا الصديقة مهمة جدا، حتى إن علماء كغوردن باتوا يشيرون إليها كـ"عضو قائم بذاته" في جسم الإنسان.
وبحسب النظرية التي يتبناها غوردن ترتبط تبعات طويلة الأمد لسوء التغذية بصورة مباشرة مع ما يطرأ على عمل تلك البكتيريا، وتلقى غوردن تمويلا من مؤسسة بيل ومليندا جيتس لمتابعة دراسات رائدة في مالاوي وبنجلاديش لاختبار صحة نظريته، وحتى الآن تبدو النتائج الأولية واعدة.
ويقول جيفري برايدس، الباحث بقسم الأطفال بكلية بايلر للطب في تكساس: "لا يلزمنا الآن عمل مزرعة للبكتيريا لدراستها، بل يمكننا تحديد الكائنات الدقيقة بالعينة بمجرد تتبع سلسلة الحمض النووي لها، وهو تقدم ملحوظ لأن الغالبية العظمى من ميكروبات الأمعاء يصعب نموها في المختبر".
والمعروف الآن أن أنواعا من البكتيريا المفيدة مثل البكتيريا اللبنية العصوية، وبكتيريا (Bifidobacterium) تعمل كمضاد للالتهاب وتقوي الحاجز المعدي-المعوي، وبإمكانها هضم كربوهيدرات وبروتينات معقدة، والأهم مساعدتها على إنتاج وامتصاص الأحماض الأمينية الأساسية للنمو.
ويساعد تنوع البيئة الدقيقة داخل الأمعاء على وقاية الجسم من إصابات ضارة تسببها بكتيريا مثل "الشيغلا" و"الليستريا" و"السلمونيلا"؛ لأن البكتيريا الموجودة في الأمعاء لا تفسح المجال لنمو بكتيريا جديدة ضارة.
وحين تنقص أعداد البكتريا في الأمعاء -والتي تشكل حائط صد طبيعيا- جراء نقص الغذاء الصحي، يقع الأطفال في دائرة مفرغة يشرحها جوناثان سوان، الأستاذ المساعد للبيئة الدقيقة بكلية إمبيريال كوليدج بلندن، بأن "الأطفال المصابين بسوء التغذية يعيشون عادة في بيئات معرضة لكثير من الأمراض، ومع تعرضهم للمرض وضعف مقاومتهم تتمكن منهم العدوى؛ ما يؤدي للإسهال والتهاب البطن المزمن ويضر الأمعاء ووظيفتها"، ومن ثم يتفاقم سوء التغذية.
ولإثبات الآثار طويلة الأمد أجرى غوردن تجارب على الفئران التي رباها في بيئات "معقمة" أدت لافتقار أجسادها للبيئة الميكروبية الداخلية، ثم غذى بعضها بميكروبات من أمعاء سليمة والبعض الآخر بميكروبات أطفال مصابة بسوء التغذية، وهو ما سمح للباحثين بتحديد آثار التنوع الميكروبي على نمو الفئران بمعزل عن أي عوامل أخرى.
وأظهرت دراسة هي الأولى من نوعها أجرتها لورا بلانتون، الباحثة المعاونة لغوردن، أن الفئران التي تلقت عينات الأطفال المصابة أصيبت لاحقا بتوقف النمو مقارنة بالتي تلقت عينات صحية، وهو ما أكد أن أي خلل بالبيئة الدقيقة داخل الأمعاء قد يؤدي لمشكلات طويلة الأمد تلحق بالنمو.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز