صعود ممداني يرسم خريطة طريق «مجربة» لـ«اليسار الأوروبي»
                                        صعود زهران ممداني الكبير في سباق عمدة نيويورك، منح اليسار الأوروبي الباحث عن الانتعاش، فرصة وخارطة طريق مجربة، في الانتخابات المقبلة.
وفي رحلته من عضو مجلس ولاية لا يحظى بشهرة سياسية، إلى المرشح الأوفر حظا في سباق عمدة نيويورك، منح زهران ممداني شعورا بالتفاؤل للسياسيين اليساريين في أوروبا قبل انتخاباتهم المحلية العام المقبل.
ويقوم الاستراتيجيون من الأحزاب السياسية في جميع أنحاء أوروبا برحلة عبر المحيط الأطلسي للتعلم من جيل الألفية الذي ارتقى بسرعة من المجهول إلى قمة أهم مدينة أمريكية.
وقالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن الأوروبيين يريدون معرفة ما إذا كانت حملة ممداني الشعبية، التي ركزت بشدة على القدرة على تحمل التكاليف، ستنجح في مدنهم ومناطقهم كما نجحت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي وربما في الانتخابات العامة غدا الثلاثاء.
ووفقا لـ"بوليتيكو"، سافرت مانون أوبري، الرئيسة المشاركة الفرنسية لمجموعة اليسار في البرلمان الأوروبي والتي تضمّ نوابًا من الاشتراكيين الديمقراطيين واليساريين الشعبويين وبعض الشيوعيين، إلى نيويورك الأسبوع الماضي، حيث شاركت إلى جانب مناصري ممداني في المرحلة الأخيرة من حملته.
وترى أوبري وحزبها، "فرنسا الأبية"، في ممداني مثالًا يُحتذى به في كيفية إحداث "تغيير جذري"، في ضوء الجهود لإحداث تأثير كبير في الانتخابات البلدية التي ستجرى في جميع أنحاء فرنسا عام 2026.
أما حزب اليسار الألماني المناهض للرأسمالية؛ فأرسل 4 مسؤولين إلى نيويورك للقاء شخصيات من حملة ممداني، مثل موريس كاتز، رئيس الاستراتيجية في الحملة.
كما زارت نيويورك الرئيسة المشاركة للحزب إينيس شفيردتنر، والرئيس المشارك لفرع اليسار في برلين، ماكسيميليان شيرمر.
"نموذج ملهم"
وقالت ليزا بفلوم، مديرة المكتب البرلماني للرئيس المشارك الآخر لحزب اليسار، يان فان آكين، إنها تعتقد أن حزبها قد تجاوز التوقعات في الانتخابات الفيدرالية الألمانية التي جرت في فبراير/شباط الماضي باتباعه نفس استراتيجية ممداني، وهي التركيز على قضايا غلاء المعيشة، واستقطاب صغار المتبرعين، والاستثمار بكثافة في حملات التطوع وطرق الأبواب.
وتتوقع بفلوم، أن يتخذ اليسار من حملة ممداني الحالية نموذجًا لنهج حزبها في الانتخابات التشريعية لولاية برلين في سبتمبر/أيلول 2026.
قبل أن تقول "إن ممداني يقدم رؤية ملموسة لكيفية تحسين حياة الناس فعليًا.. يمكنك أن تشعر بذلك فورًا هنا في نيويورك.. لقد بدأ الناس يشعرون بالأمل من جديد".
ويتحدث سياسيون فرنسيون وبريطانيون عن إعجابهم بشكل خاص بالطريقة التي استخدم بها فريق ممداني استراتيجية إعلامية تستند إلى مقاطع فيديو قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المرشح شخصًا مألوفًا للمواطنين.
وقالت دانييل أوبونو، النائبة عن حزب فرنسا الأبية والتي ستستضيف حفلًا لمشاهدة نتائج انتخابات نيويورك مباشرة مع قادة أحزاب آخرين، "إن فوز ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي يُعد حدثًا سياسيًا بارزًا بالفعل، سواءً بسبب ما اعتمد عليه في حملته الانتخابية أو كيفية إدارته لها.. هناك الكثير من الأمور التي وجدناها ملهمة".
فيما قال موثين علي، نائب زعيم حزب الخضر في المملكة المتحدة، إن السياسيين البريطانيين يميلون إلى إنتاج مقاطع فيديو "مملة وبسيطة"، مضيفا أن اليسار بحاجة إلى إتقان تقديم مقاطع صوتية قصيرة بطريقة "قوية" مثل ممداني.
ويُظهر استطلاع رأي "بوليتيكو" في المملكة المتحدة، أن حزب الخضر ارتفع على سلم التأييد الشعبي إلى 14%، مُتخلفاً بفارق 4% فقط عن حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء كير ستارمر.
وفي ألمانيا، واصل حزب اليسار الألماني صعوده تدريجيًا منذ ظهوره المفاجئ في فبراير/شباط الماضي، ويبدو الحزب الآن في موقف أقوى، لمنافسة الخضر والاشتراكيين الديمقراطيين وذلك وفقا لاستطلاعات الرأي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA== جزيرة ام اند امز