تقرير أمريكي: دعم إدارة ترامب للجزائر "استقرار للمنطقة"
ورقة بحثية أصدرها "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" قالت إن هناك ضرورة ملحة للتعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر.
تطرقت ورقة بحثية أصدرها "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" إلى الضرورة الملحة للتعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر في المجالين الأمني والاقتصادي في ظل الظروف الحالية.
الورقة البحثية التي أعدتها الباحثة الأمريكية فيش سكثيفيل، والتي حملت عنوان "المشاكل الأمنية المتفاقمة في الجزائر"، والتي يقصد بها عند قراءة التقرير، المخاطر التي تحدق بالجزائر من حدودها الشرقية والجنوبية جراء تدهور الوضع الأمني في عدد من دول الجوار الجزائري، رأت أن "العلاقات الأمريكية – الجزائرية" لا تعتبر وطيدة بشكل خاص، رغم التعاون الواعد بينهما في مجال مكافحة الإرهاب منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001".
المعهد الأمريكي من خلال هذه الوثيقة يرى أن "إدارة الرئيس دونالد ترامب تملك عدة خيارات لمساعدة الجزائر على مواجهة مشاكلها مع التطرف والإرهاب سواء في الداخل أو القادم من الحدود"، معتبراً أن "مناورات (فلينتلوك) العسكرية السنوية التي تنظمها قيادة أفريكوم تعتبر ميداناً مهماً للانخراط في مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة الإفريقية".
واعتبرت الورقة البحثية الأمريكية، أن "لواشنطن مصالح واعدة مع الجزائر، وهناك مسائل على المحك يصعب على الولايات المتحدة فك ارتباطها بها"، كما لفتت أيضاً إلى "أن عدم الاستقرار في الجزائر سيضر بالمصالح الأمريكية بالنظر إلى الأوضاع الأمنية المتدهورة على حدودها الجنوبية والشرقية"، مستندة في ذلك على "الدور المهم الذي تلعبه الجزائر كوسيط هام في مالي، وكذا بقائها حليفاً مهماً في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا، وأيضاً للمساعدة الهامة التي تقدمها الجزائر للجارة تونس من خلال تدريب الجيش التونسي على صد الهجمات الإرهابية المتنامية في هذا البلد".
وتطرقت الباحثة سكثيفيل في بحثها أيضاً إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين وللدعم الاقتصادي الذي تقدمه واشنطن للجزائر، حيث أشارت "إلى أن بلادها تملك برامج اقتصادية موجودة أساساً لمساعدة الجزائر، كمباردة الشراكة مع الشرق الأوسط إلى جانب المنظمات غير الحكومية الممولة من الإدارة الأمريكية، التي تعمل على توفير فرص تعليمية في الجنوب الجزائري".
غير أن الباحثة الأمريكية انتقدت قرار الإدارة الأمريكية "رغبتها في خفض ميزانية وزارة الخارجية"، واصفة القرار بـ"الخطوة غير الحكيمة" التي ستؤثر على زيادة التمويل للجهود المبذولة في الجزائر.
كما أكد المعهد الأمريكي في ورقته البحثية على التحسن الكبير في الجانب الأمني بالجزائر مقارنة مع دول مجاورة، متوقعاً في الوقت ذاته أن تقدم إدارة ترامب الكثير لمساعدة الجزائر على الحفاظ على استقرار نسبي فيها وفي جوارها، واصفاً الجزائر "بأنها من الدول القليلة في هذه المنطقة التي نجحت عموماً في تجنب الانزلاق في دوامة الاضطرابات الحالية التي تسود المنطقة".
حوار متبادل
وفي تعليقه على الورقة البحثية لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قال الخبير الأمني الجزائري، بن عمر بن جانة، في اتصال مع بوابة "العين" الإخبارية: "إن العلاقات الجزائرية الأمريكية مبنية على أسس حوار سياسي وعسكري وأمني من خلال تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات والخبرات العسكرية بينهما، وما يؤكد ذلك حجم الزيارات خاصة في السنوات الأخيرة، وكذا الحوار الاستراتيجي بين البلدين لمكافحة الإرهاب"، مضيفاً أن هذا التعاون يتجسد أيضاً في الحوار المتوسطي في مجال مكافحة الإرهاب مع حلف شمال الأطلسي الذي تعتبر الولايات المتحدة عضواً فاعلاً فيه.
كما أشار الخبير الأمني إلى امتلاك الجزائر رصيداً مهماً في مجال مكافحة الإرهاب الذي أكسب جيشها وقوات أمنها خبرة واسعة، "ومن هنا فان الجزائر تكتسي أهمية في منظور السياسة الخارجية الأمريكية لأسباب مرتبطة أولاً بالوضع السائد في دول المنطقة التي تعتبر أيضاً بلداناً مهمة جداً لأمن واشنطن من الناحية الاستراتيجية".
أما النقطة الثانية فلخصها الخبير الأمني في "التهديدات الإرهابية المتفاقمة في دول الساحل الإفريقي، التي تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائها، وحاجة واشنطن إلى دولة مستقرة تساعدها على مكافحة الإرهاب والحفاظ على مصالحها في مقابل ضمان مصالح الجزائر اقتصادياً وأمنياً".
ومن هنا يرى بن جانة، أن التعاون الأمني والعسكري بين الجزائر وواشنطن يبقى في سلم أولويات الإدارات الأمريكية خاصة إدارة ترامب التي بدأت عهدتها بتحديات مكافحة الإرهاب.
يذكر أن الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، قد ترأس بداية شهر إبريل/نيسان الماضي، الوفد الجزائري في أشغال الدورة الرابعة للحوار الثنائي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن، حول الأمن ومكافحة الإرهاب، حيث بحثت الدورة مسألة الإرهاب والتطرف العنيف وكذا التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، ليتم الاتفاق في ختامها على تعزيز التعاون والتنسيق الأمني بين الجزائر وواشنطن.