في موسم مانشستر سيتي الاستثنائي.. جوارديولا ظالم أم مظلوم؟
من جديد، عاندت كأس دوري أبطال أوروبا الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، للعام العاشر على التوالي.
وخسر مانشستر سيتي بقيادة جوارديولا، السبت، بنتيجة 0-1 من مواطنه تشيلسي، في نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، خلال المباراة التي أقيمت على ملعب الدراجاو بمدينة بورتو البرتغالية.
وسيتذكر البعض نهائي النسخة المنقضية من دوري الأبطال باعتباره فشلا لجوارديولا، بسبب عدم نجاحه في الفوز بأهم بطولة قارية لـ10 أعوام متتالية، وعدم قدرته على جلب اللقب لمانشستر سيتي بعد 5 مواسم له مع الفريق، بسبب بعض التغييرات الفنية التي لم يحالفه التوفيق فيها، واعتبرها البعض نوعا من الفلسفة.
في حين أن بعض المنصفين سينظرون بعين التقدير إلى موسم المدرب الإسباني، الذي تغلب خلاله على الكثير من الصعوبات، وبلغ النهائي القاري عن جدارة واستحقاق بعد موسم صعب، محققا ما فشل فيه الكثير من عمالقة أوروبا.
موسم استثنائي
سيتحدث البعض عن الملايين التي أنفقها جوارديولا من أجل استقدام نجوم من الطراز الثقيل، وستعقد المقارنات بينه وبين مدربين آخرين، دون الالتفات إلى ما قاله المدرب الإسباني في مؤتمره الصحفي الأخير، وهو التذكير بأن هذا الموسم كان استثنائيا بالنسبة لمانشستر سيتي.
وتغلب بيب هذا الموسم على آثار جائحة كورونا، وتمكن من حسم الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة له مع الفريق، قبل انتهاء المسابقة بـ3 جولات بدون منافس حقيقي، وبعد أن كان يقبع في مرحلة ما في المركز العاشر في جدول الترتيب.
ورغم ذلك فإن البعض لن يتذكروا ذلك المشوار، وكيف أجبر مستوى السيتي الجميع طوال الموسم على الحديث عن اقترابه من حصد رباعية تاريخية، قبل أن يأتي الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي ولاعبوه كي يبعثروا هذه الأحلام.
دي بروين يتوقع السيناريو
لم يكن ثمة فريق قادر على إيقاف قطار السيتي طوال ذلك الموسم المميز سوى تشيلسي، فبعد تتويج السماوي بكأس الرابطة وإسقاط توتنهام في النهائي، تمكن البلوز من إقصاء أبناء جوارديولا من نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، قبل أن يوجه الفريق اللندني ضربة أكثر إيلاما للسيتي ولاعبيه في نهائي الأبطال.
وكان البلجيكي كيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي قد حذر من هذا السيناريو من قبل، حيث سبق أن صرح قبل نهائي دوري أبطال أوروبا قائلا: "إذا فزنا باللقب فإننا سنصبح أبطالا؛ وإذا خسرنا فسيتم وصمنا بالفشل".
ويأتي هذا الأمر على الرغم من أن مانشستر سيتي كان في دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي عام 1999، ووقتها كان التفكير في مجرد الوصول إلى دوري أبطال أوروبا دربا من الخيال.
ميدالية جوارديولا
قدم مانشستر سيتي أفضل أداء دفاعي في البريميير ليج خلال الموسم الحالي، وسلسلة انتصارات متتالية من 21 مباراة، بعد قدوم المدافع روبن دياز وصعود الشاب فيل فودين لقمة مستواه، لكن رغم ذلك فإن البعض قد يصنفه كموسم فاشل بالنسبة لجوارديولا، بسبب عدم نجاحه في حصد اللقب الأوروبي.
وأصبح نزع الميدالية الفضية عقب تسلمها أمرا مألوفا في عالم كرة القدم، كنتيجة لعدم الرضاء عن المركز الثاني، لكن جوارديولا لم يفعل ذلك بينما كان يمر من أمام الكأس التي تستعصي عليه منذ عام 2011، بل قام بتقبيل الميدالية.
وبينما كان لاعبو تشيلسي يداعبون الكأس الغالية ذات الأذنين، تجول جوارديولا مطأطئ الرأس لكن مرتديا الميدالية، فخورا بمركز ثان لا يستطيع أحد من المنصفين وأصحاب الرؤية الثاقبة أن يقول إنه فشل.
وإذا كان الحصول على لقبين في الموسم، والاقتراب لهذه الدرجة من أهم بطولة على مستوى الأندية في أوروبا وربما العالم، نوعا من الفشل، فإن هناك الكثيرين ممن قد يتمنون تحقيق نصف هذا الفشل على طريقة جوارديولا.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز