مانشستر .. قلعة الصناعة والسياحة ببريطانيا في مرمى الإرهاب
مانشستر.. المدينة البريطانية العريقة تعرضت لحادث إرهابي مروع استهدف قاعة للحفلات الموسيقية وخلف 22 قتيلا و59 مصابا
تعد مدينة مانشستر أكثر المدن البريطانية زيارة واستقبالًا للسياح، وأهمهم لتصدرها قائمة المدن الصناعية على مستوي العالم، بالإضافة لاحتوائها على أكثر من جامعة علمية بريطانية كبري، واحتضانها أهم الفعاليات الرياضية والثقافية في المملكة المتحدة.
مانشستر.. المدينة البريطانية العريقة تعرضت الليلة الماضية لحادث إرهابي مروع استهدف أحدي الحفلات الموسيقية، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة 59 آخرين في حصيلة أولية للهجوم، الذي أثار رعب سكان المدينة الهادئة ويصل تعدادهم إلى أكثر من 514 ألف نسمة تقريبًا وفقًا لتقديرات بنهاية عام 2013.
مانشستر.. المدينة الصناعية الأولى بالمملكة المتحدة
وتحظى مانشستر البريطانية بمكانة وأهمية كبري لدي البريطانيين والسياح، نظرًا لموقعها المتميز حيث تقع شمال غرب إنجلترا، وتوحد في المنطقة الحضرية الأكثر كثافة بالسكان، ويحدها من الشمال والشرق بينينز، ومن الجنوب تطل على سهل شيشاير، بالإضافة لقربها من سلسلة الجبال على طول الشمال البريطاني، حيث تبعد نحو 56.3 كم عن ليفربول وشيفيلد، لتصبح المدنية نقطة التقاء بين المدينتين، بمساحة قدرت بـ 260كم.
ونظرًا لموقعها الهام وقربها من الميناء البحري في ليفربول، وقربها من سلاسل الجبال، ونهري إيرول وميرسي، والارتفاع عن مستوي سطح البحر بقدر مناسب، يمكن لسكان المدينة من نقل البضائع والمعدات الصناعية والأدوات بشكل سهل عبر الميناء البحري بمدينة ليفربول، فضلًا عن توافر احتياطات الفحم، والموارد المائية، لتصبح من أقدم وأهم المدن الصناعية على مستوى العالم، التي أحدثت طفره في صناعات الغزل والنسيج دوليًا، وساهم اقتصادها في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة خلال أعوام متتالية.
وتتمتع المدينة بمناخ معتدل كباقي الجزر البريطانية، وعلى عكس العاصمة لندن، تتميز بصيف معتدل، وشتاء أقل برودة عن باقي المدن البريطانية، على الرغم من هطول الأمطار طول العام بها، ونظرًا لارتفاع نسبة الرطوبة، وقربها من مصادر للمياه، وقلة سقوط الثلوج عليها، جعل من مناخها المناخ المناسب لنجاح صناعة الغزل والنسيج بها.
المدينة الأكثر ازدحامًا بالسكان
وتشير الإحصائيات إلى أن مانشستر هي من أكثر المدن البريطانية ازدحامًا بالسكان، وتضم ثالث أكبر تجمع سكاني بالمملكة المتحدة، بين المناطق الحضرية وشبه الحضرية، حيث تمثل الجالية المسلمة 5% من إجمالي عدد السكان، بالإضافة لأعداد كبيرة من الجاليات الأسيوية، وتعد الجاليات القادمة من دول المغرب العربي واليمن ومناطق وسوريا ولبنان، هم الأكثر تواجدًا بالمناطق شبه الحضرية.
وترتفع الكثافة السكانية بمانشستر لقربها من مستوطنات كبري ومخيمات بالمملكة المتحدة، وموقعها الذي يجعلها تربط بين خطوط السكك الحديدية من جميع الخطوط والاتجاهات، فتصبح محطة مانشستر بيكاديللي المحطة الرئيسية بين خطوط سكك حديد بريطانيا شمالًا وجنوبًا وشرقًا، بالإضافة لاحتوائها على 2 من 4 مطارات الأكبر والأكثر ازدحامًا بالمملكة.
مانشستر أهم المقاصد السياحية ببريطانيا
ولا تنحصر أهمية المدينة العريقة بالمملكة لدورها الصناعي وموقعها الجغرافي فقط، بل يمتد إلى دورها الثقافي والعلمي حيث تضم أكثر من جامعة بريطانية كبري مثل جامعة متروبوليتان، وجامعة سالفورد، وجامعة مانشستر، فضلًا عن وجود صالات عرض موسيقية وقاعات كبري يقام عليها حفلات ترفيهية وموسيقية، كما تضم أكبر النوادي الرياضية على مستوي العالم هما نادي مانشستر يونايتد، ونادي مانشستر سيتي، ما يجعلها وجهة سياحية أساسية لمحبي الرياضة والدوري الإنجليزي حول العالم.
وتتنوع المعالم السياحية في مانشستر بين الشوارع الأثرية، والأماكن الترفيهية، والمراكز الثقافية، فتضم المدينة التي تحتل المرتبة الثالثة بين المدن البريطانية في استقبال السياح، على متحف مانشستر الذي يتبع للجامعة التي تحمل نفس الاسم، فيعد من أكثر من المراكز البحثية زيارة في بريطانيا، حيث يضم عددا هائلا من التحف الفنية قد يصل إلى عدة ملايين.
كما تحتوي على مكتبة جون رايلندز التي شيدت في أوائل القرن العشرين، والتي تضم بداخلها أعدادا كبيرة من المخطوطات التاريخية التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطي، والعديد من الكتب والمجلدات الأوروبية القديمة.
ولم تغفل المدينة عشاق ومحبي الرياضة، لتأسس متحف كرة القدم الشهير الذي يتضمن جميع الميداليات والكؤوس الخاصة بالبطولات المحلة بين الأندية الإنجليزية، والبطولات الدولية للأندية والمنتخب الإنجليزي أيضًا، لتشير المدينة إلى تاريخها العريق في الصناعة من خلال قناة "بريدج ووتر" التي شيدت في 1761 داخل حديقة التراث العمراني بوسط المدنية، وكانت مهمتها نقل الفحم من المناجم إلى مانشستر.
ومن أهم الشوارع القديمة العريقة بالمدينة شارع اولدهام، فهو شارع التسوق الرئيسي بالمدينة، حيث يوجد بها عشرات المحلات التجارية، والمنتزهات، والمطاعم، والمقاهي، والنوادي، حيث يعود تاريخ بنائه إلى قبل الحربب العالمية الثانية.
ويعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف أحدي الحفلات الموسيقية بمانشستر، هو الهجوم الأول الذي يقع بالمدينة منذ 21 عاما، عندما قام أحد الجنود بالجيش الإيرلندي بالهجوم على شارع كوربوريشن بوسط مانشستر بشاحنة مفخخة، وهو أكبر القنابل الذي فجرت في المملكة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولم يسفر هذا الهجوم الذي وقع في 1996 عن أي قتلي، ولكن أسفر عن أكثر من 200 جريح.