كيف نهض مانشستر يونايتد من تحت أنقاض كارثة ميونيخ؟
تحل اليوم السبت 6 فبراير/شباط، الذكرى الـ53 لكارثة ميونيخ الجوية، التي راح ضحيتها عدد من نجوم مانشستر يونايتد عام 1958.
طائرة يونايتد تحطمت أثناء محاولتها الإقلاع من مطار ميونيخ في ألمانيا، في منتصف رحلة العودة من يوغوسلافيا بعد مواجهة فريق النجم الأحمر في بطولة أوروبا للأندية (دوري أبطال أوروبا حاليا).
وتسبب الحادث في وفاة 23 فردا، منهم 8 من لاعبي مان يونايتد، و3 من الطاقمين الفني والإداري بالنادي، فيما نجا مات باسبي المدير الفني بأعجوبة.
الحادث عصف بمانشستر يونايتد، وتأثر "الشياطين الحمر" بشكل واضح في السنوات التالية للحادث، إلا أنه تمكن من النهوض من تحت تحت الأنقاض واستعادة مكانته بمرور الوقت.
أياد مساعدة
تولى جيمي مورفي مساعد باسبي وقتها، مهمة قيادة يونايتد بشكل مؤقت، لحين تعافي الأخير من الإصابات التي تعرض لها في حادث الطائرة، بعد أن غاب بالصدفة عن بعثة عن الفريق إلى يوغوسلافيا، حيث كان يتولى في هذا الوقت تدريب منتخب بلاده ويلز في مباراة بتصفيات كأس العالم.
مورفي كان مساعدا وفيا لمات باسبي، واستمر في دور الرجل الثاني مع يونايتد حتى عام 1971، رافضا عدة عروض من أندية بحجم يوفنتوس ومنتخبات مثل البرازيل، وكان للحادث دورا في بقاؤه في الظل من أجل المساعدة على إعادة بناء الفريق بعد كارثة ميونيخ.
بعد الحادث، كان في حكم المؤكد أن النادي سينهار، لكن إدارة "الشياطين الحمر" نجحت في إعادة بناء الفريق سريعا بتشكيل مكون من لاعبين احتياطيين وشباب.
وفي أعقاب الحادث تلقى يونايتد عروضا للمساعدة من عدة أندية، على رأسها غريمه اللدود ليفربول، الذي عرض 5 من لاعبيه على "الشياطين الحمر" على سبيل الإعارة، كما أن بيرت تراوتمان حارس مرمى مانشستر سيتي وقتها، عمل كوسيط ومترجم بين السلطات الألمانية وعائلات الضحايا.
كذلك فإن ريال مدريد حامل لقب بطولة أوروبا في ذلك الوقت، عرض أيضا عدد من لاعبيه على يونايتد، كما طالب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بمنح لقب نسخة 1957-1958 من البطولة للفريق تكريما له، وهو الاقتراح الذي أيده النجم الأحمر أيضا، لكن قوبل بالرفض.
واقترح الاتحاد الأوروبي فكرة أن يلعب مانشستر سيتي بدلا من يونايتد في بطولة أوروبا، إذا لم يتمكن الأخير من ذلك، لكن "السماوي" رفض المقترح.
تغييرات جذرية
التغييرات والإضافات طالت الطاقم الإداري للنادي أيضا، بعد وفاة السكرتير والتر كريكمر والمدربين توم كاري وبيرت والي، ليعلن حارس المرمى ليس أوليف اعتزال اللعب وتولى منصب سكرتير النادي، بينما تولى جاك كرومبتون حارس يونايتد السابق، منصبا إداريا أيضا.
باسبي استأنف مهامه كمدير فني في الموسم التالي (1958-1959)، وتمكن بفضل نظرته الثاقبة في بناء جيل جديد من النجوم، أبرزهم جورج بيست ودينيس لو، ويقودهم بوبي تشارلتون وبيل فولكس الذين نجا من الحادث، وهو الجيل الذي توج ببطولة أوروبا بعد 10 سنوات على حساب بنفيكا البرتغالي.
وعملت إدارة النادي على تغيير اللقب السابق من "أطفال باسبي"، والذي تم إطلاقه على الفريق بسبب اعتماد المدرب الأسطوري على ناشئي الأكاديمية، إلى "الشياطين الحمر"، المستوحى من فريق سالفورد الإنجليزي للرجبي.
وبالفعل، تم بالتدريج دمج الشعار الجديد مع هوية النادي في منتصف الستينيات من القرن الماضي، في محاولة لإضفاء بعض القوة على شخصية الفريق.
وبطبيعة الحال تأثرت نتائج يونايتد بالحادث، لكنه لم يستغرق وقتا طويلا من أجل التعافي، حتى أنه وصل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في موسم 1957-1958 وخسر 0-2 أمام ولفرهامبتون.
حقق يونايتد أول ألقابه بعد الحادث في موسم 1962-1963، بالتتويج بلقب كأس الاتحاد، كما فاز بالدوري الإنجليزي نسخة 1964-1965، إلا أن أبرز إنجازاته في هذه الحقبة كان قنص لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، موسم 1967-1968.