مصر.. افتتاح مشروع تنمية "منطقة منف الأثرية"
المشروع ضمن اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان "الاستثمار المستدام لقطاع السياحة في مصر"
دشن الجانبان الأثريان المصري والأمريكي، مساء السبت، مشروع تطوير وتنمية منطقة منف الأثرية.
ووصف الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، المشروع بأنه أحد ثمار التعاون المشترك والمستمر بين وزارة الآثار وهيئة المعونة الأمريكية والمتمثل في العديد من المشاريع الناجحة في العديد من المواقع الأثرية الهامة في الأقصر، والإسكندرية، وسوهاج، والبحر الأحمر.
وقال العناني إن المشروع بدأ في أغسطس آب عام 2015 في إطار اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان "الاستثمار المستدام لقطاع السياحة في مصر" بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمبلغ 9 ملايين و200 ألف جنيه مصري، واختتم كلمته بأن مصر تشجع جميع سبل التعاون والاستثمار المشترك في مجال العمل الأثري، للنهوض بالمواقع الأثرية، والحفاظ علي تراثها الفريد.
من جانبه، قال توماس جولدبرجر، القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية، إن المشروع استثمار للماضي والحاضر علي حد سواء، مؤكدا حرص الولايات المتحدة الأمريكية علي الالتزام والاستمرار في هذه الشراكة مع وزارة الآثار من أجل حماية تراث مصر الثقافي وتنمية السياحة.
وقال أيمن عشماوي ،رئيس قطاع الآثار المصرية، إن مشروع تطوير جبانة منف جاء بهدف إعادة إحيائها مرة أخرى، والنهوض بالتراث الثقافي المصري بالمواقع الأثرية، وتشجيع السياحة مع الارتقاء بإدارة الموقع الأثري؛ حيث كانت "منف" عاصمة مصر القديمة، ومركز عبادة المعبود "بتاح" إله الخلق رب الحرفيين والصناع، وأضاف أن عملية التطوير شملت إنشاء مسار جديد للمواقع الأثرية بمنف، بالإضافة إلى تدريب 89 مفتشا أثريا من وزارة الآثار في مجال إدارة مواقع التراث الثقافي والترميم من خلال برنامج مدرسة الحفائر بالموقع.
وأشار الدكتور مارك لينر، مدير جمعية أبحاث مصر القديمة، إلى أن من بين أعمال المشروع توثيق المواقع الأثرية لجبانة منف، ووصفها من خلال أرشيف مصور متكامل، وهي متاحة الآن للباحثين والدارسين، بالإضافة إلي توثيق الحالة الراهنة للمواقع مع تحليل مدى تأثير الظروف البيئية على الأثر مثل المياه الجوفية، وتسجيل توصيات لحل هذه المشكلات، وذلك على المدى القصير والبعيد لصيانة وحفظ هذه المواقع الأثرية الهامة.
من جانبه، قال علاء الشحات، نائب رئيس قطاع الآثار المصرية، إن عملية التطوير تضمنت أيضاً تنظيف وتوثيق المواقع الأثرية، كما تم إصدار كُتيب إرشادي ودليل للزوار وإطلاق موقع إلكتروني علي شبكة الإنترنت.
وأضاف الشحات أن أعمال التطوير شملت 8 مواقع أثرية هي مقصورة معبد "رمسيس الثاني" الذي تم بناؤه خلال عصر الملك رمسيس الثاني، وظل مستخدماً على الأقل حتى عصر الملك "سيتي الثاني"، ويطلق عليه أحياناً معبد "بتاح الصغير"، ومعبد "سخمت" و كان مكرسا لعبادة الملك رمسيس الثاني وآلهة منف، ومعبد رمسيس الثاني، ومعبد "حتحور" الذي تم بناؤه خلال عصر الملك رمسيس الثاني، ثم هجر
خلال العصر البطلمي، ولا يزال المعبد غالبيته تحت الأرض، و"بيت أبيس" الذي كان جزءاً من المجمع الديني الخاص بمعبد بتاح الكبير وكان مكرساً للعجل "أبيس" حيث عاش حتى موته وتحنيطه.
ويعتبر "بيت أبيس" هو الجزء الوحيد الذي لا يزال يمكن مشاهدته من هذا المجمع، بالإضافة إلى مقابر كبار الكهنة التي كانت مخصصة لدفن سلالة الملك "أوسركون الثاني" فى الأسرة الثانية والعشرين. ومقصورة "سيتي الأول" هي المقصورة الوحيدة القائمة، والتي كانت داخل المجمع الديني لمعبد بتاح الكبير، وقد تم بناؤها لتظهر مدى العلاقة الوطيدة للملك سيتي الأول والإله بتاح.
كما شملت أعمال التطوير البوابة الغربية لمعبد "بتاح الكبير"، والتى تم بناؤها خلال عصر الملك رمسيس الثاني، ولم يتبق منها سوي البوابة، وقد كان المعبد الرئيسي المكرس لـ "بتاح" معبود "منف".
وتضم جبانة "منف" متحف "ميت رهينة" المفتوح، والذي يعرض عددا من أهم القطع الأثرية منها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، وتمثال أبو الهول والذي يُعد ثاني أكبر تمثال لأبو الهول بعد التمثال الأشهر بالجيزة، بالإضافة إلى تمثالين ضخمين للملك رمسيس الثاني من حجر الجرانيت الأحمر، وتمثال "الثالوث" والذي يصور الملك "رمسيس الثاني" واقفاً مع الإله "بتاح" و الإلهة "سخمت".