لقاء المنقوش – كوهين.. لجنة ليبية للتحقيق وعلاقات متوترة مع إيطاليا
رغم مرور أيام على كشف تفاصيل لقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، نظيرها الإسرائيلي، فإن "الغضب الشعبي" ما زال في أوجه.
غضب تُرجم في دعوات لاحتجاجات يوم الجمعة ضد حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، مما جعل الأخيرة، في مأزق أمام قوى أوروبية وغربية وأممية، كثفت من دعواتها لضرورة تشكيل حكومة موحدة كشرط أساسي لإجراء الانتخابات في ليبيا.
وفي تحول ملحوظ الأسبوع الماضي، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، إن تشكيل حكومة موحدة شرط أساسي لإجراء الانتخابات في ليبيا، في تغيير لموقفه السابق المتمثل في ضرورة إجراء انتخابات وطنية دون تغيير الإدارة.
إلا أن حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية) كان في جعبتها الكثير للرد على تلك الدعوات؛ فصحيفة "جون أفريك" الفرنسية، قالت إن عبدالحميد الدبيبة رفض اعتماد الإيطالي نيكولا أورلاندو سفيراً للاتحاد الأوروبي في ليبيا، في وضع اعتبرته بروكسل "أمرًا نادر الحدوث في الأعراف الدبلوماسية".
وبحسب الصحيفة، فإن علاقات طرابلس وروما لم تسر على ما يرام، بعد إفشاء تفاصيل اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الليبية المقالة نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، مشيرة إلى أن بروكسل هي التي تتحمل التكاليف، برفض اعتماد نيكولا أورلاندو سفيراً للاتحاد الأوروبي في ليبيا.
وكان اسم نيكولا أورلاندو اقترح منذ أبريل/نيسان 2023 من قبل نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، في إجراء كان يعتبر شكليًا في إطار الحركة الدبلوماسية، إلا أنه تحول لأزمة.
ضربة لميلوني
الأمر نفسه، أشارت إليه صحيفة "بوليتيكو"، في تقرير لها، قائلة إن حكومة الدبيبة، استبعدت مرشح إيطاليا لقيادة بعثة الاتحاد الأوروبي، متوقعة اختيار دبلوماسي من فرنسا.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم، إن حكومة الدبيبة، رفضت المرشح الإيطالي للمنصب، نيكولا أورلاندو، ومن المتوقع أن تبارك نائبه الفرنسي باتريك سيمونيه.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية قرار الدبيبة، بمثابة ضربة لرئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جيورجيا ميلوني، التي تعهدت بمزيد من التواصل مع دول شمال أفريقيا؛ باعتباره بندًا أساسيًا في أجندة سياستها الخارجية.
وقال دبلوماسي أوروبي، إن الحكومة الإيطالية أصيبت بخيبة أمل بسبب الرفض الليبي، رغم أنها لم ترد رسميا.
ما حقيقة رفض الدبيبة اعتماد سفير أوروبا؟
رغم أن حكومة عبدالحميد الدبيبة لم تعلق على تقرير المجلة الفرنسية، إلا أن مفوضية الاتحاد الأوروبي، أشارت على استحياء للأزمة الحالية.
ففي تصريحات لوكالة "نوفا" الإيطالية، قالت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية: "يمكننا أن نؤكد أن السفير خوسيه ساباديل ينتهي منصبه في ليبيا اليوم، كما هو مقرر، في نهاية فترة خدمته العادية".
وأضاف: "ننشر تعيينات سفرائنا بعد الانتهاء من كافة الإجراءات والحصول على الموافقة وسيكون السفير المعين جاهزا للمغادرة لتولي المنصب".
ولم تؤكد مصرالي أو تنفي الأنباء المتعلقة بعدم موافقة حكومة الوحدة الوطنية على تعيين الدبلوماسي الإيطالي نيكولا أورلاندو سفيرا جديدا للاتحاد الأوروبي في طرابلس، بحسب "نوفا".
ما آخر التحركات في ملف لقاء المنقوش – كوهين؟
في بيان صادر عن النائب العام في ليبيا، واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أمر النائب العام الصديق الصور بتشكيل لجنة تقصي في واقعة لقاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي.
وقالت النيابة العامة في ليبيا، في بيانها، إن مكتب النائب العام تبقى بلاغات متعلقة بمخالفة وزيرة الخارجية المنقوش لقواعد مقاطعة إسرائيل؛ فأصدر قراراً بتشكيل لجنة تحقيق أسندت إليها، مهمة تقصي مبلغ الضرر الذي أصاب مصالح الدولة الليبية من واقع تقارير جهاز المخابرات؛ وتحصيل مواد استدلالية تلزم لتأدية إجراء استجواب من دُعوا إلى اللقاء؛ بما في ذلك سماع أقوال من يمكن الحصول منهم على إيضاحات تلزم تحقيق الواقعة.
لكن أين وصلت لجنة الدبيبة؟
كان رئيس حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية) عبدالحميد الدبيبة، أصدر قرارًا الأحد الماضي، بتشكيل للجنة للتحقيق في واقعة لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش مع وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين.
ونص القرار رقم "368" لسنة 2023 على إيقاف المنقوش عن العمل احتياطيا وإحالتها إلى التحقيق، فضلا عن تشكيل لجنة للتحقيق، حدد مهمتها في التحقيق إداريا مع وزيرة الخارجية على أن تحيل تقريرًا بنتائج أعمالها لرئيس مجلس الوزراء في أجل أقصاه ثلاثة أيام، إلا أن هذا الموعد مضى دون أن تعلن اللجنة بعد نتائج أعمالها.
وبعد احتجاجات في عدة مدن وتعبير عن الغضب من مختلف الأطياف السياسية الليبية، أقال الدبيبة المنقوش. وقال وزير الشباب في حكومة الوحدة الوطنية فتح الله الزني يوم الخميس إنه رفض تولي المنصب.
وقال الدبيبة في مجلس الوزراء يوم الخميس، إنه يرفض أي تطبيع مع إسرائيل وإن حقائق لقاء المنقوش مع كوهين ستعلن وستتطلب "ردا" قاسيا، لكنه لم ينف علمه بذلك على وجه التحديد.