إسرائيل ترى في لقاء كوهين-المنقوش خطوة أولى نحو علاقات مع ليبيا
ترى إسرائيل في لقاء وزيري الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والليبية نجلاء المنقوش خطوة أولى نحو إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.
ولا توجد علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وليبيا ويعتبر اللقاء، الذي عقد في أحد مقار وزارة الخارجية الإيطالية الأسبوع الماضي، اللقاء الأول بين وزيرين إسرائيلي وليبي.
وجاء اللقاء في ذروة المحاولات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية الحالية لإحداث اختراق جديد في علاقاتها مع الدول العربية على وجه الخصوص والدول الإسلامية والأفريقية بشكل عام.
وكان كوهين، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كرس مهامه منذ تسلمه لمنصبه في نهاية العام الماضي على إحداث هذا الاختراق من خلال حركة دبلوماسية واسعة يقول إن بعضها طي الكتمان.
وعقد اللقاء بأحد مقار وزارة الخارجية الإيطالية في العاصمة روما لضمان سريته.
وأجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية ووزير الخارجية الإسرائيلي نفسه على وصف اللقاء، الذي عقد قبل أيام وبقي طي الكتمان قبل أن يفصح كوهين عنه، بأنه "تاريخي".
وعنونت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما فيها تلك المحسوبة على المعارضة، اللقاء بأنه "تاريخي".
ونقلت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي عن مصادر سياسية إسرائيلية إنه "خلال الاجتماع الذي عقد في مبنى رسمي لوزارة الخارجية الإيطالية، كان هناك حديث عن تعاون بين البلدين في مجال المياه والزراعة، فضلا عن عقد اجتماعات إضافية حتى في المستقبل القريب".
وأضافت: "ومع ذلك، فهذه علاقة أولية، ويؤثر الوضع السياسي المعقد في ليبيا، من بين أمور أخرى، على تقدم العلاقات".
وكشفت الهيئة أن اللقاء جاء تتويجا لاتصالات بين البلدين دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وقال المراسل السياسي في الهيئة العامة للبث أميخاي شتاين على منصة إكس (تويتر سابقا) : "الاتصال بين الوزيرة والوزير كوهين ومسؤولين إسرائيليين جرى بشكل مستمر في الأشهر القليلة الماضية".
وأضاف شتاين: "أي أنه جرت عدة مباحثات ولكن الاجتماع الفعلي تم فقط في الأسبوع الماضي".
وأشارت القناة الإخبارية (13) إلى أن "هذا هو أول لقاء على الإطلاق بين وزيري خارجية البلدين، بهدف دراسة إمكانيات التعاون والعلاقات بينهما والحفاظ على تراث يهود ليبيا".
ووصف موقع "واي نت" الإخباري وهو النسخة الإلكترونية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اللقاء بأنه "سري وتاريخي".
وكشف النقاب عن أنه حضر الاجتماع أيضا مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية رونين ليفي.
وقال: "هاجر معظم أفراد الجالية اليهودية في ليبيا إلى إسرائيل ابتداءً من الثلاثينيات وفي السنوات الأولى التي أعقبت إنشاء إسرائيل، وفي العقد الماضي، أجرت إسرائيل وليبيا اتصالات سرية من خلال وزارة الخارجية والموساد".
ووصفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اللقاء بأنه "سري والأول من نوعه".
كما وصف وزير الخارجية الإسرائيلي كوهين لقاءه مع نظيرته الليبية بـ"التاريخي" والخطوة الأولى في العلاقات بين البلدين.
وقال في بيان تلقته "العين الإخبارية": "اللقاء التاريخي مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش هو الخطوة الأولى في العلاقة بين إسرائيل وليبيا".
وأضاف: "أن حجم ليبيا وموقعها الاستراتيجي يمنح العلاقات معها أهمية كبيرة وإمكانات هائلة لدولة إسرائيل".
وتابع: "لقد تحدثت مع وزير الخارجية حول الإمكانات الكبيرة التي يمكن أن توفرها العلاقات بين البلدين للبلدين، فضلاً عن أهمية الحفاظ على تراث اليهود الليبيين، والذي يشمل تجديد المعابد اليهودية والمقابر اليهودية في البلاد".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان تلقته "العين الإخبارية": "يعد هذا الاجتماع الأول على الإطلاق بين وزيري خارجية البلدين بهدف بحث إمكانيات التعاون والعلاقات بين البلدين والحفاظ على تراث اليهود الليبيين".
وأضافت: "ناقش الوزيران خلال اللقاء العلاقات التاريخية بين البلدين، وتراث اليهود الليبيين، وإمكانية التعاون بين البلدين والمساعدات الإسرائيلية في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه وغيرها".
ولفتت إلى أنه "تعد ليبيا رابع أكبر دولة في القارة الأفريقية ويبلغ عدد سكانها حوالي 6 ملايين نسمة وموقعها الاستراتيجي على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. وفي العام الماضي أنتجت ليبيا نحو 1.2 مليون برميل من النفط يوميا".
وفي حال نجحت إسرائيل بإقامة علاقات مع ليبيا فإنها ستكون المرة الأولى منذ تشكيل الحكومة الحالية نهاية العام الماضي.
وتطمح الحكومة الإسرائيلية أيضا إلى إقامة علاقات مع المملكة العربية السعودية من خلال وساطة أمريكية.