"الزحف إلى بعبدا".. لبنانيون يحتشدون ضد ميشال عون
القصر الرئاسي في بعبدا تحول إلى وجهة أساسية للمتظاهرين بعد رفضهم تجاهل الرئيس ميشال عون لمطالبهم التي يرفعونها
تحوّل القصر الرئاسي في بعبدا، الأربعاء، إلى وجهة للمتظاهرين في لبنان تحت عنوان "الزحف إلى بعبدا"، بعد رفضهم تجاهل الرئيس ميشال عون لمطالبهم التي يرفعونها منذ بد الاحتجاجات.
- وفاة متظاهر لبناني برصاص جندي.. والجيش يفتح تحقيقا
- الرئيس اللبناني: مشاورات تشكيل الحكومة تبدأ الخميس المقبل
وقبيل ظهر اليوم الأربعاء بدأ المتظاهرون يتوافدون إلى القصر الرئاسي؛ حيث استبقت القوى الأمنية تحركهم، وسُجّل انتشار كثيف وغير مسبوق للجيش على طريق القصر الجمهوري واتخذت تدابير أمنية مشددة.
ورفض المتظاهرون التفارض مع الرئيس عون الذي كان قد انتقدهم يوم أمس لعدم التجاوب مع مطلبه الذي سبق أن توجه إليهم به بعد أسبوع من انطلاق الثورة.
ونقل أحد الضباط للمحتجين على طريق القصر الجمهوري اقتراحاً من الرئيس عون يقضي باختيار عشرة منهم للقائه، لكن كان الرد سلبيا بعدما رفضت الأكثرية هذا الاقتراح، رافعين شعار "الشعب يطالب ولا يفاوض".
وقام عدد من المتظاهرين بالطرق على أعمدة الإنارة والفواصل الحديدية الموجودة في المكان لإصدار الأصوات لإسماعها للرئيس عون.
وقال الممثل طلال الجردي الناشط في المظاهرات والمشارك في التحرك أمام القصر: "نرفض التفاوض ونرفض أن يكون لنا قائد.. القائد هو مطالبنا التي باتت واضحة ومعروفة وتحقيقها ليس معجرة.. لكن على الرئيس والمسؤولين أن يسمعوا فقط لما يقوله المواطنون".
بدوره، قال متظاهر آخر: "السلطة اليوم باتت فاقدة للشرعية وسقطت في الشارع بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على المظاهرات.. وكل يوم يمرّ من دون أن تقوم بأي خطوات لا يزيدهم إلا إدانة".
فيما طالب شاب آخر الرئيس اللبناني بالاستقالة متوجها له بالقول: "إذا لم تكن قادرا على إدارة البلاد وتنفذ مطالب شعبك من الأفضل أن تستقيل".
ووفق "الوكالة الوطنية للإعلام" وقع تدافع بين المحتجين على طريق القصر الجمهوري والجيش اللبناني خلال محاولتهم إزالة الحواجز والعوائق الحديدية، عندما فتح الجيش الطريق أمام إحدى سيارات الإسعاف للمرور، مرددين: "سلمية سلمية".
وكانت التحركات الشعبية قد استعادت وتيرتها بشكل كبير منذ صباح اليوم، وأغلقت الطرقات منذ مساء أمس بعد كلمة عون.
وأدى تصادم بين الجيش اللبناني والمتظاهرين في منطقة خلدة بجبل لبنان إلى مقتل القيادي في "الحزب التقدمي الاشتراكي" علاء أبو فخر، ما زاد التوتّر في الشارع، وتوعّد المتظاهرون بتصعيد تحركاتهم، وإقامة مأتم شعبي للشهيد يوم غد.
وقال الناشطون في بيان لمجموعة "لحقي": "يظهر أركان السلطة من رؤساء وقوى سياسية استخفاف ولامبالاة بثورة الناس واستهتار بمطالبهم التي ما توقفوا عن تردادها منذ ١٧ أكتوبر/تشرين الأول حتى اليوم".
وأضاف أن "أقل ما يمكن للرئيس عون أن يقوم به هو التزامه بالدستور والدعوة الفورية لاستشارات نيابية وأقل ما يجب على قوى السلطة فعله هو المسارعة بتشكيل حكومة بشروط المتظاهرين منذ ٢٧ يوما".
وأوضحوا: "أمام هذا الإصرار على إنكار الواقع واعتماد سياسة التكبر وصم الآذان، نؤكد استمرار الثورة والتصعيد حتى تحقيق جميع المطالب دون مماطلة".
ووفق البيان فإن أول هذه المطالب "تشكيل حكومة مستقلة مصغرة من خارج قوى المنظومة رئيساً/رئيسةً وزراء ووزيرات وبناءً عليه نعتبر أن البحث في تسمية الرئيس الحريري رئيسًا هو التفاف ومدخلًا لمحاصصة جديدة واستهتار بصوت الناس الذي علا في الساحات كلن يعني كلن".
وشددوا في البيان "على حصر مهام الحكومة المؤقتة في إدارة الأزمة المالية وإجراءات تحقق العدالة الضريبية، وإقرار قوانين خاصة باستقلالية القضاء واسترداد الأموال المنهوبة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون عادل يحقق تمثيل إرادة الناس".
ودعا البيان إلى الاستمرار في التحركات في الساحات والشوارع والتصعيد بجميع الأساليب السلمية الممكنة حتى رضوخ السلطة أمام قوة المحتجين.
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA=
جزيرة ام اند امز