ماكرون ولوبان.. سباق نحو جذب أصحاب البطاقات البيضاء
كلا المرشحين في انتخابات الرئاسة الفرنسية يسعى إلى إقناع أصحاب البطاقات البيضاء بالانضمام للمشهد الانتخابي والتصويت لصالحه.
في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا تعرف إيمانويل ماكرون ومارين لوبان على أنصارهما، ولكن يتعين على أي منهما كي يحسم السباق نحو دخول قصر الإليزيه، أن يفوز بنسبة كبيرة من الأصوات التي ذهبت إلى 9 مرشحين آخرين كانوا يتنافسون معهم.
وقبل المناظرة التي تجمعهما، اليوم الأربعاء، أعلنت أعداد من الناخبين الذين شاركوا في الجولة الأولى التصويت بـ"البطاقات البيضاء"، لتوجيه رسالة برفض كلا المرشحين، الأمر الذي قد يسهم في قلب موازين المشهد الانتخابي على نحو غير متوقع.
ويسعى كلا المرشحين إلى إقناع هؤلاء بالانضمام للمشهد الانتخابي والتصويت لصالحه، وإذا كان البعض يرى أن ماكرون سيكون أقل حاجة لدعم هؤلاء، استناداً إلى استطلاعات رأي تظهره متقدماً على لوبان، فإن في المقابل هناك من يرى أن احتياجه لهم لا يقل عن لوبان، لأنه في حال امتناع ثلث من أعلنوا التصويت له عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، فإن مرشحة اليمين المتطرف ستفوز بنسبة 50.3%.
ويظهر أحدث استطلاع للرأي تفوق ماكرون على لوبان بنسبة تأييد تبلغ 61 بالمائة مقابل 39 بالمائة، كما أظهرت ارتفاع نسبة الممتنعين التي قد تتراوح بين 22 و28%، في حين أن 18% من المتأكدين من مشاركتهم في الانتخابات، لم يقرروا بعد لمصلحة من سيصوتون.
ويعول كلا المرشحين على مناظرة اليوم للتأثير على آراء الممتنعين، حيث يسعى ماكرون لاستخدام سلاح الاشتباك المباشر مع منافسته لوبان.
وقال خلال حديث صحفي، "لن ألجأ إلى الذم ولن أستعين بعبارات مبتذلة أو مهينة، بل سأدخل في اشتباك لإظهار أن أفكار لوبان تمثل حلولاً زائفة".
كما يراهن ماكرون على الاقتصاد وأنه يسعى لحياة أفضل في ظل التواجد في الاتحاد الأوروبي وعدم الخروج منه، كما تدعو لوبان، كما قام منذ أيام بحملة اتهامات ضد لوبان، مؤكداً أنها تتبنى أفكاراً معادية للديمقراطية، وحذر من أنه لن يتوانى عن توجيه النقد الحاد في مواجهته اليوم معها، كما أكد أن سياساتها تنذر بالخطر، وأكد أنه سيقاتل حتى اللحظة الأخيرة ليس فقط لانتقاد برنامج لوبان وإنما أيضاً فكرتها عن الديمقراطية والجمهورية الفرنسية.
كما أحيا ماكرون، الإثنين الماضي، ذكرى شاب مغربي مات غرقاً في نهر السين قبل 22 عاماً، بعد أن ألقى به مجموعة من المتطرفين في النهر بعد مهرجان نظمه حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بمناسبة عيد العمال.
ووقف ماكرون دقيقة صمت عند ضفة النهر في الذكرى السنوية للحادث، في خطوة تهدف بوضوح إلى دمغ حزب الجبهة الوطنية بالتطرف، وقال "علينا ألا ننسى أبداً ما حدث"، وكان قبل يوم واحد قد زار مدينة أوراد ور سور غلان، التي شهدت أحداث إبادة خلال الحرب العالمية الثانية.
سلاح لوبان
وتدخل لوبان المناظرة بعد أن نجحت في إقامة تحالف مع نيكولا دوبون إينيان، رئيس حزب "انهضي يا فرنسا" اليميني، وإعلانها تعيينه رئيساً للوزراء في حال فوزها بالانتخابات، وهو ما قد يسهم بدرجة كبيرة في تعزيز موقعها وجذب أعداد كبيرة من أنصار اليمين.
كما ستستخدم لوبان في مناظرة اليوم قدرتها في الإقناع وبلاغتها التلفزيونية وامتلاكها لاستراتيجية الدفاع عن النفس والهجوم على الآخر، وهو ما يعطي للمناظرة ثقلاً وأهمية في حسم السباق الانتخابي، وقد تمكنت من إطلاق حملتها بشكل قوي خلال الجولة الثانية، وسعت إلى جذب مزيد من الأصوات إليها من تيارات اليمين واليسار.
كما تسعى خلال المناظرة إلى تخفيف نسبة العداء أو التطرف، للحصول على قاعدة من الناخبين، أما سلاح الهجوم فهو سلاح مشترك الأيام الماضية، حيث وصفت لوبان منافسها ماكرون، بمرشح تكريس الوضع الراهن المؤيد للاستمرار في الاتحاد الأوروبي، وأنه يكرس نفس سياسات الرئيس الحالي فرانسوا هولاند.
وقالت خلال خطاب لها بمناسبة عيد العمال "إيمانويل ماكرون ليس إلا فرانسوا هولاند الذي يريد أن يبقى متمسكاً بالسلطة"، وفي زيارة لها في شمال فرنسا، قالت إن "الضباب" المحيط ببرنامج ماكرون سيتبدد قريباً.
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA= جزيرة ام اند امز