الجاسوسة الروسية ومقعد الدوما.. مكافأة أم استحقاق؟
تصر ماريا بوتينا، التي أدينت في أمريكا كجاسوسة، على أن مقعدها في الدوما ليس مكافأة على قضائها 15 شهرا في السجون الأمريكية.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مجلس النواب الروسي، أو الدوما، عندما اجتمع للمرة الأولى بعد انتخابات سبتمبر/أيلول، كان من بين أعضائه الجدد اسم مألوف في الولايات المتحدة أكثر منه في روسيا.
وتصدر اسم ماريا بوتينا عناوين الصحف في جميع أنحاء أمريكا عندما أدينت قبل ثلاث سنوات بالعمل كجاسوسة تحاول التسلل إلى الدوائر السياسية المحافظة النافذة قبل وبعد انتخابات 2016.
واتُهمت بوتينا بالعمل مع اثنين من المواطنين الأمريكيين ومسؤول روسي لم يُكشف عن هويته بهدف التأثير على السياسة الأمريكية والتسلل لإحدى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بحسب ما ذكرته وزارة العدل الأمريكية.
كما اتُهمت بوتينا بتنظيم حفلات عشاء في واشنطن بهدف تطوير علاقات مع سياسيين أمريكيين وإقامة قنوات اتصال من أجل "اختراق موقع صناعة القرار الوطني الأمريكي".
وتسعى بوتينا حاليا إلى لعب دور بارز في النظام السياسي الروسي – عبر الوسائل القانونية هذه المرة، وبدعم من حزب روسيا المتحدة الذي يتزعمه الرئيس فلاديمير بوتين.
وتمثل بوتينا، 33 عامًا، التي عادت إلى روسيا في أكتوبر/تشرين الأول 2019 بعد أن أمضت 15 شهرًا في العديد من السجون الأمريكية، بينها 4 شهور في الحبس الانفرادي، الآن منطقة كيروف الفقيرة في مجلس الدوما.
ووصف منتقدوها صعودها السياسي السريع بأنه تقدير من الكرملين لجهودها في مجال التجسس، وهي مزاعم تنفيها.
ووفقا للصحيفة فقد أقرت بوتينا في ديسمبر/ كانون الأول 2018 بالتآمر، بتوجيه من مسؤول روسي، لـ"إنشاء خطوط اتصال غير رسمية" مع شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري نيابة عن الحكومة الروسية في الفترة من 2015 إلى 2017.
وقال ممثلو الادعاء إنها لعب دور الوساطة في عقد لقاء بين المرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترامب وبوتين خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016، وذكرت القاضية في جلسة النطق بالحكم أنها كانت ترسل تقارير سياسية إلى روسيا في الوقت الذي كان عملاء المخابرات الروسية كانوا يحاولون التأثير على الانتخابات.
منذ عودتها إلى الوطن استخدمت السيدة بوتينا خبراتها مع المطلعين في واشنطن - والوقت الذي أمضته في السجن - لتصوير نفسها كخبير في كل من أمريكا وأنظمة العقوبات.
ووفقا لنيويورك تايمز فقد تم التعامل مع قضية بوتينا في الولايات المتحدة كأحد فصول الحرب الباردة، ونشرت الصحف والقنوات الفضائية التفاصيل الخاصة بحياتها - بما في ذلك علاقتها مع الناشط الجمهوري، بول إريكسون ، الذي التقت به في روسيا عام 2013 والذي أدين لاحقًا بارتكاب جرائم مالية وعفا عنه ترامب.
لكن في روسيا، صورت وسائل الإعلام الموالية للحكومة قصتها على أنها مذبحة للعدالة. إذ صورت بوتينا باعتبارها كبش فداء لفشل الديمقراطيين في الفوز على ترامب.
aXA6IDMuMTQuMjUwLjE4NyA=
جزيرة ام اند امز