الفائزة بجائزة نوبل للسلام.. من هي ماريا كورينا ماتشادو؟

من شوارع فنزويلا سلكت طريقها بالكلمة لا بالسلاح، حتى وجدت اسمها اليوم محفورا في لائحة نوبل للسلام.
إنها ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة الفنزويلية، التي أُعلن اليوم الجمعة، عن فوزها بجائزة نوبل للسلام.
ووفقا لرئيس لجنة نوبل النرويجية، يورغن واتنه فليدنس في أوسلو، فإن ماريا كوريا ماتشادو "قدمت مثالا استثنائيا على الشجاعة في النشاط المدني في أمريكا اللاتينية في الفترة الأخيرة". وتعليقا على فوزها، قالت ماتشادو، "أنا تحت وقع الصدمة".
وجاء الفائز من فنزويلا في عام هيمنت عليه تعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلنية المتكررة بأنه يستحق جائزة نوبل للسلام.
وبهذه المناسبة تستعرض "العين الإخبارية" نبذة عن الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، مستندة في معلوماتها لوسائل إعلام فنزويلية ووكالات دولية.
فمن تكون ماريا كورينا ماتشادو؟
وُلدت ماتشادو في كاراكاس في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 1967, لعائلة من رواد الأعمال.
وقد أثّرت هذه البيئة على مسيرتها المهنية، ما دفعها لدراسة الهندسة الصناعية في جامعة أندريس بيلو الكاثوليكية إحدى أعرق المؤسسات الأكاديمية في البلاد، قبل أن تتخصص في المالية بمعهد الدراسات العليا للإدارة.
المسار السياسي
دخلت ماتشادو البرلمان عام 2011، حيث استمرت في منصبها حتى عام 2014، حين تم تجريدها من مقعدها بطريقة وُصفت بأنها "سياسية الطابع".
رغم ذلك، لم تتراجع، بل شاركت في تأسيس حركات معارضة أبرزها "فينتي فنزويلا" و"صوي فنزويلا".
منذ عام ٢٠١٢، التزمت ماتشادو بموقف حازم ضد حكومة نيكولاس مادورو، داعية إلى بناء نظام ديمقراطي قائم على احترام حقوق الإنسان، واقتصاد السوق، واستعادة مؤسسات الجمهورية.
فازت في الانتخابات التمهيدية للمعارضة بأكثر من مليوني صوت، لكن السلطات منعتها من الترشح للرئاسة في سباق 2024، فتعرض فريقها للملاحقة والاعتقال، واضطر ستة من أعضائه للجوء إلى السفارة الأرجنتينية.
رغم المنع، قادت ماريا كورينا ماتشادو، حملة شعبية جارفة لدعم مرشح المعارضة البديل، إدموندو غونزاليس، حشدت خلالها الآلاف في شوارع فنزويلا.
في 9 يناير/كانون الثاني 2025، وفي خضم احتجاجات كاراكاس ضد تنصيب نيكولاس مادورو، اعتقلت قوات الأمن قوات ماريا كورينا ماتشادو واحتجزتها.
ووفقا لحزبها، فقد تم اعتراضها بعنف أثناء قيادتها مظاهرات تندد بـ"التزوير الانتخابي" في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
بعد إطلاق سراحها، أدانت ماتشادو عملية احتجازها، مؤكدة أنها "لن تتخلى عن نضالها من أجل الديمقراطية".
وتقول وسائل إعلام محلية إن هذا الحدث زاد من التوتر السياسي في البلاد وأثار إدانات دولية.
وفي مناسبات عديدة أعربت ماتشادو عن ارتباط دوافعها السياسية ارتباطا وثيقا بمستقبل أطفالها والنضال من أجل بناء بلد ديمقراطي ومزدهر لهم.
لماذا فازت بجائزة نوبل للسلام 2025؟
كان الترشيح تتويجا لمسار نضالي طويل، حيث تم ترشيحها تقديرا لـ"لنضالها السلمي والدؤوب من أجل إحلال السلام والديمقراطية في فنزويلا".
وقالت لجنة نوبل النرويجية في بيان إنها فازت "بفضل عملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية".
وعلى الصعيد الدولي، نالت ماتشادو اهتماما واسعا واعترافا متزايدا بدورها في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ففي عام 2024، منحتها المؤسسة الأوروبية جائزة ساخاروف إلى جانب زميلها في المعارضة إدموندو غونزاليس.
وفي 2025، تُوج هذا المسار بمنحها جائزة نوبل للسلام، تكريما لنضالها السلمي المستمر.
تم ترشيحها للجائزة من قبل مؤسسة "إنسبيرا أمريكا" وبدعم من أكاديميين ومشرعين أمريكيين، أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو، وريك سكوت، الذين شددوا على شجاعتها في "مواجهة الديكتاتورية، والتزامها بكشف الانتهاكات وإيصال صوت ملايين الفنزويليين إلى المحافل الدولية". بحسب الإذاعة الإسبانية "Onda Cero".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg جزيرة ام اند امز