مريم رجوي في ذكرى مجزرة 1988: لا تنازل عن القصاص لضحايا الملالي
رسالة من زعيمة المعارضة الإيرانية في الذكرى الثلاثين لمجزرة الـ30 ألف سجين التي ارتكبها نظام الملالي بحق المعارضة الإيرانية.
دعت مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، جموع الشعب الإيراني إلى مقاضاة نظام الملالي المسؤول عن مجزرة عام 1988، والتي راح ضحيتها قرابة 30 ألف شخص تم إعدامهم بفتوى من المرشد الإيراني الخميني، مؤكدة أنها تشكل اليوم جزءًا من الانتفاضة للإطاحة بالنظام.
- إيران.. الإضرابات تشل أسواق البلاد والنظام يرد باعتقالات واسعة
- مظاهرات عارمة تجتاح أصفهان الإيرانية والقوات تقمع المحتجين
وأكدت رجوي، في رسالة بمناسبة ذكرى مجزرة السجناء، التي وصفتها بأنها جريمة ضد الإنسانية وأكبر جريمة سياسية بعد الحرب العالمية الثانية، أن "الشعب الإيراني سينتصر في النضال للإطاحة بالنظام وإحالة قادته إلى العدالة في جرائم ضد الإنسانية. وهذا اليوم سيأتي بالتأكيد".
وتابعت: "التحية للشهداء الأبطال في مجزرة عام 1988 الذين قالوا لا لهذا النظام، ومنذ ذلك اليوم وضعوا ختم الإطاحة بهذا النظام الفاسد والمعادي للبشر".
وأكدت أن "الذكرى الثلاثين لمجزرة ثلاثين ألف وردة حمراء للحرية من أبناء الشعب الإيراني هي يوم شموخ المنتفضين وكل إيراني حرّ عقد عزمه للإطاحة بنظام ولاية الفقيه."
وأضافت أن "المناضلين، الذين قتلوا في مجزرة في عام 1988، جعلوا الأمة الإيرانية مرفوعة الرأس في واحدة من أحلك فترات تاريخها".
وأشارت إلى أن "الخميني الجلاد يريد ألا يترك أي أثر لهم، لا مَعلم لقبورهم ولا حتى أسمائهم. لكنهم لم يُنسَوا ولم يُخمَدوا، بل على العكس، فقد نهضوا من مدن مغمورة مثل إيذه، ودورود، وقهدريجان، وتويسركان وبانه إلى كازرون وجابهار، وأشعلوا فتيل انتفاضات ديسمبر/كانون الأول الماضي وحركة الاحتجاج المنتشرة في جميع أنحاء إيران".
وأوضحت رجوي أن "الصامدين على موقف مجاهدي خلق، من أجل تحرير الشعب الإيراني، هم المحافظون على الحدود المخضبة بالدماء بين الشرف والحرية وبين الاستسلام والعبودية، وهم ضمائر المجتمع الإيراني الملتهب وناشرو بذور الانتفاضة والاحتجاج".
وأكدت أن الانتفاضة والحركة التي تجري اليوم في جميع أنحاء الوطن هي امتداد لتلك الوقفة المجيدة المضرجة بالدماء وأن "معاقل الانتفاضة وطلائع حركة المقاضاة هم السائرون على درب أولئك الأبطال".
وأشارت إلى أن "هذه الحملة للمقاضاة تحدت النظام بأكمله اليوم. ولا يجرؤ قادة النظام على الدفاع عن فتوى خميني لهذه المجزرة، ولا يستطيعون أن ينأوا بأنفسهم عن هذه الجريمة العظيمة لأنهم شاركوا فيها جميعاً بشكل مباشر أو غير مباشر".
وأضافت أنه "قبل ثلاثين سنة، أحدث فوران دماء شهداء المجازر أكبر انقسام في قمة نظام الخميني المعادي للبشر، وأدى إلى عزل خليفته، واليوم، على الرغم من مرور ثلاثة عقود، تتحدى دماء الشهداء نظام الملالي الحاكم الذي ما زال يحاول محو آثار جرائمه".
وتابعت زعيمة المعارضة الإيرانية: "تدمير قبور أبناء خوزستان الشهداء في مجزرة عام 1988 في الأهواز، والذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه تعذيب بحق عائلات الشهداء، هو جزء من سياسة النظام الإجرامية لمواجهة حركة مقاضاة المسؤولين في مجزرة عام 1988."
وأضافت رجوي أنه تحت ضغط نفس الحملة في العام الماضي، قام ما لا يقل عن 20 من كبار مسؤولي النظام، بمن فيهم خامنئي، بالدفاع صراحة عن هذه الجريمة. هذه الاعترافات الوقحة تمثل وثائق جديدة لجرائم ضد الإنسانية من قبل الملالي الحاكمين".
وأكدت أن "الاعترافات ذاتها وردت في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك في تقرير عاصمة جهانغير الراحلة، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران"، موضحة أن "كبار المعنيين في هذه المجزرة، من كلا الجناحين للنظام، هم اليوم على أعلى المناصب الحكومية، وأنه على مدى السنوات الثلاثين الماضية، باستثناء فترة أربع سنوات، ظل منصب وزارة العدل ولا يزال بيد أعضاء لجنة الموت".
وحول الإجراءات التي اتخذها العالم ضد مجازر نظام الملالي، قالت رجوي: "إنه في السنة الحالية، تبنى مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون سُجلت فيه مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988 للمرة الأولى وأكد ضرورة محاسبة النظام الإيراني".
وتابعت: "قبل ذلك، تم تسجيل مشروع قرار في مجلس العموم البريطاني، بشأن مجزرة عام 1988".
وضربت مريم رجوي مثالا بما قاله مسعود رجوي قائد المقاومة، الذي أكد أن "محاكمة ومعاقبة مرتكبي وآمري المجزرة، من حق الشعب الإيراني، ومن حق المجتمع الإنساني ومن حق منظمة مجاهدي خلق وشعبهم".
وقالت إنه يجب على مجلس الأمن الدولي، للتعويض عن هذه السياسة الكارثية، أن يحيل الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية لوضع ترتيب لمحاكمة قادة النظام الإيراني والمسؤولين عن هذه المجزرة.
ودعت زعيمة المعارضة الإيرانية عموم المواطنين ومشتاقي الحرية إلى "المشاركة بنشاط في حركة التقاضي بخصوص مجزرة عام 1988".
وأوضحت أن "هذه هي حركة المضطهدين، وهذا هو صوت المقموعين. أي شخص ذاق السجن والأسر، وكل من تعرض للجلد، وأي امرأة تعرضت للإيذاء والإذلال، وأي شخص قلبه مكلوم، هو عضو في هذه الحركة".