بطلة "تحدي القراءة العربي": أحلم بالسير على خُطا المهندسة زها حديد
مريم أمجون عبّرت عن مشاعر الفرح بعد أن حصدت ثمار الجهد والتعب الذي بذلته طيلة فترات المنافسة التي امتدت قرابة العام.
خطفت الطفلة المغربية مريم أمجون الأضواء بحصولها على المركز الأول في الدورة الثالثة من "تحدي القراءة العربي" للعام 2018, بعد تفوقها على أكثر من ١10.5 مليون طالب وطالبة من 44 دولة في الوطن العربي والعالم.
وعبّرت مريم أمجون ابنة الـ9 سنوات في لقاء مع "العين الإخبارية" عن مشاعر الفرح بعد أن حصدت ثمار الجهد والتعب الذي بذلته طيلة فترات المنافسة التي امتدت قرابة العام.
فخر وسعادة
وقالت مريم أمجون: "أشعر بالفخر والسرور لأني حصلت على المركز الأول في مسابقة تحدي القراءة على المستوى العربي والعالمي".
وتابعت "لم تكن رحلتي في منافسات تحدي القراءة العربي سهلة، بل على العكس كانت منافسة محتدمة وصعبة كأي تحدٍّ في الحياة، لكني لم أستسلم أو أكلّ أو أملّ، بل واجهت مشاكلي حتى وصلت إلى هذا المقام وكما تعلمون فإن لكل مشكلة حلا".
واستطاعت الطالبة مريم أمجون التفوق على المستوى المغربي الذي تنافس فيه أكثر من 300 ألف من زملائها وزميلاتها على مستوى المرحلة الابتدائية من 3842 مدرسة، لتنتقل بعدها إلى المنافسة على مستوى الوطن العربي، حيث وصل إلى التصفيات ما قبل النهائية 250 طالباً وطالبة استطاع 5 منهم فقط الوصول إلى المرحلة النهائية، ولفتت أمجون الأضواء خلال اختبار لجنة التحكيم بالحفل الختامي الذي أقيم في أوبرا دبي.
بلاغة لافتة
كان على مريم أمجون وهي أصغر المتنافسين في مسابقة تحدي القراءة العربي أن تُقنع لجنة التحكيم والجمهور في المرحلة النهائية التي تم بثها على الهواء مباشرة، ولم يخب الظن بالقدرات الخطابية للطفلة، كيف لا وقد قرأت ما يزيد على الـ200 كتاب وشاركت خلال المنافسات بمعارفها من60 كتاباً.
وفي سؤال وجهته منى أبو سليمان عضوة لجنة التحكيم فيما إذا كان لدى مريم ألف من المتابعين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فماذا تقول لهم؟. فكانت إجابة مريم بأنها ستقول لمتابعيها "القراءة كنز المعرفة، من تسلح بها ساد وغنم وانتصر، ومن أغفلها هان وضعف وافتقر. القراءة طوق نجاة."
وأثارت قدرات الطفلة من البلاغة والثقافة إعجاب لجنة التحكيم والجمهور ما جعل المسرح يشتعل بالتصفيق والتشجيع.
اتصال من الملك المغربي
قبل أن تبدأ "العين الإخبارية" لقاءها مع الطفلة مريم أمجون اقترب منها السفير المغربي في دولة الإمارات محمد آيت وعلي حاملاً هاتفه الجوال ولما اقترب من مريم أخبرها أن الملك المغربي محمد السادس على الخط ويريد أن يبارك لها فوزها بـ"تحدي القراءة العربي"، وقد تحدثت أمجون مع الملك المغربي لدقائق وتوجهت بالشكر له على الدعم الذي يقدّمه للطلبة والشباب عامةً في المملكة المغربية.
على خطى زها حديد
وفي سؤال توجهت به "العين الإخبارية" إلى الفائزة بجائزة تحدي القراءة العربي للعام ٢٠١٨ عن أحلامها في المستقبل وما الذي تصبو إلى الوصول إليه، قالت مريم أمجنون إنها تسعى في المستقبل أن تكون مهندسة معمارية لتسير على خطة المهندسة العراقية الراحلة زها حديد التي قامت بتصميم أوبرا دبي.
لحظات مؤثرة
قبل إعلان الإعلامي جورج قرداحي اسم الفائز بتحدي القراءة العربي في النسخة الثالثة كان المتنافسون الخمسة يقفون على المسرح وتبدو عليهم علامات الترقب والقلق حيث كل منهم يتمنى أن يكون الفائز.
وما أن تم الإعلان عن فوز الطفلة المغربية أمجون حتى توجهت مباشرة إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء ،حاكم دبي وبدأت تذرف دموع الفرح متأثرة بتفوقها على ملايين الطلبة، وفي موقف مليء بالأبوة قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعناق مريم ومسح دموعها بـ"غترته" حيث خطف هذا المشهد قلوب الحاضرين والمشاهدين".
وتوجهت أمجون بالشكر إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقالت في حديث صحفي "أشكر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على هذه المبادرة الرائعة التي نمّت في قلوبنا الفضول المعرفي ونمت فينا أيضاً حبّ القراءة والكتب."
وفي ختام لقائها مع "العين الإخبارية" أرادت الطفلة مريم أمجون أن توجه رسالة إلى زملائها وزميلاتها من أطفال الوطن العربي وقالت "أنصح الأطفال العرب بالقراءة لأنها مرآة الحضارة".
الجدير بالذكر أن الدورة الثالثة من "تحدي القراءة العربي" شهدت مشاركة 10.5 مليون طالب وطالبة من 44 دولة في الوطن العربي والعالم، وتبلغ قيمة الجوائز 11 مليون درهم إماراتي، حيث يهدف مشروع تحدي القراءة العربي، الذي يعتبر أحد مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إلى تعزيز القراءة عند الأطفال والشباب العربي عامة، وغرسها كعادة متأصلة في حياتهم، إلى جانب مساعدتهم على تنمية قدراتهم في النقد والتحليل والتعبير.