حرب المخيمات.. تحريض حوثي لتبرير قتل النازحين بمأرب
قوبلت حملة تحريض ممنهجة شنتها مليشيا الحوثي ضد النازحين في مأرب بتنديد رسمي وشعبي واسع، باعتبارها تستهدف قتل المدنيين.
وبررت قيادات مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا استهدافها مخيمات النازحين في محافظة مأرب، شرقي اليمن، بالقصف المدفعي والصاروخي، بزعم أنها أصبحت مأوى للمتشددين، الأمر الذي لاقى ردود فعل غاضبة، ومحذرة من استمرار التحريض الحوثي على النازحين.
وكشفت تدوينة لناطق مليشيا الحوثي الإرهابية المدعو محمد عبدالسلام على موقع "تويتر"، تصريحات قيادات الحوثي التحريضية، عقب تبريره قصف مخيمات النازحين بادعاء وجود "عناصر يتبعون القاعدة وداعش في مخيمات النازحين، ويضعونهم في المقدمة لحماية المعسكرات في الخلف"، حسب زعمه.
ويعد ذلك اعترافاً صريحاً باستهداف مليشيا الحوثي مخيمات النازحين، والتي تحاول التنصل من مسؤولية عناصرها الإرهابية عن ارتكاب جرائم حرب بحق الأبرياء في مخيمات اللاجئين.
وتسعى مليشيا الحوثي لتهجير أكثر من مليوني نازح يقطنون في مأرب وتحويل مناطق نزوحهم إلى ساحة حرب، حيث تواصل شن هجوم بري عسكري مستمر منذ 7 فبراير/شباط الماضي/ وسط معارك مصيرية يخوضها الجيش اليمني مسنوداً برجال القبائل ضد المليشيا المدعومة إيرانيا.
تنديد حكومي
ونددت الحكومة اليمنية بالخطاب الحوثي التحريضي ضد النازحين، معتبرة ذلك دليلا على أن الاعتداء على المدنيين، بما فيهم النازحون، سلوك تقره الجماعة وليست مجرد أخطاء كما تحاول المليشيا ترويجها للمجتمع الدولي.
وأعربت الحكومة، في بيان لوزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان، عن بالغ قلقها من القصف الصاروخي والمدفعي المتكرر الذي تشنه مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران على الأحياء السكنية ومخيمات النازحين في محافظة مأرب، مصحوباً بخطاب تحريضي إرهابي ضد النازحين.
ووصف البيان التحريض الحوثي بأنه محاولة خطيرة تكشف النية المسبقة لتصعيد جرائمها ضد النازحين، وتؤكد ضلوعها في جرائم القصف السابقة.
وأشار بيان الحكومة إلى أنه رصد خلال الأيام الماضية قيام مليشيا الحوثي بقصف مخيمات السويداء والميل والخير وتواصل بالصواريخ والقذائف، الأمر الذي أدى إلى جرح عدد من النساء وتدمير أكثر من 30 خيمة.
ودعا البيان الأمم المتحدة ومبعوثها إلى تحمل مسؤوليتهم في حماية أكثر من مليونين و200 ألف نازح يتعرضون للقصف اليومي والتحريض الإرهابي الممنهج، واتخاذ مواقف حازمة حيال هذه الجرائم التي فاقمها الصمت والتغاضي الدولي تجاهها.
كما دعا المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والمحلية، ونشطاء حقوق الإنسان في اليمن والعالم إلى التضامن الكامل مع النازحين والمدنيين في محافظة مأرب، وتبني قضيتهم، وزيارة مخيمات النزوح للاطلاع عن كثب على أوضاعهم.
تحذيرات
من جهتها، حذرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب حملة التحريض الممنهجة التي تشنها مليشيا الحوثي الانقلابية وقياداتها على مخيمات النازحين في المحافظة.
وطالبت الوحدة التنفيذية، المدعومة أمميا في بيان، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل المعنيين بـ"إدانة التصريحات الأخيرة لناطق مليشيا الحوثي الإرهابية المدعو محمد عبدالسلام، والتي حرضت على النازحين وبررت جرائم القصف المتواصلة التي طالت مخيمات النزوح".
وشددت على ضرورة ممارسة الضغط الدولي والأممي على المليشيا الحوثية الإرهابية لإيقاف جرائمها الممنهجة والمتعمدة بحق النازحين التي ترتكبها تحت غطاء سياسي ودعائي غير مسبوق في تاريخ الجرائم الإنسانية.
وعبرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين عن قلقها الشديد على حياة سكان المخيمات بعد تبنّي المدعو محمد عبدالسلام لهذه الحملة التحريضية، التي تُهدد حياة النازحين وتسقط أهم حقوقهم.
وأوضحت أن "هذه التصريحات جاءت بعد سلسلة استهدافات بالصواريخ والمدفعية قامت بها المليشيا الحوثية خلال الأيام والأسابيع الماضية ضد مخيمات النازحين في مأرب، وأن مثل هذه التصريحات تهدف بدرجة رئيسية للتغطية على جرائم استهداف مخيمات النازحين بمأرب".
واعتبرت الوحدة تصريحات محمد عبدالسلام تأكيدا على نية المليشيا الاستمرار في ارتكاب جرائمها بحق النازحين في المحافظة.
وحذرت من التوجه الخطير الذي تتبناه المليشيا الحوثية تجاه النازحين، ومن نتائج خطابها التحريضي الذي يرقى لمستوى التهديدات الإرهابية.
مأساة متجددة
ويتأهب آلاف النازحين اليمنيين في محافظة مأرب للنزوح مجدداً في أية لحظة جراء استمرار القصف الذي تشنه مليشيا الحوثي على مخيماتهم.
وباتت مئات الأسر النازحة تلتحف الرمال وسط العراء، بعد أن لاحقتها قذائف وصواريخ مليشيا الحوثي الموالية لإيران من مخيم إلى آخر، حيث نزحت معظم الأسر للمرة الثالثة على التوالي.
وتأوي مأرب مليونين و231 ألف نازح يشكلون ما نسبته 60% من النازحين في اليمن، ووفقاً للحكومة اليمنية فقد استقبلت المحافظة منذ 2014 قرابة 318 ألف أسرة نازحة يتوزعون على أكثر من 90 مخيماً.
وأدى القصف الحوثي على مخيمات النزوح في مأرب خلال خلال الربع الأول من العام الجاري إلى إغلاق 27 مخيماً وتهجير أكثر من 2671 أسرة.
وعقب هذه الهجمات الحوثية هرعت مئات الأسر إلى العراء للنجاة بأرواحها وسط ظروف معيشة مزرية.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً مؤثرة لأسر هجرتها مليشيا الحوثي تنام مع أطفالها في الخلاء دون مأوى، وفي قلق دائم من قصف حوثي متجدد.
وانتشرت على نطاق واسع صورة طفل فرّت عائلته من مخيم "السويداء" وهو ينام تحت التنور، حيث خبأته والدته من القصف الحوثي، وتداول الصورة ناشطون منددين بجرائم مليشيا الحوثي تحت هاشتاق #طفل_التنور.
وبحسب مصادر حقوقية لـ"العين الإخبارية"، فإن أسرة الطفل نزحت للمرة الثالثة فراراً من بطش مليشيا الحوثي، الذي يلاحق النازحين بغية تهجيرهم مجدداً.
aXA6IDE4LjIyNy41Mi4yNDgg جزيرة ام اند امز