زوكربيرج ينفي علمه بفضيحة جديدة لـ"فيسبوك" لتشويه المنتقدين
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ذكرت أن فيسبوك Facebook وظفت شركة تسمى "ديفينيرز"، لإلقاء الضوء سلبياً على المنتقدين.
نفى مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك Facebook، علمه بتعاقد شركته مع أخرى للعلاقات العامة، متهمة باستخدام تكتيكات لتشويه سمعة المنتقدين، في فضيحة جديدة لموقع التواصل الاجتماعي.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ذكرت، الأربعاء، أن شركة فيسبوك قامت بتوظيف شركة تسمى "ديفينيرز"، لإلقاء الضوء سلبياً على المنتقدين، بما في ذلك الملياردير الأمريكي من أصل مجري جورج سوروس.
بحسب وكالة الأنباء الألمانية، قال زوكربيرج في مكالمة هاتفية مع مراسلين صحفيين، إن أول مرة يعلم فيها عن علاقة شركته بـ"ديفينيرز" كانت من خلال قراءته تقريرا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وأضاف: "أنا شخصياً لم أكن أعرف أننا نعمل معهم.. في شركة بحجم فيسبوك، يقوم الموظفون أحياناً بأشياء لا أعرفها".
وقالت فيسبوك إنها أنهت تعاقدها مع شركة "ديفينيرز"، مساء الأربعاء، لكنها نفت أن تكون الشركة استخدمت لنشر معلومات مغلوطة.
وقال باتريك جاسبارد، رئيس مؤسسة "أوبن سوسايتي" الخيرية المملوكة للملياردير الأمريكي سوروس، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الخميس، إنه "ليس كافياً" إنهاء الموقع علاقته مع شركة "ديفينيرز".
وجاءت تغريدة جاسبارد بعد أن أصدرت المؤسسة بياناً قالت فيه إنها "مستاءة" من "شائعات تشويه السمعة" المزعومة المستخدمة ضد الملياردير الأمريكي المجري الأصل، الذي يدعم القضايا التقدمية وقضايا التحرر.
وفي الأحوال العادية، كانت هذه المسألة لتلقى اهتماما كبيرا لولا ما اضطر مؤسس "فيسبوك" إلى الردّ على اتهامات بتدبير حملة هدفها صرف الانتباه عن فشله في التعامل مع قضية التدخّل الروسي في الانتخابات الأمريكية سنة 2016.
وكانت "نيويورك تايمز" قد نشرت الأربعاء تقريرا مطوّلا استعرضت فيه الفضائح المتعدّدة التي هزّت شبكة التواصل الاجتماعي التي أسسها زوكربيرج سنة 2004، ليس فيه أي معلومات مدوّية. غير أن الصحيفة كشفت أن المجموعة لجأت إلى خدمات شركة متخصصة في العلاقات العامة هي "ديفاينرز بابليك أفيرز" للتصدّي لمعارضيها.
واتهمت "نيويورك تايمز" هذه الشركة بأنها وضعت سوروس في عداد منتقدي "فيسبوك" من خلال نشر معلومات خاطئة للضرب في مصداقيتهم.
وأكدت "فيسبوك" في بيانها الذي نشرته ليلا أن الصحيفة "أخطأت في الظنّ أننا طلبنا في يوم ما من ديفاينرز دفع المال في مقابل صياغة مقالات لحساب فيسبوك أو نشر معلومات خاطئة".
ولم تقطع "فيسبوك" علاقاتها بشركة العلاقات العامة هذه المقرّبة من الحزب الجمهوري.
وقامت "ديفاينرز" بتشجيع صحافيين على التحقيق في سبل تمويل حملة مناهضة لـ "فيسبوك" لإظهار أن الأمر ليس تحركا عفويا بل إنها حملة تلقى دعما من معارض معروف لشركتنا، من دون تسمية سوروس، "غير أن التلميح إلى أنه هجوم معاد للسامية افتراض خاطئ يستوجب الشجب"، بحسب ما قالت مجموعة مارك زاكربرغ اليهودي الديانة مثل شيريل ساندبرغ ثاني أكبر مسؤولة في الشركة تتولّى تسيير إجراءات العمل.
وأكد زاكربرغ أنه علم بوجود عقد مع "ديفاينرز"، "من خلال الاطلاع على مقال نيويورك تايمز" الأربعاء. وهو اعتبر أن إجراءات هذه الشركة تندرج في سياق "الممارسات السائدة" في واشنطن التي لا تلائم "فيسبوك"، متجنبا تحديد المسؤولين عن قرار تكليف "ديفاينرز" بهذه المهمة وتفصيل التداعيات التي قد تترتب عليهم.
وهو أعاد التأكيد على "احترامه" لجورج سوروس بالرغم من أوجه الاختلاف بينهما.
غالبا ما ينتقد الملياردير جورج سوروس الزعماء الشعبويين في العالم نقدا لاذعا. ومعروف عنه أنه بمثابة رأس الحربة في جهود التصدي لمعاداة السامية.
وأتت اللهجة المستخدمة في الرسالة التي وجّهتها مؤسسته إلى شيريل ساندبرغ قاطعة.
وكتب باتريك جاسبارد رئيس الجمعية "ندعو فيسبوك إلى التوقف عن استخدام أساليب مستوحاة من أعداء الديموقراطية في العالم".
وأردف "من الجدير بفيسبوك أن تفتح تحقيقا مستقلا بشأن ما حصل وتنشر تقريرا شاملا حول الأساليب المستخدمة في مساعيها للتشهير بالنشطاء وجورج سوروس"، باعتبار أن "شبكة تواصل اجتماعي من هذا المستوى لم تحتضن فحسب حملات لنشر معلومات مزيفة بل نظمت أيضا مبادرات أخرى من هذا النوع وروّجت لها".
وتأتي هذه الفضيحة في وقت صعب لـ "فيسبوك" التي تعاني من تباطؤ بعد سنوات من النموّ الشديد، في ظلّ تخمة في الإعلانات وتراجع إقبال الشباب. وفي تموز/يوليو، خسرت المجموعة 120 مليار دولار من رأسمالها في البورصة خلال جلسة واحدة إثر الإعلان عن نتائج مالية ربعية مخيبة للتوقعات، في انتكاسة لم يسبق لها مثيل في الأسواق المالية.
وأعلن زوكربيرج في خلال المؤتمر عن إنشاء ما يشبه "محكمة استئناف" مستقلة للبتّ في المحتويات المثيرة للجدل وتحديد إذا ما كان ينبغي لها أن تبقى على صفحات الشبكة.
وهو استعرض الجهود التي تبذلها المجموعة لرصد "الرسائل المشحونة بالكراهية" على أنواعها، في وقت تُتهم "فيسبوك" بعدم القيام بما يكفي لاحتواء هذا النوع من المحتويات.
وأقرّ زوكربيرج في معرض حديثه أن "فيسبوك" كانت بطيئة جدّا في الردّ على الحملة الدعائية التي نظمها الجيش البورمي في حقّ أقلية روهينغا المسلمة على صفحاتها.
وهذه المحتويات الجدلية التي ترصد بواسطة نظام يعمل بالذكاء الاصطناعي أو بلاغات المستخدمين تخضع لنظام داخلي يزداد تطورا، لكن اعتبارا من العام المقبل سيتمّ إنشاء ما يشبه "محكمة استئناف" للبتّ في شأنها.