إن شهداء الإمارات الأبطال وإن رحلوا بأجسادهم، فإنهم مخلدون في ذاكرة وطنهم.
تحتفل دولتنا الحبيبة، دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، بمناسبة وطنية عزيزة على قلوب جميع أبناء الوطن وقيادته الرشيدة، وهي يوم الشهيد، ذلك اليوم الذي نستذكر فيه تضحيات ومآثر وبطولات شهدائنا الأبرار، الذين بذلوا أرواحهم الطاهرة الزكية فداء للوطن ودفاعاً عن قيمه ومصالحه ومكتسباته، ضاربين أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام وحب الوطن والولاء لقيادته الرشيدة.
إن هذا اليوم هو يوم فخر واعتزاز بشهدائنا الأبرار وبأبناء قواتنا المسلحة البواسل، وبالملاحم البطولية التي سطروها في ساحات العز والشرف دفاعاً عن تراب الوطن ومكتسباته ومصالحه العليا.. يوم نعبر فيه عن تقديرنا الكبير واعتزازنا اللامحدود بما قدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات، من أجل أن نحيا نحن أعزاء كرماء في وطننا، ومن أجل أن نواصل مسيرة التنمية والبناء، فهم ضحوا بأرواحهم من أجل أن نحيا نحن ومن أجل أن تبقى راية هذا الوطن عالية خفاقة.
إن شهداء الإمارات الأبطال وإن رحلوا بأجسادهم، فإنهم مخلدون في ذاكرة وطنهم، وفي قلوب جميع أبناء هذا الوطن وقيادته الرشيدة بما قدموه من تضحيات عظيمة، كي تظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة عالية خفاقة. وسيظل هؤلاء الشهداء الأبرار هم مصدر الفخر والعزة لنا وللأجيال القادمة.
ليس هناك أسمى ولا أطهر ولا أنبل من أن يقدم المرء حياته دفاعاً عن الوطن الذي يعيش فيه، وليس هناك ما هو أعظم من أن يجود الإنسان بنفسه من أجل تحقيق حلم وطنه في الرفاهية والتقدم والاستقرار، وليست هناك قيمة وطنية تفوق قيمة الشهادة في سبيل الوطن وشعبه وقيادته، ومن أجل ذلك يستحق شهداؤنا الأبرار أن نخلد ذكراهم، وأن نستذكر بطولاتهم ومآثرهم على الدوام، وأن نروي قصصهم وقصص بطولاتهم وشجاعتهم وتضحيات أسرهم لأبنائنا، من أجل أن يقتدوا بهم، ويستقوا منهم معاني الوطنية الحقة والشجاعة والبطولة، وغيرها من القيم النبيلة التي زرعها فينا القائد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، التي جسدها هؤلاء الشهداء قولاً وفعلاً.
لقد جاء قرار قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، بجعل الثلاثين من نوفمبر من كل عام، يوماً للشهيد، تجسيداً لاعتزاز هذه القيادة بشهداء الوطن، وحرصها على تخليد ذكراهم في عقول وقلوب أبناء هذا الوطن وأجياله المتعاقبة، وفخرها بما قدمه هؤلاء الشهداء الأبطال من تضحيات للوطن، وجعلهم رمزاً للوطنية ومصدراً للفخر والعزة والشموخ لوطنهم وقيادتهم وأسرهم وكل المقيمين على هذه الأرض الطيبة.
وعلى المستوى الشعبي، قدم أبناء الإمارات، وما زالوا يقدمون ملحمة حقيقية في التضامن مع أسر الشهداء، وفي التعبير عن معاني الفخر والاعتزاز بتضحيات هؤلاء الأبطال، بحيث بدا وكأن كل أهل الإمارات هم أهل لكل شهيد، في مشهد جسد على أرض الواقع مفهوم "الأسرة الإماراتية الواحدة"، وأكد مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الخالدة "البيت متوحد".
والاحتفاء بالشهداء وبطولاتهم ليس سمة خاصة بالإمارات وحدها، فجميع دول وشعوب العالم تقدر شهداءها وتخلدهم في ذاكرتها؛ لأن الشهداء هم الذين يحمون مبادئ وقيم تلك الدول والشعوب، وهم الذين يضحون بأرواحهم من أجل حماية هذه الأمم ورفع رايتها ورد المعتدين وإعلاء كلمة الحق. ليس هذا فحسب، فالشهادة قيمة عظيمة تحض عليها الأديان المختلفة، وفي مقدمتها الدين الإسلامي الحنيف، الذي وضع الشهداء في مصاف النبيين والصديقين، ووعدهم رب العزة سبحانة وتعالى بجنات الخلد، كما قضى لهم سبحانة وتعالى بالحياة بعد الشهادة والخلود، فقال عز وجل: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾، فاي قيمة أعظم مكانة وسموا من قيمة الشهادة، وأي تقدير وتكريم أسمى من ذلك، فالشهداء يدركون أنهم سينالون إحدى الحسنيين، إما رؤية النصر المؤزر على الأعداء، وإما الاستشهاد والفوز بالجنة، ولكنهم في الواقع يكافئون بالاثنتين معاً، فهم يسهمون في صناعة النصر، ويكللون بالشهادة.
إن احتفاء الإمارات قيادة وشعباً بيوم الشهيد في الثلاثين من نوفمبر من كل عام، من شأنه أن يرسخ العديد من القيم السامية في المجتمع الإماراتي، التي تتجاوز تخليد بطولات الشهداء وتضحياتهم، فيوم الشهيد هو مناسبة مهمة لترسيخ منظومة القيم الإيجابية الفاعلة في المجتمع الإماراتي، وفي مقدمتها قيم التضحية والولاء والانتماء إلى الوطن، وتنشئة الأطفال والشباب على هذه القيم، فالاحتفاء بالشهداء وبطولاتهم يرسل برسالة واضحة إلى أطفالنا بأن هذه القيم النبيلة التي جسدها الشهداء، هي موضع تقدير من المجتمع كله، ومن ثم يؤمنون بها أكثر ويتمسكون بها، كما أن المبادرات الرسمية والشعبية التي تستهدف تكريم الشهداء ورعاية أسرهم وذويهم في هذا اليوم من شأنها أن تعزز قوة التلاحم المجتمعي، فضلاً عن ذلك فإن يوم الشهيد هو مناسبة مهمة، يعبر من خلالها أبناء الوطن عن عرفانهم بالدور المتميز الذي يقوم به أبناء القوات المسلحة الإماراتية البواسل، الذين يقفون دائماً على أهبة الاستعداد للتضحية بأرواحهم فداء للوطن وشعبه وقيادته الرشيدة.
إن شهداء الإمارات الأبطال وإن رحلوا بأجسادهم، فإنهم مخلدون في ذاكرة وطنهم، وفي قلوب جميع أبناء هذا الوطن وقيادته الرشيدة بما قدموه من تضحيات عظيمة، كي تظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة عالية خفاقة. وسيظل هؤلاء الشهداء الأبرار هم مصدر الفخر والعزة لنا وللأجيال القادمة، نستلهم منهم القدوة والنموذج في كل ما من شأنه خدمة وطننا وإعلاء رايته وقيمه ومبادئه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة