يوم الشهيد الإماراتي.. تضحيات وبطولات بالداخل والخارج
من الإمارات إلى البحرين مرورا باليمن والسعودية وأفغانستان، تظل تضحيات شهداء الإمارات محط تقدير واعتزاز، وتسطر أسمى آيات الفخر والاعتزاز.
في سبيل غرس قيم إنسانية لا تحيد عنها أبدا في شتى أصقاع الأرض، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة -ولا تزال- كثيرا من خيرة أبنائها شهداء أثبتوا شجاعتهم وبسالتهم وقوة عزيمتهم في ميادين الحق والواجب.
- مسؤول يمني لـ"العين الإخبارية": دماء شهداء الإمارات وسام فخر
- يوم الشهيد في الإمارات.. إعلاء لقيم التضحية والفداء وحب الوطن
فمن الإمارات إلى البحرين مرورا باليمن وأفغانستان، تظل تضحيات شهداء الإمارات محط تقدير واعتزاز وتسطر أسمى آيات الفخر والاعتزاز في ذاكرة ووجدان الجميع.
تلك هي شيم وعادات توارثها الإماراتيون أباً عن جد ولا غرابة في ذلك، وهم أبناء الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد ربّى زايد الخير الأجيال تلو الأجيال على قيم ستبقى ما بقي علم دولة الإمارات خفاقا في الأفق، وهي قيم أصيلة لا تكلف فيها لنجدة كل ملهوف ورفع المعاناة عن كل محتاج.
"في هذا اليوم، نعاهد شهداءنا، مدنيين وعسكريين، أن تظل تضحياتهم أوسمة عز وكرامة، وأن تظل أرواحهم مشاعل تضيء الطريق للأجيال، وسيرتهم نماذج فخر في حب الوطن والذود عنه، وأن يظل أبناؤهم وأسرهم وذووهم أمانة في أعناقنا، يتعهدهم الوطن بالرعاية، وتتولاهم الدولة بالعناية والمتابعة".
بهذه العبارات، جدد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، العهد مع شهداء الإمارات، مؤكدا أن الاحتفال بيوم الشهيد الذي يصادف الـ30 من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام يمثل يوما لإعلاء قيم التضحية والفداء وحب الوطن.
أول شهيد
يوم الشهيد يأتي بالتزامن مع ذكرى استشهاد أول شهيد لدولة الإمارات، سالم سهيل خميس الدهماني، الذي استُشهد في مثل هذا اليوم من عام 1971 قبل أيام من إعلان تأسيس دولة الإمارات.
الشهيد كان يؤدي واجبه الوطني بالدفاع عن تراب وطنه، يقود مجموعة من قوات الشرطة الأبطال دافعوا بعزة وبسالة عن جزيرة طنب الكبرى ضد القوات الإيرانية.
وفي عام 1977 كان الموعد مع الشهيد الثاني لدولة الإمارات، وهو سيف سعيد بن غباش المري، الذي كان أول وزير دولة للشؤون الخارجية، واغتالته رصاصات غاشمة خلال محاولة لاغتيال وزير الخارجية السوري آنذاك، عبدالحليم خدام، في مطار أبوظبي.
وفي عام 2014، يأتي الشهيد الملازم أول طارق الشحي ليسجل بدمائه ملحمة بطولة جديدة، يذهب عقبها شهيدا في حادث التفجير الإرهابي في منطقة الدية في البحرين، حيث كان يعمل ضمن قوة "أمواج الخليج" في مملكة البحرين، المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك.
وفي يوليو/تموز 2015، استُشهد الملازم أول عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي (24 عاما)، ابن منطقة الفوعة في مدينة العين، في أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية "إعادة الأمل" للتحالف العربي، لدعم الحكومة الشرعية في اليمن.
وفي أغسطس 2015، نعت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية 3 من جنودها البواسل، هم: الشهيد العريف أول جمعة جوهر جمعة الحمادي، والشهيد العريف أول خالد محمد عبدالله الشحي، والشهيد العريف أول فاهم سعيد أحمد الحبسي، الذين قدموا أرواحهم فداءً للواجب الوطني، ضمن القوات الإماراتية المشاركة في عملية "إعادة الأمل" لدعم الشرعية في اليمن.
وفي يوم 6 من ديسمبر/كانون الأول عام 2016 شمخت واحة الكرامة بأبوظبي، لتحتضن "نصب الشهداء" في تعبير عن المحبة والتقدير اللذين تكنّهما دولة الإمارات وشعبها لأرواح الشهداء.
ويتكون "نصب الشهداء" من 31 لوحا من ألواح الألومنيوم الضخمة التي يستند كل منها على الآخر كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن.
وشهد الشهر الجاري، استشهاد العريف أول طارق حسين حسن البلوشي، الذي ارتقى خلال أداء واجبه الوطني في منطقة نجران بالسعودية ضمن مشاركة الإمارات في تحالف دعم الشرعية باليمن.
شهداء الإنسانية
ومن ميادين القتال إلى دبلوماسية الخير، قدمت الإمارات مجموعة جديدة من الشهداء في يناير/كانون الثاني 2017.
وطالت يد الإرهاب الغاشمة 5 دبلوماسيين أثناء تنفيذهم مجموعة من المهام الإنسانية والخيرية والتنموية في إقليم قندهار جنوب أفغانستان، قبل أن يلحق بهم في فبراير/شباط من العام ذاته جمعة عبدالله الكعبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية أفغانستان، سفير شهداء الإنسانية، متأثرا بجراح أصيب بها في التفجير الإرهابي.
دولة الإمارات التي تعد دائما في طليعة الدول المكافحة للعنف وثقافة الكراهية، وأول دولة تخصص وزارة للتسامح، ورغم الحادث الإرهابي فإنها قيادة وشعباً أكدت عزمها على استكمال مسيرة الخير والعطاء.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA= جزيرة ام اند امز