"الخالة زعرة".. تونس تودع "أيقونة" مقاومة الإرهاب
ودعت تونس، اليوم الثلاثاء، واحدة من رموز المقاومة الرمزية للإرهاب في البلاد، هي"الخالة زعرة "
والتونسية الملقبة بـ"الخالة زعرة" والتي رسمت صورتها وتجاعيد وجهها كل صفحات التواصل الاجتماعى، ترسخت عنها في المخيلة الشعبية التونسية صورة "البطلة "الوجودية التي قدمت أبناءها قربانا لمقاومة الإرهاب.
"الخالة زعرة السلطاني" التي غادرت الحياة عن عمر يناهز الثمانين، هي أم لمبروك وخليفة السلطاني، اللذان تم ذبحهما من قبل العناصر الإرهابية في أول نقطة مواجهة للإرهابيين في جبل "مغيلة " من محافظة القصرين التونسية .
وجبل مغيلة هو واحد من الجبال التي تحتضن الجماعات الداعشية منذ سنة 2011، وخاصة منها كل من تنظيم "جند الخلافة" و"كتيبة عقبة ابن نافع" وتنظيم "أنصار الشريعة" .
فعلى سفح الجبل أكملت "الخالة زعرة " حياتها بعد قرابة الثلاث سنوات من ذبح نجليها، راسخة حسب وصف الفغردين على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس.
كما سجلت حالة صمود غير عادية ضد الإرهابيين ،ورافضة لما تم عرضه من الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، الذي طرح عليها الانتقال للعيش في العاصمة تونس في ضاحية قرطاج بتكلفة تامة من الدولة .
تعففت "الخالة زعرة " عن كل الهبات والعطايا التي حاول ميسوري الحال في تونس تقديمها لها، وتشبثت بالبقاء في كوخها الصغير على سفح الجبل لإتمام مهمة الصمود ضد التطرف والإرهاب الذي روع التونسيين منذ سنة 2011 .
بطولات ;صخرة جبل المغيلة"، يرويها سالم السلطاني، أحد أقار العائلة، في اتصال هاتفي مع "العين الإخبارية" ، حيث أكد أن "الخالة زعرة " كانت أيقونة للصبر والصمود ضد الإرهاب".
وأضاف السلطاني :" كانت تتمني اللحاق بالرفيق الأعلى في عملية مواجهة مع الإرهابيين الذين سكنوا الجبال التونسية".
لم تنته حياتها ماديا بفعل الإرهاب، لكن تشبثها بالبقاء على الأرض وفي تخوم الجبال ، وهو أمر اعتبره التونسيون أقوى الخطوات الصامدة ضد تجار الدين والدماء.
وأكد سالم السلطاني ، خلال حديثه لـ" العين الإخبارية" أنه "رغم الألم الذي رافقها لفقدان ابنيها، لكنها تلقت خبر موتهما وذبحهما بابتسامة" ، معتبرة أن "مبروك وخليفة هما من جنود الوطن، دون أن يلبسوا الزي الميري".
ومبروك وخليفة السلطاني هما شابان تونسيان عاشا على تخوم جبل مغيلة ، ثم تم ذبحهما في فترات متفاوتة بين سنتي 2016 و 2017 من قبل الجماعات الإرهابية تحت تعلة التعاون مع الجيش التونسي لمراقبة الجبال .
وكما أنهما كانا راعيان للأغنام، ونشر تنظيم داعش الإرهابي عملية ذبحهما بطريقة وحشية صدمت الرأي العام التونسي خلال السنوات الماضية.
وخيمت حالة من الحزن على صفحات التواصل الاجتماعي بتونس، حدادا على وفاة "الخالة زعرة" وكل ضحايا الإرهاب .
حزن وحداد يتزامن- حسب متابعين- مع الذكرى الخامسة للعملية الإرهابية التي استهدفت 12 عنصرا من الحرس الرئاسي، كما تزامن مع إحباط عملية إرهابية كادت أن تسقط ضحايا في شارع الحبيب بورقيبة .
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg جزيرة ام اند امز