فيديو: مارفيك يهزم مهدي علي في مباراة "مسرح العرائس"
المباراة كانت تحديا فنيا أكثر منها في كرة القدم، الصراع الأساسي فيه بين مهدي علي بالطموح الشبابي العربي مقابل خبرة الهولندي فان مارفيك
الأخضر فاز بثلاثية نظيفة على الأبيض وهي بكل المقاييس هزيمة ثقيلة لا يخفف من وطأتها النفسية على جماهير الإمارات القول بأن المنتخب الإماراتي لم يكن بالسوء الذي يستحق عليه العقاب الثلاثي.
المباراة يمكن أن توصف بأنها تحدي فني أكثر منه في كرة القدم، حيث وضح ان الصراع الأساسي في اللقاء كان بين مهدي علي الذي يمثل الطموح والحماس الشبابي العربي، مقابل خبرة وحنكة الهولندي فان مارفيك، فجاءت كأنها مبارزة فنية بين أثنين من كبار مخرجي مسرح العرائس، وظهر من في الملعب كأنهم مجرد عرائس ماريونيت تحركهم أيدي المخرجين.
زاد من هذا الإحساس غياب الإبداعات الفردية تماما داخل الملعب، فلم نر لمحات فنية من العازفين المشهورين من أمثال عموري والعابد والجاسم والشهري وخليل والحمادي، فكان المشهد الوحيد الظاهر على المستطيل الأخضر هو الالتزام الخططي والتحرك المرسوم.
بشكل عام لا تعبر النتيجة عن حال المنتخبين الفنية ولا حتى مردودهما خلال المباراة، حيث كان المنتخب الإماراتي ندا قويا لصاحب الأرض حتى استقبلت شباكه الهدف الأول الذي أصاب عزيمة اللاعبين بالوهن.
فاقم الإحساس بالوهن ابتعاد عموري الواضح عن مستواه المعروف، وهو رئيس أركان العمليات الهجومية في منتخب الإمارات طوال السنوات الخمسة الماضية، فشعر زملائه بضعف فرصتهم في إدراك التعادل.
ثم جاء دور التراجع البدني لطارق أحمد الذي قدم الكثير من الانضباط التكتيكي والشراسة الدفاعية للأبيض، بعد المجهود الضخم الذي بذله ليقضي على ما تبقى من مناعة نفسية لدى لاعبي الأبيض ضد الهزيمة.
وزاد الطين بلة الأخطاء الساذجة التي اعتاد مدافعي الأبيض الوقوع فيها والتي تكلفهم أهدافا غير مبررة، وبعد خطأ التغطية لظهيري الوسط الذي جاء منه الهدف الأول، فجاء الهدف الثاني من أحد تلك الأخطاء، وبعده الهدف الثالث من ركلة حرة شبه مجانية.
بعيدا عن الصدمة الإماراتية الناتجة عن الهزيمة الكبيرة غير المتوقعة، فأن مهدي تفوق في الثلث الأول من المباراة على الهولندي العجوز، لكنه خسر في النهاية لإخفاقه في سد الثغرات التي وضح إصرار مارفيك على استغلالها وأبرزها ضعف الجانب الأيمن للدفاع الإماراتي الذي شغله عبد العزيز هيكل، ومثل نقطة انطلاق مستمرة للهجمات السعودية، بوجود نواف وتيسير ومنصور الحربي، على الظهير الإماراتي الذي لم يجد مساندة من عموري البعيد عن مستواه، ولم يسع مهدي لعلاج هذه الثغرة والدفع بلاعب يساند هيكل، مكتفيا لتوجيه طارق أحمد للدعم والمساندة وهو ما نجح فيه اللاعب بدرجة مقبولة لكنه في المقابل استهلكه بدنيا.
تفوق مهدي في البداية عندما أحسن قراءة منافسه وحدد نقاط قوته وضعفه، فأقام حائطا فولاذيا أمام خط منتصف الملعب، لحصار لاعبي الوسط مصدر القوة والمرونة التكتيكية للمنتخب السعودي في مبارياته الثلاثة الماضية، وهو ما نجح فيه بدرجة كبيرة حرمت المهاجم الوحيد ناصر الشمراني من أي كرة حتى خروجه.
في البناء الهجومي نجح مهدي في قراءة واحدة من أهم وأخطر المشاكل الدفاعية للمنتخب السعودي وهي المسافة بين ظهيري الأجناب وظهيري الوسط، ونجح لاعبوه في صنع 3 تمريرات عميقة كادت أن تكون انفرادات لولا سوء تصرف اللاعبين فيها.
لكن يحسب على "المهندس" لجوء لاعبيه للتسديد من خارج المنطقة رغم ثبوت عدم نجاعته، بدلا من التوغل داخلها واستغلال بطء الهوساويين أسامة وعمر مقابل سرعة مبخوت وخليل.
لكن يمكن التماس العذر له في ظل التراجع الواضح لمحاور الهجوم بداية من عموري مرورا بخليل الذي بدا متأثرا بإصابته قبل مباراة تايلاند، ثم إسماعيل الحمادي الذي كان أسوأ لاعبي الأبيض في لقاء السعودية لإخفاقه في أداء دوريه الدفاعي والهجومي طوال الشوط الأول، ولم يكن مبخوت وحده قادرا على إحداث الفارق هجوميا.