3 معوقات تعترض مهدي علي لتحقيق حلم الأبيض بالتأهل للمونديال
3 معوقات تهدد أحلام الأبيض المونديالية رغم التسليم أن فرصة التأهل لم تكن متاحة مثلما هي متاحة لهذا الجيل بقيادة مهدي علي وليس مدرب آخر.
تأهل المنتخب الإماراتي إلى المرحلة الثالثة والحاسمة لتصفيات قارة آسيا المؤهلة للمونديال المقبل في روسيا صيف 2018، قوبل بحالة من الإحباط الشعبي غير المعتادة وكأن الأبيض خرج من المشوار ولم يكمله.
السبب الرئيسي للإحباط في رأيي هو سقف الآمال المرتفع المعلقة على لاعبي الأبيض بعد ما قدموه من مستويات لافتة منذ تولي مهدي علي تدريب المنتخب في 2012، ما يعني أن المهندس نفسه هو سبب ارتفاع سقف آمال الإماراتيين من البداية.
إذا حاولنا قراءة الواقع الفني للمنتخب الإماراتي، وبالتالي قياس قدراته على انتزاع واحدة من البطاقات الأربعة المؤهلة للمونديال، يمكننا أن نحدد 3 معوقات أساسية تهدد أحلام الإماراتيين المونديالية، رغم التسليم بأمرين أولهما أن فرصة التأهل لم تكن متاحة وقريبة من أي جيل للأبيض مثلما هي متاحة لهذا الجيل، والثانية أن الوحيد الذي يستطيع تحويل تلك الأحلام إلى حقيقة هو مهدي علي فقط وليس أي مدرب غيره، وهي مسألة فنية سنناقشها لاحق.
أول المعوقات -وأهمها من وجهة نظري- أمام المنتخب الإماراتي تتعلق بالشحن الإعلامي الزائد على المدرب واللاعبين وتحميلهم ما لا يجب أن يتحملوه، فمشكلة الأبيض الكبيرة أنه يمثل بلد تملك آلة إعلامية ضخمة ونشطة سواء على الشاشات أو الصحف والمواقع الرياضية.
ما تفعله كل هذه الوسائل هو إفراد مساحات هائلة للحديث عن المنتخب وطموحاته ولاعبيه، ووصل الأمر أن القنوات الرياضية الإماراتية بدأت ستوديو تحليل مباراة السعودية قبل المباراة بـ 4 ساعات بخلاف برامج التحليل التي حفلت بها في الأيام السابقة على المباراة.
كل هذه التغطية المبالغ فيها تنفخ في أحلام الجماهير الإماراتية، وبالتالي تضع المنتخب تحت ضغط نفسي هائل ظهرت آثاره السلبية في لقاء السعودية، خاصة بعد تسجيل الأخضر لهدفه فتأخر رد الفعل الإماراتي بقية الشوط الأول وظهر اللاعبون تائهين ليس لخلل فني من مهدي علي وإنما بسبب خوفهم من خذلان الآمال المعلقة عليهم، فظهروا وكأن أقدامهم مربوطة بأكياس من الرمل.
المعوق الثاني والثالث فنيان يتعلقان باختيارات مهدي علي التكتيكية، وهي أمور يمكن تداركها بعكس المعوق الأول، حيث يفتقد الفريق الشراسة الدفاعية بشكل واضح، ما يجعل مرماه هدفا سهلا للمنافسين، خصوصا من المنتخبات الكبيرة التي سيلاقيها الأبيض في المرحلة الأخيرة من التصفيات، والتي تجيد استغلال الأخطاء مثلما حدث في مباراة أستراليا في نصف نهائي كأس آسيا الأخير، حينما استغل الأستراليون ضعف التغطية الدفاعية ليخطف هدفين في أول ربع ساعة قتلوا بهما المباراة في بدايتها.
ببساطة منتخب الإمارات مع مهدي علي يؤدي آسيويا كرة قريبة الشبه والفلسفة من منتخب البرازيل في مونديال 1982 مع مراعاة الفروق المعروفة، ما أقصده هو الفكر وطريقة اللعب التي تعتمد على الإمتاع واللعب الهجومي وإهمال الشراسة الدفاعية، بمنطق أن الفريق يستطيع تسجيل هدفين أمام كل هدف يلج مرماه، لكن هذه الفلسفة انتهت تقريبا بخروج البرازيل من الدور الثاني لنفس المونديال على يد باولو روسي الإيطالي.
كذلك يحتاج مهدي علي لتنويع محاور اللعب الهجومي وإيجاد رئات هجومية موازية بدلا من الاعتماد على عموري فقط، فهو رغم كل الإبداع الذي يقدمه مجرد لاعب واحد في نهاية الأمر يمكن تحجيم دوره بطرق كثيرة شرعية أو حتى غير شرعية، ورأينا في عدة مباريات أن نجاح الفريق المنافس في تحجيم دور عموري يعني فقدان الأبيض 60% تقريبا من خطورته الهجومية، وهو أمر أوقن أنه سيتكرر كثيرا في مباريات المنتخب الإماراتي في مرحلة التصفيات الأخيرة.
أخيرا أجد نفسي مضطرا للاعتراف بأن مطالبة بعض الجماهير الإماراتية بإسناد مهمة تدريب الأبيض للروماني كوزمين مدرب الأهلي فاجأني وأغضبني، لأن الطفرة التي حققها المنتخب الإماراتي في السنوات الأخيرة، والتي رفعت توقعات جماهيره منه للدرجة التي جعلت من تأهله كثاني مجموعته أمر محبط للجماهير.
هذه الطفرة يدين بها المنتخب للمهندس مهدي، كما أن الجيل الذهبي الحالي الذي أعاد ذكريات الأيام الخوالي للأبيض أغلب لاعبيه من اكتشاف مهدي علي نفسه وليس أي مدرب أجنبي.
ثالثا أن كوزمين مع كل الاحترام لقدراته الفنية لا يتفوق على المهندس فنيا في أي شيء، فلا هو يملك الخبرة الدولية التي يستطيع بها إدارة مباريات المنتخب مع الفرق الكبيرة آسيويا بحنكة يفتقدها مهدي علي، وعلى من يشكك في ذلك تذكر أن كوزمين نفسه فشل في قيادة الأهلي للفوز باللقب الآسيوي بسبب أخطاء فنية، وقبله فشل كمدرب طوارئ مع المنتخب السعودي في تجاوز الدور الأول لكأس أمم آسيا الأخيرة في الوقت الذي كان فيه مهدي علي يبهر القارة الصفراء بمنتخبه الشاب.
أخيرا أدعو من يشعر بإحباط لنتائج منتخب الإمارات في تصفيات المونديال الحالي أن يدرك أن ما حققه المنتخب في التصفيات الحالية هي النتائج الأفضل له منذ تصفيات مونديال 1998 حينما تصدر مجموعة ضمت معه البحرين والأردن بدون هزيمة، قبل أن يحتل المركز الثالث في التصفيات النهائية خلف اليابان وكوريا الجنوبية ويخفق في التأهل للمونديال.
في تصفيات مونديال 2014 التي خرج فيها من نفس المرحلة (المجموعات) التي اجتازها لتوه، بعدما حصد 5 خسائر في 6 مباريات مع كوريا الجنوبية والكويت ولبنان.
ورغم أنه اجتاز في تصفيات مونديال 2010 مرحلة المجموعات كثانٍ للمجموعة الرابعة بعد إيران، إلا أن نتائجه الحالية حسابيا أفضل، حيث خسر وقتها مرتين وتعادل وفاز في مثلهما، بينما فاز الأبيض في التصفيات الحالية 5 مرات وتعادل مرتين وخسر مباراة واحدة أمام السعودية في الرياض.
كذلك خرج الأبيض من المرحلة الأولى لتصفيات مونديال 2006 بحلوله ثانيا خلف كوريا الشمالية المجهولة في مجموعة كانت تضم معهما تايلاند واليمن، وتأهل في تصفيات مونديال 2002 إلى المرحلة الأخيرة بتصدره مجموعته أمام اليمن والهند وبروناي، إلا أنه خسر وقتها من الهند في سابقة تاريخية ومن اليمن أيضا.
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز