أبوظبي تشهد تدشين أول مركبة ذاتية القيادة للنقل الجماعي
مركبة "نافيا أوتونوم" ذاتية القيادة للنقل الجماعي ستكون أول خدمة تنقل بالمركبات ذاتية القيادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي، الاثنين، تدشين مركبة "نافيا أوتونوم" ذاتية القيادة للنقل الجماعي، في مدينة "مصدر"، ليكون ذلك بمثابة نقلة نحو المرحلة التالية من تطوير وتوسيع نظام التنقل المستدام ضمن المدينة.
وجرى إطلاق المركبة ذاتية القيادة، التي تستوعب حتى 12 راكباً، بحضور خالد عبدالله القبيسي، الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والطاقة النظيفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شركة "مبادلة للاستثمار"؛ ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"؛ وجيروم ريجو، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة نافيا؛ بالإضافة إلى عدد من ممثلي دائرة النقل في أبوظبي وشرطة أبوظبي والسفارة الفرنسية لدى أبوظبي.
وصممت شركة نافيا الفرنسية الرائدة في مجال تطوير المركبات ذاتية القيادة، المركبة المخصصة لما يعرف بتنقلات الميل الأول والأخير، والتي تنقل الركاب من وإلى محطات وسائل النقل، وهي مركبة ذاتية القيادة بالكامل، وتضم ثمانية مقاعد قادرة على استيعاب 12 راكباً، وتصل سرعتها القصوى إلى 25 كلم/س.
وبعد استكمال فترة تجريب المركبة بنجاح ضمن مدينة مصدر، سيتم قريباً إطلاق خدمة المركبة ذاتية القيادة بشكل منتظم وعلى مدار اليوم لتربط بين مواقف السيارات المتعددة مع الساحة الرئيسية ضمن المدينة، لتكون بذلك أول خدمة تنقل بالمركبات ذاتية القيادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال يوسف باصليب، المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني المستدام في "مصدر": "تلتزم مدينة مصدر بركائز الاستدامة الثلاث المتمثلة في الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. ويأتي إطلاق مركبة نافيا ذاتية القيادة انسجاماً مع هذه الفلسفة وتجسيداً جلياً لها. ومع تنامي أهمية مسألة التنقل ضمن المدن وتصدرها لنقاشات الاستدامة على مستوى الإمارات والعالم، وتواصل نمو وازدهار مجتمع مدينة مصدر بما يضمه من شركات وسكان ومراكز بحثية، تواصل شركة "مصدر" جهودها في دعم وتحفيز الابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة لتزويد مدينة مصدر بحلول متطورة ومجدية تجارياً في مجال التنقل ذاتي القيادة".
وأضاف: "شكل نظام النقل الشخصي السريع بمدينة مصدر، والذي قام بنقل أكثر من 2 مليون راكب على مدى 8 سنوات من تشغيله، ركيزة أساسية للتنقل ذاتي القيادة والمستدام في الإمارات، في حين يعتبر اعتماد أول مركبة نافيا لنقل الركاب ضمن مدينة مصدر بمثابة الانتقال إلى المرحلة التالية من رحلة التنقل المستدام في المدينة".
وقد قام الفريق التقني في "مصدر" بالعمل بشكل وثيق مع المعنيين في كل من دائرة النقل في أبوظبي ومجموعة نافيا لتصميم المركبة ذاتية القيادة بشكل يتيح الحد من تأثير الحرارة والرطوبة العاليتين في منطقة الخليج العربي على أداء البطارية. كما أجريت تجارب اختبار صارمة تتعلق بمعايير السلامة والأمان لتوفير الحماية اللازمة للركاب والمشاة في الطرقات.
وتم تجهيز المركبة بكاميرات وأجهزة استشعار من نوع (ليدار) تقوم بتوفير خرائط ثنائية وثلاثية الأبعاد لتحديد العوائق وموقعها بالنسبة للمركبة، وبنظام المواقع العالمي GPS لتحديد موقع المركبة، بالإضافة نظام (V2X) للتواصل من إشارات المرور.
ويعتبر تزويد مدينة مصدر بنظام المركبات ذاتية القيادة ثمرة تعاون بين دائرة النقل في أبوظبي وشركة "مصدر" ومجموعة نافيا، كما أنه يصب في صالح تعزيز ريادة أبوظبي في تبني أفضل الممارسات المراعية للبيئة والتطوير العمراني المستدام، ويدعم استراتيجية أبوظبي الهادفة إلى بناء نظام تنقل عالمي المستوى يخدم المقيمين والزوار بالتوازي مع تحقيق منافع اجتماعية واقتصادية على مستوى إمارة أبوظبي ودولة الإمارات.
وكان قد تم خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2018 في يناير الماضي اختيار مجموعة نافيا إثر فوزها في مسابقة عالمية لتزويد مدينة مصدر بأحدث الطرازات من المركبات الكهربائية ذاتية القيادة.
وأعرب جيروم ريجو، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة نافيا، عن سعادته بالتعاون مع شركة "مصدر" الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة والتطوير العمراني المستدامة لتزويد مدينة مصدر بحلول تنقل ذكية وذاتية القيادة بالكامل. وقال: "تمثل مدينة مصدر المكان المثالي لإطلاق مركبة "نافيا أتونوم" للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي نتوقع أن تشهد توسعاً كبيراً فيها خلال الشهور المقبلة".
وتتضمن استراتيجية التنقل في مدينة مصدر إضافة أسطول جديد يضم سبع مركبات "أتونوم" اعتباراً من العام القادم. وتشمل الخطة توسيع مسار المركبات ليربط بين مجمع الاتحاد المستدام الواقع فوق مواقف السيارات الشمالية في المدينة مع المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا) ومركز "ماي سيتي سنتر" الذي تطوره مجموعة ماجد الفطيم، والمقرر استكماله في النصف الأول من عام 2019.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز