"مصدر" و"آيرينا".. تعاون بحثي "استراتيجي" لوضع خريطة طريق عالمية للطاقة المتجددة
وقعّت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، اتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، للتعاون في تنفيذ مشروع بحثي دولي مشترك.
ويهدف المشروع إلى تحديد السبل اللازمة لزيادة إنتاج الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، على أن يتم عرض البحث خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28).
وقد تم توقيع الاتفاقية خلال فعاليات "ملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ" في أبوظبي، بحضور الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعين لمؤتمر COP28، رئيس مجلس إدارة "مصدر" والدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"؛ وقام بالتوقيع كل من محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"، وغوري سينغ، نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
تحديد معيار مرجعي عالمي للطاقة المتجددة
ويتمثل الهدف الأساسي من المشروع البحثي المشترك في تحديد معيار مرجعي عالمي للطاقة المتجددة، مع التركيز على تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المياه والطاقة الحرارية الأرضية وغيرها من التقنيات، بما في ذلك بطاريات تخزين الطاقة، ودعم ذلك من خلال توفير بيانات محددة وفقاً لكل منطقة.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة، تأسست شركة "مصدر" في عام 2006 بهدف إرساء وترسيخ دور ريادي لدولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة؛ ويسرنا التعاون بين "مصدر" والوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في هذا المشروع البحثي الذي سيسهم في تسليط الضوء على الدور المهم لمصادر الطاقة المتجددة في الحد من الاحتباس الحراري وتداعيات تغير المناخ، وذلك بالتزامن مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة العالم في مؤتمر الأطراف (COP28).
وأضاف: أثبتت مصدر التزامها الفعلي بزيادة قدرتها الإجمالية بمقدار خمسة أضعاف لتصل إلى 100 غيغاواط مع نهاية هذا العقد؛ وكلنا ثقة بإمكانية تحقيق هذا الهدف الطموح، خاصة وأن تكلفة الطاقة الشمسية شهدت انخفاضاً ملحوظاً وصلت معه إلى أقل من 2 سنت للكيلوواط / ساعة، مما يعزز الجدوى الاقتصادية لمشاريع الطاقة المتجددة ويحفز الابتكار ويشجع العالم على الالتزام بزيادة القدرة الإنتاجية الإجمالية لقطاع الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030.
حلول مستدامة
وقال فرانشيسكو لاكميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا": يُشكل الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة حلاً فعالاً ومستداماً للعديد من التحديات التي يواجهها العالم اليوم، خاصة في ظل تكلفتها التنافسية، كما أننا نمتلك التكنولوجيا اللازمة لتسريع وتيرة تطوير هذه المصادر ونشرها على نطاق واسع وبشكل سريع.
وأضاف: شهدت مصادر الطاقة المتجددة في عام 2022 زيادة في الإنتاج بلغت 300 غيغاواط، لتشكل الطاقة المتجددة اليوم 40% من إجمالي إنتاج الطاقة العالمي؛ ورغم هذا التقدم المحرز، إلا أن عملية انتقال الطاقة لا تزال دون التوقعات المطلوبة، إذ تشير أبحاث "آيرينا" المتعلقة بتحولات الطاقة العالمية إلى أن نشر مصادر الطاقة المتجددة يجب أن يصل إلى 1000 جيجاواط سنويًا إذا ما أردنا تحقيق الهدف المنشود بإبقاء درجة الحرارة العالمية أقل من 1.5 درجة مئوية.
وسيركز المشروع المشترك بين "مصدر" و"آيرينا" على تناول التحديات التي تواجهها مناطق عدة على مستوى العالم، وتقف عائقاً دون تلبية احتياجاتها وطموحاتها في مجال الطاقة المتجددة، وسيساهم في تقديم التوصيات ووضع استراتيجيات العمل، بما يتماشى مع أهداف وتطلعات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28).
وكانت مخرجات "حوار بيترسبرج للمناخ" الذي عقد في برلين مؤخراً، قد أكدت أن ثمة إجماعا واضحا على مستوى العالم بشأن تضافر الجهود لتخفيض الانبعاثات العالمية ووضع هدف عالمي بتوسيع نطاق نشر مصادر الطاقة المتجددة.
وتُعد "مصدر" التي تأسست في عام 2006، إحدى شركات الطاقة المتجددة الأسرع نمواً في العالم، حيث تنشط في أكثر من 40 دولة حول العالم، وتستثمر في محفظة مشاريع طاقة متجددة يفوق إجمالي قدرتها الإنتاجية 20 غيغاواط.