تحالف "مصدر" يفوز بمناقصة "نور ميدلت" للطاقة الشمسية الهجينة بالمغرب
المشروع الذي تبلغ قدرته الإنتاجية الإجمالية 800 ميجاوات، أول مشروع محطة هجينة متطورة للطاقة الشمسية في العالم.
أعلنت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة عن ترسية مناقصة تطوير المرحلة الأولى من مشروع محطة "نور ميدلت" الهجينة للطاقة الشمسية على التحالف، الذي يضم كلاً من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" وشركة "إي دي إف رينوبلز"، وشركة "جرين أوف أفريكا"؛ حيث سيتولى الائتلاف مهمة تصميم وصيانة وتمويل المرحلة الأولى من المشروع.
ويعد المشروع الذي تبلغ قدرته الإنتاجية الإجمالية 800 ميجاوات، أول مشروع محطة هجينة متطورة للطاقة الشمسية في العالم تستخدم مزيجاً من الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة وعند استكماله، سينتج المشروع طاقة شمسية يمكن الاستفادة منها خلال النهار حتى بعد خمس ساعات من غروب الشمس؛ حيث ستبلغ كلفة إنتاج الكهرباء وقت الذروة (0.68 درهم مغربي للكيلوات ساعة)، فيما يعتبر رقماً قياسياً عالمياً جديداً في أقل كلفة لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية المركزة.
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر": "تفخر مصدر بأن تكون جزءاً من الائتلاف الذي تم اختياره لتطوير المرحلة الأولى من مشروع محطة "نور ميدلت" الهجينة للطاقة الشمسية؛ حيث ستسخر خبرتها العالمية في مجال تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة لإنجاح هذا المشروع".
وأشاد الرمحي برؤية المملكة المغربية الطموحة في مجال الطاقة المتجددة والتزامها بتطوير مشروع واسع النطاق يستخدم تقنية فريدة من نوعها تجمع بين الطاقة الشمسية وتقنيات التخزين، وهو ما سيحقق مستويات جديدة من كفاءة التكلفة والتشغيل.
وأشار إلى أن هذا المشروع يمثل خطوة أساسية في انتقال الطاقة المتجددة من دورها التقليدي في تلبية الطلب على الطاقة خلال ساعات الذروة، لتصبح مزوداً أساسياً للكهرباء في المستقبل. مؤكداً التزام "مصدر" بالتعاون مع شركائها لتنفيذ مشاريع طاقة متجددة تعتبر الأولى من نوعها عالمياً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشدد الرمحي على التزام "مصدر" بدعم تحقيق أهداف الطاقة طويلة الأجل التي وضعتها المملكة المغربية، وتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز أهمية مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة، والتي توفر مصادر طاقة نظيفة وموثوقة وذات كفاءة عالية من حيث التكلفة.
وأوضح الرمحي أن مشاريع محطات الطاقة الشمسية المركزة أو الطاقة الشمسية الكهروضوئية أو طاقة الرياح باتت الآن أكثر كفاءة من حيث التكلفة مقارنة بالمحطات التي تعتمد على الوقود الأحفوري، وهو ما نلمسه عبر تنامي قطاع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من جهته قال برونو بنساسون، الرئيس التنفيذي لشركة "إي دي اف رينوبلز": "نحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذا الائتلاف الذي سيسهم بدور مهم في تحقيق الأهداف الطموحة للمملكة المغربية المتمثلة في توفير 52% من الكهرباء عبر مصادر طاقة متجددة بحلول عام 2030. ونتوجه في هذه المناسبة بالشكر إلى الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، لاختيارها الائتلاف لتنفيذ هذا المشروع المبتكر".
وتعتبر المرحلة الأولى من مشروع "نور ميدلت" ثالث مشروع يجمع بين شركتي "إي دي إف رينوبلز" و"مصدر"، كما تعد الشركتان جزءاً من شركة (شعاع للطاقة – 2)، وهو مشروع مشترك تقوده هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) ويتولى مهمة تطوير المرحلة الثالثة باستطاعة 800 ميجاوات من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي؛ حيث تم تدشين المشروع الأول منها باستطاعة 200 ميجاوات في أبريل/نيسان 2018.
كما تتعاون الشركتان في تطوير محطة دومة الجندل لطاقة الرياح باستطاعة 400 ميجاوات التي تم الإعلان عنها مؤخراً، وستكون أول محطة لطاقة الرياح في المملكة العربية السعودية والأكبر من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأعلنت "مصدر" العام الماضي عن استكمال تركيب أنظمة شمسية منزلية مبتكرة للطاقة المتجددة خارج الشبكة في المملكة المغربية، والتي ستزود نحو 20 ألف منزل بألواح للطاقة الشمسية وأجهزة منزلية في أكثر من ألف قرية ريفية في المملكة. ويعد مشروع أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية في المغرب نتاج شراكة بين "مصدر" والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
ويقع مشروع محطة "نور ميدلت" الهجينة للطاقة الشمسية على بعد 20 كلم شمال مدينة ميدلت المغربية. ومن المتوقع أن تبدأ أعمال الإنشاءات في أواخر عام 2019، على أن يبدأ تزويد الشبكة بالكهرباء، ابتداء من عام 2022.