صرخة الإليزيه.. "مسيح" تحمل غضب الإيرانيات لماكرون
برسالة واضحة حملتها معها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حطت الناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد الرحال هذا الأسبوع في باريس.
صرخة نسائية إيرانية على عتبة الإليزيه: "توقفوا عن مصافحة رجال الدين الإيرانيين، وأوقفوا التعامل مع طهران".
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، تمثل علي نجاد الوجه الدولي وصوت النساء الغاضبات في إيران، اللاتي يتعرضن للضرب والسجن، وحتى القتل بسبب خلع حجابهن وإظهار شعرهن.
وقالت "علي نجاد" في حوار مع الصحيفة: "أود أن أسأل الرئيس ماكرون إذا كان يريد الوقوف مع أولئك الذين يقتلون الناس، ويأخذون الرهائن، ويضطهدون الشعب، ويحاولون قمع الثورة السلمية، أو إذا كان يريد الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ؟"
وأضافت: "أود منه أن يكف عن التفاوض مع الجمهورية الإسلامية، حتى اليوم الذي يكف فيه النظام عن قتل الناس. أريده أن يستدعي سفراءه، وأن يتصل بحلفائه ويطلب منهم تقليص علاقاتهم الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية، وطرد جميع دبلوماسييهم، ووضع الحرس الثوري على قائمة الإرهابيين".
وتابعت: "لا أطلب من قادة الدول الديمقراطية أن يأتوا وينقذونا. لا أريد منهم إنقاذنا، أريد منهم أن يكفوا عن إنقاذ الجمهورية الإسلامية. هذه الانتفاضة المستمرة مجرد بداية النهاية للجمهورية الإسلامية. نحن بالقرن الحادي والعشرين ومن المقبول لتلك الحكومة قتل الأطفال أو المراهقين أو الطالبات بسبب الرقص، أو لإظهار شعرهن، أو الغناء، أو الرغبة في حياة طبيعية."
واندلعت الموجة الحالية من الاحتجاجات ضد النظام في طهران في سبتمبر/أيلول الماضي بعد وفاة مهسا أميني (22 عاما)، الكردية التي توفيت على أيدي شرطة الأخلاق الإيرانية سيئة السمعة.
ومنذ ذاك الحين، خرجت النساء والفتيات الإيرانيات إلى الشوارع رافعين شعار "امرأة، حياة، حرية"، في تحد صريح للملالي الذين يحكمون إيران. كما حرقن أغطية رؤوسهن، وقصصن شعورهن، وتحدين قوات الأمن المدججة بالسلاح ونشرن مقاطع فيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
والآن ومع وصول الاحتجاجات أسبوعها الثامن بالرغم من القمع، لا تظهر "ثورة المرأة" أي علامة على الانتهاء. وتم اعتقال حوالي 14 ألف محتج، بينهم ألف جهت لهم تهم بارتكاب جرائم، بعضها يعاقب عليه بالإعدام.
واعتبرت "الجارديان" أن علي نجاد (45 عاما)، صحفية وناشطة، شوكة في خاصرة النظام الإيراني، وأولئك ممن تصفهم بـ"رجال الدين الجهلة" الذين يتهمونها بأنها عميلة أجنبية، وحذروا من أن أي شخص سيرسل لها مقاطع فيديو الاحتجاجات، سيواجهون السجن.
وفي إيران، تعرضت والدتها (70 عاما) للتهديد، واعتقل شقيقها. وفي نيويورك، حيث تعيش علي نجاد في منفى منذ عام 2009، اتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أربعة أشخاص التخطيط لاختطافها.
وفي أغسطس/آب، اعتقلت الشرطة رجلا يتسكع حول منزلها في بروكلين، وعثرت على بندقية من طراز AK-47 في سيارته. وتعيش الآن مع زوجها كامبيز فروهر، مراسل سابق بوكالة "بلومبرج" الأمريكية، بمنزلهما الآمن رقم ثمانية. وقال: "إنه ثمانية على الأقل. توقفنا عن العد".
ويقيم الزوجان بندق فاخر خمس نجوم في باريس – بدعوة من الإليزيه – ويبقي حارس أمن عينه على علي نجاد.
وقالت: "عندما تكون الجمهورية الإسلامية في السلطة لا أحد آمن. عندما جاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى منزلي قبل عام وقالوا إن حياتي في خطر، لم أتعامل مع الأمر بجدية. يتلقى الإيرانيون تهديدات بالقتل يوميا. لكنهم أظهروا لي بعض صور من حياتي، وزوجي، وأنا داخل منزلي، بحديقتي حيث كنت أسقي زهور عباد الشمس."
وتابعت: "لست خائفة. أشعر بالذنب عندما أتحدث عن حياتي الشخصية لأن الناس [في إيران] يتعرضون للقتل في الشوارع. حياتي مجرد مثال على وحشية هذا النظام القاتل وهذا لا يتعلق بي فحسب. أنا فقط أوصل صوت النساء والرجال الإيرانيين الشجعان الذين يقولون لا للجمهورية الإسلامية."
وتشعر علي نجاد بالغضب حيال أنه في حين تستفز إيران الغرب، غالبا ما يتلقى عناصر النظام الإيراني العلاج بمشافي أوروبا، ويدرس عدد من أطفالهم ويعيشون حياة فاخرة بالولايات المتحدة.
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg جزيرة ام اند امز