المسموطة.. أكلة من "زمن الأجداد" تزين موائد العراقيين في العيد
يُعتقد أن وصفة "المسموطة" ترجع إلى العهود الأولى من حضارة ما بين النهرين القديمة في منطقة الأهوار في جنوب العراق.
وتعتمد هذه الوصفة على تجفيف السمك المملح لمدة عشرة أيام قبل طهيه كحساء.
والمكونات مهمة في هذه الوصفة التي تصنع بأنواع مختلفة من الأسماك.
وملح البحر الخشن مكون أساسي حسب قول سعيد فاضل، الخبير في عمل المسموطة، وهو يتفقد الأسماك المعلقة لتجف في خلفية منصة البيع الخاصة به في أحد أسواق مدينة البصرة العراقية.
وقال فاضل: "ملح البحر هو اللي يخليها كاملة، ويبقي لحمتها كما هي".
ويقول حمزة (40 عاماً) وهو بائع آخر للمسموطة في البصرة: "والله صار لها مئات السنين من أيام الأهوار، يعني من زمن أجداد أجدادي، متعودين عليها، يعني أكلة قديمة مو (ليست) جديدة".
ومن المرجح أن تكون وصفة المسموطة تغيرت على مر القرون وحسب المناطق، إذ تعد هذه الأيام باستخدام أنواع معينة من البهار ومنها الكاري الذي جلبه تجار هنود أقاموا سوقاً للبهارات في البصرة بعد الحرب العالمية الأولى.
وعادة ما تؤكل المسموطة في أول أيام عيد الفطر ويقول فاضل: "يقبل الناس على إعداد المسموطة في أول أيام العيد لتعويض الأملاح التي فقدوها في شهر الصيام".
وتابع: "نغسلها وبعدين نملّحها ثم نضع الكاري وملح البحر، اللي يخليها كاملة".
ولا تؤكل المسموطة في المنازل فحسب، بل يعد اجتماع الناس حول حساء المسموطة مناسبة اجتماعية وطقساً من طقوس عيد الفطر.
وقال الحاج صادق وهو يتذوق أول ملعقة من الحساء وهو جالس إلى الطاولة على الأرض في بيت عبد الله الذي يستضيفهم كل عام في صباح اليوم الأول لعيد الفطر على إفطار المسموطة: "متعودين كل سنة نيجي على بيت أبو علي بعد صلاة العيد، ومو (ليس) بيت أبو علي بس، هناك أكثر من 50 أو 60 بيت متجمعين على المسموطة".