إيرانيات شاهدات على مجزرة الـ30 ألفا يتذكرن جرائم الملالي
مناضلات إيرانيات يتذكرن عندما كن أطفالاً في سجون نظام الملالي، نهاية أفراد عائلاتهن بالقتل والإعدام، بمجزرة الـ30 ألفاً عام 1988.
من باريس إلى لندن وبرلين، كانت الذكريات المؤلمة لمناضلات شابات إيرانيات، تذكرن عندما كن أطفالاً في سجون نظام الملالي نهاية أفراد عائلاتهن بالقتل والإعدام، بمجزرة الـ30 ألفاً التي تمت عام 1988.
جاءت الذكريات من خلال التجمعات القائمة بعواصم أوروبية، مساء السبت، ضمن المؤتمر الموسع للمعارضة الإيرانية، لإحياء الذكرى السنوية الـ30 لمجزرة عام 1988، تحت عنوان "جذور الانتفاضة العارمة والآفاق"، من العاصمة الفرنسية باريس
ضحايا فتاوى الملالي
فريدة بودرزي التي ولدت في سجون الخميني بعد استشهاد والديها، تحدثت من تجمع الإيرانيين بساحة برندنبورغ في برلين.
وقالت بودرزي: "أنا شاهده على السيف الدامي لمجزرة عام 1988، بعد استشهاد شقيقيّ، ورغم الدعاية التي أطلقها المجرمون الحاكمون لهذه المجزرة، فقبل هذه العملية كان قد تم تصنيف السياسيين في السجون، وفي سجن (همدان) توقفت جميع اللقاءات، وجميع السجناء المناصرين لمجاهدي خلق تم تجميعهم".
وتابعت: "تم تغمية الأعين، فلم يعرف أحد مصير الأخ، وكل يوم كنا ننتظر عودة السجناء النزلاء الذين تم نقلهم، لكن بدلاً من ذلك، كان الجلادون يقومون بتسليم ملابس الشهداء إلى ذويهم خلال الزيارة، فكانت الأمهات يُغمى عليهن بعد معرفة قتل فلذات أكبادهن".
وأضافت شاهدة العيان على مجزرة نظام الملالي: "نحن أهالي الشهداء لن نسكت إلا بعد معاقبة الجزارين، وخامئني وروحاني سيتلقون الإجابة من معاقل الثورة والانتفاضة، وليعلم العالم أن جيش التحرير الوطني لن يتراجع".
الشهداء رمز لجيل يهتف "الموت للديكتاتور"
من لندن قالت إحدى أفراد عوائل الأسر التي تم إعدامهم بسجون الملالي، والتي كانت شاهدة على مقتل أفراد أسرتها، وهي نغمة رجبي، إن أهالي الشهداء يطالبون باعتقال المجرمين المسؤولين عن هذه المجازر.
وقالت رجبي: "الآن بعد 30 عاماً، تحول الشهداء إلى رمز لجيل يهتفون في الشوارع بالموت للديكتاتور، ولذلك يجب التسريع من البديل الديمقراطي للملالي لإيقاف عمليات الإعدام."
وأكدت أن نظام الملالي أمام الانتفاضة يتخبط، ويريد القضاء على البديل الديمقراطي، بتشوية مجاهدي خلق، ولكن الجمعيات الحقوقية في إنجلترا ستستمر في حملاتها بالبرلمان البريطاني.
جريمة ضد الإنسانية
بدورها قالت الناشطة الإيرانية فرزانه مجيدي، والتي قضت طفولتها بالسجن: هذا النظام أعدم 5 من أفراد عائلتي، والآن مر 30 عاماً على هذه الجرائم التي نُفذت بدم بارد، دون محاسبة هؤلاء المجرمين.
وطالبت مجيدي الجهات الدولية والحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي، بوضع هذه المجزرة الكبرى، على أنها جريمة ضد الإنسانية، والتعامل على هذا الأساس.
ومن نقطة الانطلاق بباريس، يمتد الملتقى التفاعلي الذي ينظمه أعضاء الجاليات الإيرانية المعارضون، عبر الفيديو، إلى نحو 20 عاصمة ومدينة رئيسية بأوروبا وأمريكا الشمالية.
وتتضمن لائحة الاتهام في تلك المجزرة التي وقعت أحداثها عام 1988 العشرات من المسؤولين الإيرانيين البارزين السابقين والحاليين، وعلى رأسهم مرشد إيران الحالي علي خامنئي.