توماس ماسي.. هل تهدد «النيران الصديقة» رئيس «النواب» الأمريكي؟
قبل نحو 6 أشهر، أطاح مجلس النواب الأمريكي للمرة الأولى في تاريخه برئيسه الجمهوري كيفن مكارثي ويبدو أن الأمر سيتكرر مرة أخرى الآن.
ورغم أن رئيس المجلس، الجمهوري مايك جونسون، حظي بقدر من الطمأنينة منذ أيام قليلة حيث بدت جهود النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين للإطاحة به سخيفة وغير محتملة كما أنها فقدت شعبيتها لدى تجمع الحرية اليميني المتطرف.
بالإضافة إلى ذلك، جاء الدعم الأكبر لجونسون من الرئيس السابق دونالد ترامب الذي قال يوم الجمعة الماضي إنه يقف بجانب رئيس مجلس النواب مما أعطاه شريان الحياة وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
إلا أن النائب الجمهوري توماس ماسي قلب الأمور رأسا على عقب حينما أعلن التوقيع على اقتراح جرين بإقالة جونسون، ردا على اقتراح رئيس مجلس النواب تمويل المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان دون أي شروط تتعلق بأمن الحدود.
وبعد دعم ماسي، تحتاج غرين إلى صوت واحد في الأغلبية الجمهورية الضيقة (مقعدان فقط) للإطاحة بجونسون وذلك ما لم يهب الديمقراطيون لإنقاذه إذا طرح مشروع قانون لتمويل أوكرانيا وإسرائيل وتايوان للتصويت.
وفي الوقت الذي يرفض فيه الجمهوريون اقتراح الإطاحة بجونسون بسبب قلق ترامب من فوضى الحزب قبل 6 أشهر من الانتخابات الرئاسية، فإن ماسي محصن بشكل ما ضد ضغوط الرئيس السابق.
وتوماس ماسي ليس قريبا من ترامب بشكل خاص ولا يهتم كثيرا بما يفكر فيه الرئيس السابق الذي لا يؤثر في تصرفات أو تصويت النائب الجمهوري.
وبالتالي فإن دعوة ترامب لعدم الإطاحة بجونسون لن تنعكس بشكل كبير على تصويت ماسي الذي يُنظر إليه وإلى غرين باعتبارهما من "الغرباء" داخل المجلس.
وماسي، هو نائب ليبرالي يعارض جميع مشاريع قانون الإنفاق الحكومي تقريبًا، وهو واحد من عدد قليل من الجمهوريين الذين لم ينضموا إلى أي تيار فكان محاربًا وحيدًا سعيدًا يحذر زملائه من ارتفاع الديون.
أما غرين فهي مثيرة للجدل وكان هدفها مناهضة المؤسسة والترويج لترامب، وتعرضت للطرد من اللجان من قبل الديمقراطيين كما تجنبها الجمهوريون.
لكن رئيس المجلس السابق كيفين مكارثي عرف أنه بحاجة إليهما للبقاء في منصبه وإصدار التشريعات فأعطى ماسي مكانا في لجنة القواعد واستخدم غرين كمستشار غير رسمي وبالتالي دافع النائبان عن مكارثي خلال عملية الإطاحة به.
وعلى النقيض من مكارثي، فشل جونسون في بناء علاقة قوية معهما والآن يمكن أن يقود النائبان عملية الإطاحة به.
وقال ماسي إن اقتراح إخلاء منصب رئيس المجلس "سيحدث" وتوقع أن يدعمه أكثر من 8 جمهوريين، مما يجعله أكثر شعبية من الجهود التي بذلها النائب الجمهوري مات جايتز للإطاحة بمكارثي.
وإذا سارع الديمقراطيون إلى مساعدة جونسون، فإنه سيخسر المزيد من الجمهوريين حسبما توقع ماسي.
وقال أحد المساعدين الجمهوريين، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته "لا يمكن للجمهوريين في عام انتخابي القول إنهم صوتوا مع الديمقراطيين لإنقاذ رئيس المجلس".
لكن سلوك ماسي لا يثير إعجاب كل الجمهوريين حيث اعتبر النائب الجمهوري دان مويزر أن جهود الإطاحة بجونسون "خطأ كبير".
ورغم عدم وجود صورة واضحة عن النائب الذي يحظى بالدعم الكافي لتولي مطرقة النواب خلفا لجونسون إلا أن العمل بدأ خلف الكواليس استعدادا لمرحلة خلو المنصب.
وأعرب النائب الجمهوري تروي إي. نيلس وهو عضو في تجمع الحرية اليميني بالمجلس النواب، عن قلق العديد من المحافظين بشأن من يتولى المنصب إذا جرى إقصاء جونسون.
لكن ماسي يصر على وجود "عشرات الأشخاص الذين يعتقدون أنهم جيدون في هذه الوظيفة" إلا أنه لم يذكر أسماء.