البحار تفقد ألوانها المبهجة.. «ابيضاض المرجان» يتفاقم بفعل التغير المناخي
حذرت وكالة حكومية أمريكية من أن الموجة الضخمة من ابيضاض المرجان والناجمة عن درجات حرارة المحيطات القياسية، مستمرة في التوسع والتفاقم.
وكانت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أعلنت في منتصف أبريل/نيسان الماضي، أن العالم يشهد موجة جديدة ضخمة من ابيضاض المرجان، هي الرابعة منذ عام 1998.
وقد تمّ تأكيد هذه الظاهرة التي تهدّد الشعاب المرجانية، في 62 دولة وإقليماً، في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.
وقال ديريك مانزيلو من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، في مؤتمر صحفي: "أنا قلق جداً على الشعاب المرجانية في العالم".
- بالأرقام.. اقتصاد العالم يتنفس نموا بعد سنوات عجاف
- نمو هائل في حجم التجارة الإلكترونية بالإمارات.. 27.5 مليار درهم في 2023
وأشار إلى أنه منذ الإعلان عن هذه الموجة الجديدة قبل شهر: "أبلغت تسع دول وأقاليم عن ابيضاض شديد للشعاب المرجانية فيها، بينها الهند وسريلانكا"، وهو "ما يؤشّر إلى أنّ هذه الظاهرة تتفاقم من حيث الحجم والتأثير".
وتأثر ما لا يقل عن 60,5% من الشعاب المرجانية في العالم بسبب الإجهاد الحراري خلال الأشهر الـ12 الفائتة، وهو رقم قياسي على أساس سنوي، بحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
وأشار مانزيلو إلى أنّ ظاهرة الابيضاض العالمية السابقة، والتي سُجّلت بين عامي 2014 و2017، تبقى الأسوأ من ناحية التأثير التراكمي والمدة، أقلّه حتى الوقت الراهن.
ومن المتوقع، أن تستمر الموجة الحالية وتنتشر إلى مناطق جديدة خلال فصل الصيف. وبدأت منطقة البحر الكاريبي تحديداً تشهد اختزاناً للحرارة، في وقت مبكر جداً من العام.
وبدأ الحاجز المرجاني العظيم في شمال شرق أستراليا يتأثر. وفي محاولة لحماية الشعاب المرجانية، مُنع خلال الأسبوع الفائت الوصول إلى جزيرة بلينغ في تايلاند ومتنزه جزيرة فوكيت الوطني الساحلي.
درجات حرارة قياسية
وشدد مانزيلو على أن هذه الظاهرة "لا تحدث من دون التغير المناخي".
وتسجل المحيطات درجات حرارة قياسية منذ أشهر، وكان الشهر الفائت هو أكثر "أبريل" حرّاً في البحار، مما يمثل الشهر الثالث عشر على التوالي من الأرقام القياسية الشهرية.
وأكد مانزيلو أن اختزان الحرارة "كان حادّاً بشكل غير مسبوق في المحيط الأطلسي".
وأشار إلى أن فهم مدى تأثير موجة الابيضاض هذه على الشعاب المرجانية سيستغرق وقتا. ففي منطقة البحر الكاريبي مثلا، قد تنفق الشعاب المرجانية التي تنجو من الحرّ خلال عام أو عامين "بسبب الأمراض أو تكاثر الكائنات المفترسة".
وكان 2023 العام الأكثر حرّاً على الإطلاق، في نتيجة مدفوعة بالتغير المناخي الذي تفاقم بسبب ظاهرة "النينيو" الدورية.
ومن المتوقع، حدوث الظاهرة المعاكسة "النينيا"، بحلول الصيف أو الخريف، وفق عالم الأرصاد الجوية في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي دان كولينز.
وقال مانزيلو: "آمل أن تبدأ نسبة الشعاب المرجانية المتضررة بالانخفاض عندما تبدأ ظاهرة النينيا بالفعل".
وبحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ثمة احتمال بنسبة 61% أن يتجاوز 2024 العام الفائت ويصبح العام الأكثر حرّاً على الإطلاق.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز