بالصور .. مدينة مطماطة.. هوليوود تونس "تحت الأرض"
قيل عنها "هوليوود تونس"، و"مدينة الكهوف"، و"مدينة تحت الأرض".. هي مدينة مطماطة، جنوب شرقي تونس.
قيل عنها "هوليود تونس"، و"مدينة الكهوف"، و"مدينة تحت الأرض".. هي مدينة مطماطة، جنوب شرقي تونس، تبعد عن العاصمة نحو 430 كيلومترًا، وتقع ضمن سلسلة "جبال مطماطة" الممتدّة جهة الجنوب الشرقي لتونس.
انتقلت مندوب بوابة "العين" الإخبارية، إلى مطماطة، لنقل صورة حيّة وصادقة، عن مدينة غالبية سكانها في بيوت محفورة في الأرض، أو بالأدق عبارة عن حفر وكهوف، دافئة شتاءً، ورطبة في الصيف.
"أَثْوَبْ".. أرض السعادة والهناء
قال دليلنا إلى مطماطة، وهو أحد سكّان مطماطة، الطيب تاوجّوتي: "مطماطة، يطلق عليها "أَثْوَبْ"، وهي كلمة أمازيغيّة تعني أرض السعادة والهناء، وقيل تمّت تسميتها على اسم قبيلة أمازيغية قديمة، لم تستطع أن تقاوم جحافل بني هلال، فهاجر أهلها إلى هذه المنطقة الجبلية الوعرة".
وأضاف تاوجّوتي، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية: "حفروا بيوتهم في باطنها هذه الأرض الوعرة، لحمايتهم من الغزوات، ولتخزين الحبوب، وحتى يتأقلموا مع المناخ الحارّ الذي يميّز منطقة الجنوب"، مشيرًا إلى أنّ البيت المحفور يتضمّن غرفًا محفورة في صحن دائري الشكل، وسقيفة هي عبارة عن مدخل المنزل، ومدهونة باللون الأبيض.
وأكد تاوجّوتي أنّ بعضًا من سكان مطماطة خيّروا النزول من المناطق العالية، في الجبال، والاستقرار في مطماطة الجديدة، على سفح الجبل، وشيّدوا بيوتًا حديثة، وأوضح أنّ متساكني المنطقة يمارسون العمل في القطاع الفلاحي، وتربية الماشية، وبعض المهن التقليدية، بينما أقبل الشباب على الاشتغال بالقطاع السياحي.
هوليوود تونس
أمام خصوصية وشكل البيوت المحفورة تحت الأرض في مطاطة، فقد غزت شهرة المدينة العالم منذ نحو نصف قرن؛ حيث كانت في العام 1970 مسرحًا لتصوير فيلم "حرب النجوم" للمخرج الأمريكي جورج لوكاس، في هذه البيوت المحفورة في الأرض، وهو ما زاد في شهرتها، ومنحها بعدًا سياحيًّا كبيرًا، حتى أصبحت قبلة المخرجين العالميين، فاختارها المخرج الإيطالي غيدو كيازا لتصوير فيلم "مريم العذراء"، ثم المخرج الفرنسي جان جاك أنّو لتصوير فيلم "العطش الأسود"، إلى جانب عديد الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية.. هذه الأفلام السينمائية ذات الشهرة العالمية جعلت من مدينة مطماطة قبلة السيّاح من جميع دول العالم ليكتشفوا جمال مدينة الكهوف، وإبداع ساكنيها في حفر بيوتهم بأيديهم.
توظيف سياحيّ
هذه الشهرة، وهذا الإقبال السياحي الكبير جعل القائمين على القطاع السياحي في تونس يخلقون بها عديد المشاريع السياحية، فتعدّدت النزل السياحية التي عملت على استغلال تراث وتقاليد الأمازيغ، السكان الأصليين، ووظفوا ذلك في شكل متاحف، داخل النزل، جمعوا فيها كل ما يحتاجه الأمازيغي في بيته، وعمله، وفي جميع جوانب حياته.
وتحدث تاوجّوتي، عن تراث الأمازيغ وعاداتهم، وطرق حياتهم، وأسباب حفر بيوتهم تحت الأرض، مؤكدًا أنّ الأمازيغ هم السكان الأصليون لهذه المناطق، الذين حفروا هذه البيوت، لحمايتهم من غزوات الأعداء، خاصة أنّ هذه الغرف تتميز بدفئها شتاءً، وبرودتها صيفًا، مشيرًا إلى أنّ المنطقة يزورها السيّاح، والمخرجون السينمائيون حيث تمّ تصوير عديد الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، وزادت شهرة مطماطة التي خيّر أهلها المحافظة على تراث وتقاليد أجدادهم من خلال بقائهم للعيش فيها، بعيدًا عن المدينة الجديدة، المنتصبة في سهل قريب.