حرب خاصة هو عنوان الفيلم الروائي الطويل عن مذابح الصحفيين وداعش بعد فيلم مدينة أشباح للمخرج نفسه
شجع نجاح الفيلم الوثائقي "مدينة أشباح" المرشح لأحد جوائز الأوسكار مخرجه الأمريكي ماثيو هاينمان على تكرار فكرته التي تصور ما يتعرض له الصحفيون من متاعب أثناء بحثهم عن الحقيقة، ولكن هذه المرة في فيلم روائي طويل بعنوان"حرب خاصة" .
وكشفت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عن الفيلم الجديد الأحد معلنة أنه صور في الأردن ضمن خمسة بلدان مختلفة هي سوريا وأفغانستان وسريلانكا وليبيا والعراق ، لافتة أن المخرج صوّر مشاهد فيلمه لمدة 19 يومًا في سبع مناطق مختلفة بالأردن.
وبحسب الهيئة اختار المخرج هذه المرة الأسلوب الروائي ليحكي قصة مراسلة الحرب الأمريكية ماري كولفين تؤديها الممثلة البريطانية روزاماند بايك، وهي صحفية متخصصة في قضايا الشرق الأوسط، غطّت الصراعات في الشيشان وكوسوفو وسيراليون وزيمبابوي وسريلانكا وشرق تيمور، وسبق وعملت لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية منذ 1985 إلى أن قُتلت أثناء تغطيتها الحصار المفروض على حمص في سوريا في 2012، في حين يلعب الممثل الإيرلندي جيمي دورنان، دور مُصوّر الحرب الفوتوغرافي، وهو من الشخصيات الرئيسية في الفيلم.
ونوه البيان بمشاركة 195 فردا من الطاقم الأردني في فيلم "حرب خاصة" إلى جانب الطاقم الأجنبي، كما قدمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام خدمات إنتاج شاملة تتمثل بتسهيل تصوير هذا الفيلم من خلال إصدار تصاريح التصوير والمساعدة في التخليص الجمركي والتنسيق مع الجهات المعنية للإجراءات اللوجستية.
وناقش مخرج فيلم "مدينة أشباح" الذي رشح ضمن القائمة القصيرة للأفلام الوثائقية المرشحة لجوائز الأوسكار، الحرب الأهلية التي تدور رحاها في سوريا، حيث يخاطر أعضاء مجموعة "الرقة تذبح بصمت" البطولية- التي تتألف من عدد من الصحفيين- بحياتهم لتسجيل الأعمال الوحشية التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي، حيث يركز الفيلم الوثائقي على أعضاء "الرقة تذبح بصمت" الذين يتم قتلهم.
وأشار المخرج الأمريكي إلى أن هؤلاء الصحفيين أثاروا غضب التنظيم الإرهابي، بعد أن دحضوا وكذبوا الأسطورة التي روج لها داعش والتي مفادها أن الرقة- عاصمة داعش المزعومة- ستكون الجنة على الأرض، فقد قام الصحفيون بتصوير فيديو يوضح كيف أصبحت مكانًا بشعًا، حيث تنتشر عمليات الإعدام العلنية.
وشدد هاينمان على أنه من الخطأ الاعتقاد أنه تمت هزيمة داعش كليًا، لأنه فكرة لا يمكن القضاء عليها عسكريا فقط، ملمحًا إلى أن الفيلم يطرح سؤالا مفاده كيف للمجتمع الدولي والمواطنين والحكومات والصحفيين أن يواجهوا تلك الفكرة المتطرفة، منوهًا بأن الفيلم يحمل نظرة تقدير واحترام للصحافة ولمجموعة من الناس يحاربون من أجل إظهار الحقيقة في زمن يتم فيه لي الحقائق .
وكان العرض العالمي الأول لـ"مدينة أشباح" في مهرجان "صندانس" للأفلام في العام 2017، ليشارك بعدها بعشرات المهرجانات العالمية منها مهرجان "هوت دوكس وترايبيكا"، كما أنه حاز على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان "شيفيلد" الدولي للأفلام الوثائقية، وجائزة جمهور بوليتيكن في مهرجان "كوبنهاغن" للأفلام الوثائقية، بالإضافة إلى جائزة "القلب الفضي" في مهرجان "دالاس" السينمائي الدولي.
ونال العمل جائزة الجمهور في "غالواي" لأفضل فيلم عن حقوق الإنسان، وجائزة "الروح من أجل الحرية" لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان "القدس" للأفلام، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لإخراج فيلم وثائقي طويل في مهرجان "مونتكلير" السينمائي، وجائزة "فريتز جيرليتش" في مهرجان "ميونخ" السينمائي، وجائزة المؤسسين لصحافة المواطنين في مهرجان "مدينة ترافيرز" السينمائي، وجائزة الشجاعة تحت النار من الجمعية الوثائقية الدولية.
وكانت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، قد سبق وعرضت الفيلم الوثائقي منذ عدة أشهر بالأردن بحضور مخرجه ماثيو هاينمان وتمت بعدها إقامة ندوة لمناقشته مع الجمهور .