موريتانيا في أسبوع.. بدء حملة الانتخابات وسط انشقاقات الإخوان
تواصل الانشقاقات في صفوف الإخوان باستقالة مدير الرياضة السابق بوزارة الشباب سيدي أحمد ولد الحسين وعضو مجلس شورى الإخوان السعد أوفى
سجلت الأيام السبع الماضية مجموعة من الأحداث الساخنة في موريتانيا، تصدرها انطلاق الحملة الدعائية الممهدة للانتخابات الرئاسية في البلاد، بمشاركة 6 مرشحين، ودعوة الرئيس الموريتاني لانتخابات رئاسية مسؤولة و"بعيدة عن خطاب التفرقة".
- دعما لـ"الغزواني".. الانشقاقات تضرب إخوان موريتانيا
- أسبوع موريتانيا.. عودة "الددو" تفضح الإخوان واستعدادات للرئاسة
كما شهد تواصل نزيف الانشقاقات في صفوف الإخوان باستقالة قيادين بارزين؛ هما مدير الرياضة السابق في وزارة الشباب، وعضو مجلس شورى حزب الجماعة، على التوالي: سيدي أحمد ولد الحسين، والسعد أوفى، اللذين استقالا قبل انطلاق حملة الرئاسيات التي دعم خلالها الإخوان المرشح ولد بوبكر.
وخلال الفترة نفسها، تم تعيين المفوض الإقليمي محمد فال ولد الطالب، مديرا عاما مساعدا للأمن الوطني، وفق ما جاء في مرسوم رئاسي.
كما أصدرت رئاسة الجمهورية مرسوما رئاسيا آخر يتضمن العفو عن 109 سجناء بمناسبة عيد الفطر.
وأصدرت 30 منظمة حقوقية دولية، بينها منظمة العفو الدولية، خلال الأسبوع المنصرم، نداء إلى مرشحي رئاسة موريتانيا يحث على تعزيز مبادئ حقوق الإنسان في برامجهم الانتخابية.
انطلاق الحملة الانتخابية
وخلال أولى ساعات فجر الجمعة، تنطلق الحملة الدعائية الممهدة للانتخابات الرئاسية التي تمثل محطة مفصلية وحاسمة في التاريخ السياسي الموريتاني؛ حيث يتنافس 6 مرشحين ليس من بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز.
وتستمر الحملة الانتخابية على مدى 14 يوما وتختتم بيوم للصمت الانتخابي يسبق الاقتراع الرئاسي المزمع إجراؤه في الـ22 من شهر يونيو/حزيران الجاري.
وأطلق مرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني، أوفر المرشحين حظا، حملته من مدينة نواذيبو (460 شمال البلاد) وعاصمة البلاد الاقتصادية، بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في مؤشر على دعم الحزب الحاكم والأغلبية ووقوفها خلفه.
كما يطلق المرشح سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من تحالف يضم الإخوان الإرهابية ورموز وشخصيات الأنظمة السابقة حملة من نواكشوط، التي تنطلق منها حملات بقية المرشحين باستثناء المرشح بيرام ولد الداه ولد أعبيد الذي يفتتح حملته من مدينة "النعمة" (1200 كلم) أقصى شرق البلاد.
ودعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الموريتانيين "إلى خوض تنافس مسؤول في الانتخابات الرئاسية، في جو من التسامح، بعيدا عن خطابات التعصب والتفرقة"، على حد تعبيره.
وطالب الرئيس ولد عبدالعزيز، خلال خطاب بمناسبة عيد الفطر المبارك، ليل الإثنين، الموريتانيين باعتبار الاستحقاقات فرصة للبرهنة، من جديد، على حسهم الوطني والديمقراطي، ونضجهم الفكري والسياسي.
تمزق الإخوان
وأعلن اثنان من قيادات حزب إخوان موريتانيا "تواصل"، وهما أوفى ولد السعد، وسيدي أحمد ولد الحسين، الخميس، انشقاقهما عن التنظيم في رسالتين منفصلتين، ليلتحقا بركب العشرات من القيادات السابقة التي دعمت مرشح الأغلبية لرئاسيات موريتانيا محمد ولد الغزواني.
من جانبه، أكد مدير الرياضة السابق بوزارة الشباب الموريتانية والقيادي الإخواني المنشق أحمد ولد الحسين، في رسالة انشقاقه، دعمه لمرشح الأغلبية للرئاسيات الموريتانية محمد ولد الغزواني على رأس كتلته السياسية الداعمة انتخابيا في السابق للتنظيم في المناطق الشمالية بالبلاد.
أما القيادي السعد أوفى، المنشق أيضا عن التنظيم فهو عضو مجلس شورى حزب "تواصل"، وعضو أمانته المكلفة بالعلاقات الخارجية، كما شغل في السابق عضو المكتب التنفيذي للحزب.
وجاء انشقاق القياديين، قبل ساعات من انطلاق الحملة الدعائية الممهدة للانتخابات الرئاسية، التي افتتحت، مساء الخميس، ما يعمق أزمة التنظيم الذي يواجه أزمة انشقاقات أعقبت دعمه لمرشح الرئاسيات الوزير الأول الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر.
الكاتب الموريتاني أبوبكر الطيب أدرج الاستقالات والإنشاءات التي يواجهها التنظيم في إطار أزماته التي تأتي بسبب انكشافه واستخدامه للدين في الأجندات السياسية التخريبية، على حد وصفه.
أما الكاتب والباحث التراد ولد أحمد فاستعرض التخبط الذي يواجهه التنظيم وأزمة الثقة بينه حاليا والمرشح الرئاسي ولد بوبكر، الذي أعلن التنظيم دعمه في رئاسيات يونيو 2019.
وتلقى التنظيم أيضا ضربات على يد المرشح ولد بوبكر الذي لم يعد يثق بالإخوان حتى وهم أقرب الناس إليه، مثلما ظهر في إقصاء قيادات إخوانية من الإدارات المركزية في حملته، واستعانته بشخصيات نظام الرئيس الأسبق ولد الطايع.
"تعهدات" مرشح الأغلبية
وكان مرشح الأغلبية لرئاسيات موريتانيا قد نظم، الأحد الماضي، مؤتمرا صحفيا كشف خلاله عن برنامجه الانتخابي الذي حمل عنوان "تعهداتي" وشدد في بعض محاوره وفقراته على محاربة فكر التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى مواجهة الفقر وتحقيق التنمية.
كما تعهد المرشح ولد الغزواني في البرنامج المطول بالعمل على "إنشاء مؤسسات قادرة على إدارة حوار سياسي دائم حول الرهانات الكبرى" في البلاد، وكذلك "تهدئة الساحة السياسية حتى يبقى الخلاف على مستوى الأفكار" وفق نص البرنامج.
الكاتب والباحث محمد محمود ولد أحمد اعتبر أن البرنامج الانتخابي للمرشح محمد ولد الغزواني، يلامس "هموم المواطنين ويقرأ طموحات الشعب الموريتاني الكبيرة، وسعيه الحثيث نحو مستقبل أفضل".
وأكد ولد أحمد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذه التعهدات "تبتعد عن المبالغة، وترسم الأمل والبسمة لاستكمال مسيرة شعب يمضي قدما إلى الأمام"، واصفا إياها بأنها "تعهدات قائد سياسي خبير بالملفات الكبرى للبلد جمع كارزما التجربة العسكرية مع تواضع الأخلاق الصوفية".
أما الباحث إسحاق الكنتي، المستشار السابق في الرئاسة والأمين العام المساعد للحكومة، فاعتبر أن هذا البرنامج "مشروع مجتمع تتعزز فيه القواعد الراسخة لبناء دولة حديثة تحتل المكانة اللائقة بها بين الأمم، وتحتفظ للمجتمع بفيض روحاني متجذر في منظومة قيمنا الإسلامية"، على حد تعبيره.
وخلص الدكتور إسحاق إلى أن هذا البرنامج ليس مذكرة دعاية انتخابية غايتها جلب الناخبين بوعود سينسونها، وإنما هو برنامج عمل لمأمورية كاملة يهدف إلى تقديم "أجوبة ملموسة لمشاكل محسوسة".
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز