انتخابات موريتانيا.. الأجندة الوطنية في مواجهة "الإخوان" الإرهابية
حزب "التواصل" الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا يسعى لانتزاع أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل.
تكتسب الانتخابات التشريعية والمحلية الموريتانية طابعا حاسما سواء للسلطة أو المعارضة التي قررت المشاركة هذه المرة، بعد غياب دام 12 سنة منذ انتخابات 2006، إلى جانب كونها تنظم قبل شهور قليلة فقط من الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان/أبريل 2019.
وشارك الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في الحملة الانتخابية بصفة مكثفة، وقام بزيارة مدن وبلدات موريتانية عدة باسم حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم.
وقال ولد عبد العزيز خلال التجمع الانتخابي الذي نظمه حزبه، السبت الماضي، بمدينة روصو جنوب البلاد، إن "الذين يطالبون بمأمورية ثالثة ملزمون بالتصويت الكثيف لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية؛ لكي يتحصل على أغلبية برلمانية مريحة يستطيع من خلالها تمرير التعديلات ومشاريع القوانين الضرورية لذلك".
ودعا الرئيس إلى تصويت كثيف لحزبه "الاتحاد من أجل الجمهورية"، لمواصلة ما سماها الإنجازات العظيمة وللتصدي لسوء الإدارة، واصفاً قادة المعارضة بأنهم "لصوص ومثيرو شغب".
في الوقت نفسه، حذر الرئيس الموريتاني الشعب من الأحزاب المتطرفة، التي تتشدق بالإسلام، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أن هذه الأحزاب كانت وراء تدمير بلدان عربية.
وأوضح ولد عبدالعزيز، في ختام حملة الحزب أمس الخميس: "إحساسي أن البلد في خطر هو ما دفعني للانخراط في الحملة الانتخابية، فبعض الأحزاب المرشحة، وبعض الأشخاص المرشحين من الضروري أن يأتي الجميع وأن يقفوا وقفة رجل واحد لسد الباب أمامهم".
وشدد الرئيس الموريتاني على ضرورة احترام الدين، لا استخدامه من أجل الوصول إلى السلطة، معتبراً أن هذا النهج "يسيء للإسلام".
وكانت موريتانيا من أولى الدول التي تجاوبت مع مطالب الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب وقطعت علاقتها مع قطر في يونيو/حزيران من العام الماضي.
حزب "تواصل".. ذراع الإخوان الإرهابية في موريتانيا
جاءت تصريحات الرئيس ولد عبدالعزيز في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا بقيادة محمد محمود ولد سيدي، الذي يسعي لانتزاع أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل بعدما كان حاضراً بـ16 نائباً في البرلمان السابق.
ويدخل حزب "تواصل" هذه الانتخابات ضمن "التحالف من أجل التناوب الديمقراطي"، الذي يضم 10 من أحزاب المعارضة الموريتانية، ومن بينها "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" وحزب "اتحاد قوى التقدم"، وحزب "الاتحاد والتغيير الموريتاني".
ووفقاً لبيانات الحزب، فقد تأسس في 3 أغسطس/آب عام 2007، ويبلغ عدد أنصاره نحو 100 ألف شخص، فيما يتبع فكر جماعة الإخوان الإرهابية متأثراً بأفكار حسن البنا وسيد قطب، ويعمل على الوصول للسلطة.
وظهر فكر جماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا بمنتصف السبعينيات مع تأسيس حركة الإصلاحيين الوسطيين، وكانت الجماعة الإسلامية هي أول تنظيم للتيار في موريتانيا، وتطورت أوضاع الإخوان حتى وصلوا لتأسيس تنظيم "حاسم" في 1990، ثم حزب "الأمة" وأخيراً حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل".
ويقود الحزب المعارضة الموريتانية من أجل الوصول إلى مرشح رئاسي لمنافسة الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها 2019.
ووجهت موريتانيا ضربة قوية لجماعة الإخوان الإرهابية بقرار إغلاق جمعية "المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم" التي تم إنشاؤها في 21 يناير/ كانون الثاني 2008، وظل التنظيم يستخدمها لتحقيق مصالحه السياسية.
سياسة تصدير الأزمات
كالعادة، دأب "إخوان موريتانيا" على تصدير الأزمات لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والسير بسياسة "المعارضة لمجرد المعارضة" وتغذية الأزمات في الشارع الموريتاني.
وقاد حزب "تواصل" حملة المعارضة الموريتانية لرفض التعديلات الدستورية في أغسطس/آب الماضي، إلا أن نتائج الاستفتاء شكلت صفعة حادة جديدة على وجه الإخوان بموافقة أغلبية الشعب الموريتاني على التعديلات الدستورية.
ورغم الموقف الرسمي للحكومة الموريتانية حول جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، إلا أن الحزب أصدر بياناً نعى فيه وفاة مرشد الجماعة السابق مهدي عاكف، واعتبر الحزب عاكف من الرموز التي يجب أن يحتذى بها، بل وفي درجة الشهداء والصدقين.
كما أن الحزب الإخواني متهم بإقامة علاقات وطيدة مع قطر وتركيا، ويوظف بعض مرشحيه شعار "رابعة" في حملاتهم الدعائية، في الوقت الذي يملك فيه الحزب قناة تليفزيونية تلقى طاقمها تدريبات مكثفة في بوق الكذب والتضليل القطري "الجزيرة"، كما يشرف على صحف ومواقع إخبارية من أبرزها "الأخبار" و"السراج".
وتشهد منطقة الساحل والصحراء في أفريقيا نشاطا متزايدا لجماعات إرهابية مدعومة من قطر وإيران الساعيتين لوجود سياسي في هذه المنطقة الاستراتيجية في أفريقيا.
وفى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتهم رئيس حزب "الوئام" الموريتاني، بيجل ولد هميد، في تصريحات إعلامية، الحزب الإخوانى بتلقي تمويلات من الخارج، والعمل على الخروج عن التقاليد المحلية المتمثلة في المذهب المالكي.
كما حذر كتاب وسياسيون وقادة أحزاب سياسية أكثر من مرة من توظيف جماعة الإخوان الإرهابية الموريتانية للمال السياسي واستغلالها للدين خدمة لمصالحهم السياسية وهو ما يؤدي إلى التلاعب بالنصوص.
aXA6IDMuMTQyLjU0LjEzNiA=
جزيرة ام اند امز