لأول مرة.. الرئيس الموريتاني يزور الجزائر بملفات مثقلة
يشرع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الإثنين، في زيارة رسمية للجزائر، هي الأولى له منذ انتخابه قبل عامين.
ويحمل الرئيس الموريتاني الذي يزور الجارة الجزائر لأول مرة، ملفات مثقلة تهم البلدين، واتحاد المغرب العربي، والمنطقة، خاصة قضية مكافحة النشاط الإرهابي في دول الساحل، التي تحتضن نواكشوط مقر منظمتها الإقليمية.
إضافة إلى العلاقات بين الجزائر ونواكشوط، حيث كشف بيان عن الرئاسة الجزائرية، أن زيارة الغزواني تدوم 3 أيام وتأتي بدعوة من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، وتدخل "في إطار تقوية العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون بما يخدم البلدين الشقيقين".
إرهاب الساحل
ونبهت وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية إلى أن الوضع الأمني بمنطقة الساحل سيكون ضمن أجندة أول قمة رئاسية جزائرية – موريتانية تجمع الرئيسين عبد المجيد تبون ومحمد ولد الشيخ الغزواني.
ويرتبط البلدان بحدود برية كبيرة تصل إلى 460 كيلومترا، ويؤكد قادة الأمن في الدولتين، بأنها مساحة "مُتحكم فيها من التهديدات الإرهابية".
إلا أن الجزائر ونواكشوط من دول الساحل التي لها حدود شاسعة مع دولة مالي التي تشهد منذ أكثر من عقد كامل توترات أمنية وسياسية، دفعت البلدان المغاربيان للدفع بقوات عسكرية لحماية حدودهما من خطر التهديد الإرهابي.
كما كثف البلدان في السنوات الأخيرة تنسيقهما الأمني، خصوصاً بعد أن أعادت الجزائر تفعيل آلية جيوش المنطقة التي مقرها محافظة تمنراست جنوبي الجزائر، وتضم أيضا النيجر ومالي، وهي الآلية التي تبحث بشكل دوري دراسة وتقييم الحالة الأمنية في المنطقة وتبادل التحاليل بشأنها.
وتبقى منطقة شمال مالي من أكثر التهديدات والتحديات الأمنية التي تواجه الجزائر وموريتانيا، إذ تعد بؤرة لمختلف التنظيمات الإجرامية التابعة لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابييْن.
والشهر الماضي، اتفق البلدان على تكثيف التنسيق الأمني على مستوى الشريط الحدودي المشترك، وتقرر استحداث لجنة أمنية مشتركة تضم المصالح الأمنية للبلدين.
التقارب الاقتصادي
وعلى أجندة الزيارة ملف التعاون الاقتصادي بين البلدين، فمنذ 2019، شهدت العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وموريتانيا ديناميكية جديدة خصوصاً بعد أن تقرر الاعتماد على معابر حدودية للتبادل التجاري.
وباتت موريتانيا في الأعوام الأخيرة بوابة للجزائر نحو أسواق غرب أفريقيا في إطار خططها الاقتصادية لتنويع مداخيلها وزيادة حجم صادراتها خارج نطاق المحروقات.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انعقدت أول دورة للجنة الثنائية الحدودية بين البلدين، برئاسة وزيري داخلية موريتانيا والجزائر.
ويسعى البلدان من خلال هذه اللجنة إلى تعزيز فرص الاستثمار وإقامة مشاريع شراكة في المناطق الحدودية لفك العزلة عنها، ورفع المبادلات التجارية والاقتصادية، وكذا لتسهيل تنقل الأشخاص.
علاوة على تأمين الحدود المشتركة ومحاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية، وفق تصريحات لوزير الداخلية الجزائرية كمال بلجود، في وقت سابق.
ويعتزم البلدان إنجاز طريق رابط بين محافظة تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية، وكذا إنشاء منطقة للتبادل الحر.
العمق المغاربي
وأشار خبراء في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" إلى أن النشاط الدبلوماسي الأخير للجزائر يهدف إلى عودة الجزائر إلى عمقها المغاربي والأفريقي.
وبدأ ذلك بعودة ملف الأزمة الليبية ضمن أولويات الدبلوماسية الجزائرية مطلع 2020، مع تكثيف التنسيق مع دول الجوار الليبي في محاولة لإيجاد مخرج لأزمة هذا البلد المغاربي.
وخلال العام الحالي، استقبلت الجزائر محمد يونس المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة.
كما قام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال الشهر الحالي، بزيارة إلى تونس، أكد خلالها رغبة بلاده لـ"إنشاء منظمة إقليمية جديدة" حصر أهدافها في التنسيق الأمني والتكامل الاقتصادي.
واعتبر خبراء بأن التحرك الدبلوماسي الجزائري يأتي في سياق "توازنات إقليمية ودولية جديدة وكذا الوضع في الساحل وتهديدات الإرهاب".
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg
جزيرة ام اند امز