منذ 28 عاما.. الجشع يؤدي للموت في ملاعب الكرة
28 عاماً مرت على كارثة ملعب سيزاري في مدينة باستيا الفرنسية والتي راح ضحيتها عدد من الأشخاص بسبب الجشع.. تعرف على التفاصيل
تمر اليوم 5 مايو/ أيار 2020، الذكرى الـ28 لكارثة ملعب أرموند سيزاري، التي وقعت في مدينة باستيا الفرنسية وراح ضحيتها 18 شخصاً وأصيب أكثر من 2300 آخرين.
وفي واحدة من أشهر كوارث الملاعب في التاريخ الأوروبي، تسبب جشع مسؤولو نادي باستيا الفرنسي في مقتل وإصابة مجموعة من الجماهير بسبب وقوع شرفات الملعب عليهم نظرا لزيادة أعدادهم بشكل كبير وزائد عن الحد.
وقام جميع أعضاء المنظومة الطبية في بلدية باستيا يومها بالتعامل مع حالات الإصابات الموجودة في المدرجات، بل إن مطار المدينة تحول إلى مستشفى ميداني.
في تلك الفترة كان نادي أولمبيك مارسيليا هو القوى الأكبر في كرة القدم الفرنسية، وأحد أكبر الفرق الأوروبية، خاصة أنه توج في السنة التالية ببطولة دوري أبطال أوروبا في نسختها الأولى بالنظام الجديد.
لقاء في الكأس
جرت حادثة ملعب سيزاري قبل مباراة باستيا ومارسيليا، في ملعب أرموند سيزاري معقل الأول، في نصف نهائي كأس فرنسا، حيث انهارت مجموعة من الشرفات وسقطت على المشجعين، مما أدى إلى مقتل 18 شخصاً وإصابة أكثر من 2300 آخرين.
وبناء عليه، لم تتم إقامة المباراة وألغيت تماماً، بسبب الأحداث الكارثية في تلك الليلة، بل إن البطولة بأكملها قد ألغيت، لتصبح هذه أول مرة في تاريخ كأس فرنسا لا يمنح فيها اللقب لفريق ما.
وكان يفترض لفريق موناكو أن يلعب المباراة النهائية بعدما كان قد فاز قبلها بأسبوع على كان بركلات الترجيح 5-3 بعد تعادل سلبي.
الجشع يؤدي للموت
تفاصيل الواقعة تعود في الأساس إلى جشع إدارة نادي باستيا، التي قررت تجهيز مدرج إضافي في الملعب لجلب عدد أكبر من الجماهير مع زيادة التذاكر بنسبة 50 % عن العدد المعتاد.
هذه الفكرة جاءت بناء على أن مارسيليا في تلك الفترة كان من أفضل الفرق في القارة، وضم بين جنباته مجموعة من أفضل اللاعبين حول العالم، مثل الغاني عبيدي بيليه والألماني رودي فولر بطل العالم وديدييه ديشامب القائد والمدرب الحالي لمنتخب فرنسا وبطل العالم لاعباً في 1998، والحارس فابيان بارتيز ومارسيل ديساييه.
وقد أظهرت التحقيقات في الحادث أن اختراق القوانين شمل بناء بوابة مؤقتة وكذلك إدارة بيع التذاكر التي شابها فساد كبير، بسبب العدد الكبير من التذاكر المبيعة، لكن في النهاية تم الحكم على الأشخاص المتورطين في هذه الحادثة بأحكام مخففة.
كوارث أخرى
وانضمت كارثة ملعب سيزاري في فرنسا إلى قائمة أهم حوادث الملاعب في تاريخ كرة القدم العالمية، والتي تضم إلى جانبها كارثة ملعب هيسيل في بلجيكا.
ووقعت كارثة هيسيل على هامش نهائي دوري أبطال أوروبا 1985 بين يوفنتوس الإيطالي وليفربول الإنجليزي، وراح ضحيتها 39 شخصاً وأصيب 600 آخرون.
وفي 1989 في لقاء آخر ارتبط به اسم ليفربول، الذي كان يلتقي فريق نوتنجهام فورست في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، قتل 96 شخصاً بسبب التدافع في ملعب هيلسبره في يوركشاير.
وعلى الصعيد العربي، هناك كارثتان تاريخيتان في مصر، الأولى على هامش لقاء الأهلي والمصري البورسعيدي في الدوري المصري في فبراير 2012 وراح ضحيتها 74 شخصاً، بجانب عشرات الإصابات في ملعب بورسعيد.
وفي فبراير من عام 2015، لقي 20 شخصاً من مشجعي الزمالك المصري مصرعهم على هامش لقاء الفريق مع إنبي في ملعب 30 يونيو، بسبب التدافع نظرا لإغلاق بوابات الاستاد وقتها.