مباريات رمضانية.. يوفنتوس يبني مجده الأوروبي في أجواء كارثية
تقرير يستعرض ذكرى واحدة من أشهر مباريات التي أقيمت في شهر رمضان وجمعت يوفنتوس وليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا
في العاشر من شهر رمضان لسنة 1405 هجرياً، والموافق 29 مايو/ أيار 1985، تواجه فريق يوفنتوس الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا مع حامل اللقب ليفربول الإنجليزي، في ملعب "هيسيل" بالعاصمة البلجيكية "بروكسل"، في واحدة من أشهر المواجهات النهائية في تاريخ البطولة الأعرق على مستوى الأندية.
وقد نجمت هذه الشهرة للأسف في جانبه الأكبر عن الأحداث التي صاحبت المباراة، والتي عرفت بأحداث ملعب "هيسيل"، وأدت لاحقاً إلى حرمان الأندية الإنجليزية من المشاركة في البطولات الأوروبية لـ5 سنوات.
أول لقب أوروبي لليوفي
بعد مسيرة شهدت التغلب على جراسهوبرز السويسري وسبارتا براج التشيكي وبوردو الفرنسي وجد اليوفي نفسه في اختبار الحقيقة ضد حامل اللقب ليفربول، الذي كان قد توج بالمسابقة 4 مرات في أعوام 1977 و1978 و1981 و1984.
اليوفي كان يعاني من سوء الحظ في البطولة القارية، التي لم يكن قد فاز بها من قبل، حيث كان أكبر إنجاز له فيها التأهل للنهائي والخسارة من أياكس أمستردام الهولندي بهدف جون ريب في نسخة 1973، ثم من هامبورج الألماني بهدف فيليكس ماجات بعدها بـ10 سنوات.
المباراة كانت منغلقة في أغلب فتراتها وعابتها قلة الفرص الحقيقية أو حتى شبه الفرص، مع أن ليفربول كان يمثله مجموعة من أفضل أجياله بقيادة الأسطورة كيني دالجليش وإيان راش وستيف نيكول والحارس الزيمبابوي الشهير بروس جروبيلار.
في المقابل، خاض يوفنتوس المباراة مع مجموعة جيدة من اللاعبين بقيادة الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني.
دخل اللقاء مرحلة التصويبات من خارج منطقة الجزاء، لكن حارسي الفريقين لم يجدا صعوبات في التصدي، وكان البولندي بونيك نجم يوفنتوس حينها هو اللاعب الأكثر خطورة على مدار مجريات اللقاء، سواء بانطلاقاته أو تسديداته.
وأثمرت محاولات بونيك عن ركلة الجزاء التي حولها بلاتيني، أفضل لاعبي أوروبا وقتها، إلى داخل شباك ليفربول في الدقيقة 58، ليمنح يوفنتوس الانتصار والتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه.
كارثة هيسيل
إثارة المباراة لم تقتصر على مستوى لاعبي الفريقين، إذ شهد ملعب هيسيل أحداث عنف وتدافع واشتباكات بين مشجعي يوفنتوس وليفربول، حيث قام عدد من مشجعي الليفر بكسر السياج الفاصل بينهم وبين جماهير اليوفي،مما تسبب في نزول عدد كبير من الجماهير لأرضية الملعب.
وأدى التدافع الشديد بين جماهير الفريقين إلى وفاة 39 مشجعا، بينهم 32 من مشجعي اليوفي، بجانب إصابة 600 آخرين.
ما قامت به جماهير ليفربول تسبب في معاقبة الأندية الإنجليزية بالحرمان من المشاركة في البطولات القارية لمدة 5 سنوات، مع منح سنة إضافية لفريق ليفربول، المتوج بالكأس ذات الأذنين 4 مرات في ذلك الحين، حيث وجهت لجماهيره تهمة القتل غير المتعمد لجماهير الفريق المنافس.
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg
جزيرة ام اند امز