ماي تسعى لتعزيز تحالفات بريطانيا مع الخليج بعد بريكست
رئيسة الوزراء البريطانية تسير على خطى المرأة الحديدية مارجريت تاتشر وتبعث رسالة تحد إلى الاتحاد الأوروبي بعد تفعيل إجراءات بريكست
تزور رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، بعد زيارتها الأردن، الإثنين، في إطار جولة لتعزيز تحالفات وشراكات إستراتيجية في مجالات مكافحة الإرهاب والتعاون الدفاعي والأمني، وصفتها صحف بريطانية بأنها تسير على خطى "المرأة الحديدية" رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر، وتبعث رسالة تحد إلى الاتحاد الأوروبي.
ورأت صحيفة "التايمز" البريطانية أن ماي تسير خطى مارجريت تاتشر، التي سافرت عندما كانت رئيسة للوزراء إلى السعودية عام 1985، حيث التقت العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز، وأبرمت معه صفقة بقيمة 43 مليار جنيه إسترليني لتزويد السعودية بطائرات مقاتلة.
وقالت ماي للصحفيين على متن طائرتها إلى عمان، الإثنين: "آمل أن يراني الناس كامرأة قائدة، وأن يروا ما يمكن للمرأة تحقيقه، وكيف يمكن للمرأة أن تكون في مواقع هامة"، معربة عن تأييدها لبرنامج الإصلاح الذي وضعته الحكومة السعودية في إطار رؤية عام 2030.
ومن المقرر أن تلتقي خلال زيارتها إلى الرياض مع الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، أول سعودية تشغل منصبا حكوميا، وهو نائب الرئيس العام للرئاسة العامة لشؤون الرياضة للمرأة، حيث قالت "أتحدث معها عن الدور الذي تؤديه، وعموما نحن نشجع الناس على النظر في دور المرأة في المجتمع".
وفي إطار حديثها عن أول زيارة لها إلى السعودية كرئيسة للوزراء، قالت ماي، إنها ستساعد على تعزيز التعاون الأمني والتجاري، وقالت إن المملكة المتحدة ستؤدي "دورا هاما" في دعم الخطة الاقتصادية التي تستمر 14 عاما، والتي أعلنتها الرياض قبل عام.
وقد وصلت ماي إلى الأردن أمس، وزارت قاعدة للجيش في ضواحي عمان، حيث تحدثت إلى القوات وكشفت عن معدات عسكرية، تشمل قذائف صاروخية وطائرات بدون طيار.
وأعلنت الليلة الماضية عن تقديم 160 مليون جنيه إسترليني لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المحيطة التي تستضيفهم، وبذلك يصل إجمالي المساعدات التي قدمتها بريطانيا إلى مليار جنيه إسترليني بعد تعهد بقيمة 840 مليون جنيه إسترليني في مؤتمر لندن حول سوريا العام الماضي.
وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، لقد مرت 3 أشهر منذ أن دعت تيريزا ماي إلى أن يصبح "بريكست" بمثابة ولادة "بريطانيا العالمية حقا"، وبدأنا نرى ما يعنيه ذلك فعلا، فخلال الأشهر الأخيرة، رأينا وزراء حكوميين يطيرون آلاف الأميال في محاولة لإقامة علاقات تجارية جديدة وتعزيز العلاقات القديمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماي تزور الأردن، والسعودية في أول زيارات دولية لها منذ تفعيل "المادة 50" من معاهدة لشبونة، وقالت "هذا يخبرنا كثيرا عن المكان الذي ترى فيه مستقبل بريطانيا في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي توجهت إلى البحرين لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي، حيث استفادة من "بريكست" من أجل الدعوة إلى "المضي قدما" في العمل مع الدول الخليجية.
واعتبرت صحيفة "التلجراف" أن زيارة السعودية تسلط الضوء على فرص اقتصادية مهمة أمام بريطانيا في الوقت الذي تبدأ فيه مفاوضات خروجها من الاتحاد الأوروبي، حيث ترسم الزيارات الخارجية الأولى لأرفع المسؤولين البريطانيين بعد تفعيل المادة 50 للانفصال عن الاتحاد الأوروبي خريطة العلاقات الاقتصادية المحتملة وترسل رسالة تحد إلى الاتحاد.