لماذا يجب أن يقلق ريال مدريد من خلاف مبابي مع باريس سان جيرمان؟
أثار كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان، الشكوك حول مستقبله، بعد دخوله في خلاف علني مع إدارة ناديه.
باريس سان جيرمان نشر مقطع فيديو عبر حساباته الرسمية قبل أيام قليلة، لحث الجماهير على شراء تذاكر الموسم الجديد، وكان مبابي البطل الأوحد في الفيديو الترويجي، في غياب ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا.
رغم ظهوره وحيدا في الفيديو الترويجي، فإن تصرف النادي لم يعجب مبابي، حيث رد برسالة قوية أشار فيها إلى أنه "لم يكن يعرف الغرض الأساسي من هذا الفيديو".
خلاف مقلق بين مبابي وباريس سان جيرمان
مبابي كتب رسالة عبر حسابه الرسمي بموقع تبادل الصور "إنستغرام"، قال فيها: "لقد شاركت للتو في مشاهدة حملة إعادة الاشتراك في تذاكر النادي لموسم 2023-24، لم يتم إبلاغي في أي وقت بمحتوى المقابلة مع الشخص الذي تحاور معي".
وأضاف مبابي في رسالته: "بدا الأمر وكأنه مقابلة أساسية للتسويق في النادي، أنا لا أتفق مع هذا الفيديو المنشور، ولهذا السبب أناضل من أجل حقوق الصورة الفردية".
وأتم بقوله: "باريس سان جيرمان نادٍ كبير وعائلة كبيرة، لكنه ليس كيليان سان جيرمان على وجه الخصوص".
اختار كيليان مبابي أن يكشف للعلن عدم موافقته على استغلال صورته من قبل ناديه، وهي رسالة مزعجة للأندية الأخرى التي تسعى للتعاقد معه، وعلى رأسها ريال مدريد، صاحب الريادة في استغلال حقوق الإعلان للاعبيه.
هذه هي القراءة التي أدلى بها فنسنت تشوديل، خبير التسويق الرياضي، لوكالة الأنباء الإسبانية، على خلفية البيان المثير للجدل الذي نشره مبابي (الخميس).
ويرى البعض أن رد فعل مبابي متناقض، نظرا لأنه هو نفسه طالب في تجديد عقده الأخير أن يكون على رأس المشروع القطري.
وقال تشوديل: "للنادي كل الحق من وجهة نظر قانونية (مبابي موظف في باريس سان جيرمان) لكن الأمر افتقر إلى الوضوح".
وأكدت مصادر قريبة من المسألة في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية أنه كان هناك اجتماع بين مقربين من مبابي ومسؤولي النادي في محاولة لتقليل التوتر و"توضيح سوء التفاهم".
لماذا يجب أن يقلق ريال مدريد من تصرف مبابي؟
لا يستفيد مبابي من هذا الجدل أيضا، بعد تجديده عقده في الصيف الماضي حتى عام 2025، عندما يبلغ من العمر 26 عاما.
وفي حال عدم تجديده، يمكن أن يعود ريال مدريد إلى المركز الأول بين الأندية المهتمة بالحصول على خدمات النجم الفرنسي، وعلى رأسها ريال مدريد.
وذكر تشوديل أن "فلورنتينو بيريز (رئيس ريال مدريد) كان رائدا في استغلال حقوق صور لاعبيه، وهكذا بنى مشروعه مع نجوم، أمثال فيجو وزيدان وبيكهام".
ولكن هل سيتعين على مبابي الخضوع للشروط نفسها التي خضع لها النجوم؟ يأتي الرد سلبيا على هذا السؤال، الذي يمكن أن يثير القلق حول مصير الصفقة المنتظرة، وفقا لخبير التسويق.
حتى الصحافة الفرنسية، التي عادة ما تتغزل في قائد منتخبها الجديد، انتقدت موقف النجم الشاب، حيث تتساءل "ليكيب"، في مقال افتتاحي، عما إذا كان الشيء العادي هو تطبيق عقوبة على اللاعب بسبب سوء سلوك.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها مبابي بضرب الطاولة في مسائل تتعلق بحقوق الصورة أو ذات طبيعة أخرى.
وبدأ مبابي معركة إعلامية في عام 2022، مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، الذي اضطر إلى التراجع وقبول أن اللاعبين يمكنهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيشاركون أم لا في الإجراءات الإعلانية لرعاة الاتحاد.
وقاد مبابي تلك المعركة منذ رفضه تأييد علامات تجارية على علاقة ببيوت مراهنات رياضية أو وجبات سريعة، والتي كانت ترعى أبطال العالم 1998 و2018.
ولم يرغب الفرنسي الدولي في ربط صورته بهذه الأنواع من الشركات، معتبرا أن لها تأثيرا اجتماعيا سلبيا.
ما هي حقوق صور لاعبي كرة القدم؟
مؤخرا لم تصبح الاتفاقات بين اللاعبين والأندية الأداء على أرض الملعب فقط، بل يمتد أيضا لما يحدث خارج الملعب، في ظل توسع الطرفين في التربح من الإعلانات والشراكات التجارية والرعاية وغيرها من مصادر الدخل.
تتضمن حقوق الصور بشكل عام كل شيء يخص لاعب كرة القدم، وتشمل كل الحقوق التجارية والإعلانية التي تُستخدم فيها أسماء اللاعبين وألقابهم وصورهم.
كذلك تتضمن حقوق الصور الشعارات الشخصية والعلامات التجارية التي يصنعها اللاعبون لأنفسهم، مثل "CR7" الخاص بالبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد، أو "KM" الخاص بمبابي نفسه.
وفي الوقت الحالي توجد عدة صيغ للاتفاقات على حقوق الصور بين اللاعبين والأندية، فيمكن للنادي أن يحصل على نسبة من حقوق صور اللاعب أو كلها، ما يعني أحقيته في استخدام صورته فقط، أو نسبة من كل الحقوق المذكورة.
وتقوم بعض الشركات المتخصصة بشراء حق التصرف في حقوق صور اللاعبين، وفي هذه الحالة تصبح خاصة بها، وليس للاعب أو للنادي.
وفي أغلب الأحيان لا يكون الاتفاق على حقوق الصور متضمنا في عقود اللاعبين مع الأندية، بل يكون اتفاقية منفصلة، مما يجعل الضرائب عليها أقل.
ما هو سر أهمية حقوق الصور؟
تتبع عدة أندية سياسة صارمة في التعامل مع حقوق الصور، فمثلا ريال مدريد لا يترك للاعبيه أكثر من 50% من حقوق صورهم إلا في حالات نادرة.
وترى الأندية أن حقوق الصور هي عامل جذب مهم لاتفاقات الرعاية والإعلانات، كما أن النادي يملك جزءا من الفضل في تألق لاعبه، وهو الأمر الذي يجعله نجما إعلانيا فيما بعد.
كذلك تحرص إدارات الأندية على عدم إغفال أي شيء في الاتفاقات المتعلقة بحقوق الصور، وذلك لمنع أي تضارب محتمل بين رعاة اللاعب والنادي.
وتتضمن اتفاقات حقوق الصور على بنود تحدد كيفية التعامل مع حالات تضارب مصالح إذا كان النادي لديه شريك تجاري بينما يتفق لاعبه مع شركة منافسة.
ودخل محمد صلاح في خلاف مع الاتحاد المصري لكرة القدم عام 2018، قبل أشهر قليلة من انطلاق كأس العالم في ذلك العام، بسبب استخدام صورة نجم ليفربول على الطائرة التي نقلت بعثة "الفراعنة" إلى روسيا للمشاركة في المونديال.
وكان التصميم على الطائرة من الخارج يتضمن صورة لصلاح مع إعلان لإحدى شركات الاتصالات، في الوقت الذي يرتبط فيه النجم المصري بعقد مع شركة منافسة.
ولا يمكن تحديد مبلغ معين أو نسبة معينة لجميع اللاعبين من أرباح حقوق الصور، فالأمر يرتبط بعدة عوامل، مثل نسبة اللاعب من حقوق صوره، وكم يجني في الأصل من عقود الرعاية، وغيرها.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xMzYg
جزيرة ام اند امز