الصحة العالمية: الحصبة قتلت 140 ألفا في عام
أكثر البلدان التي لديها أعلى معدل للإصابة بالحصبة، هي جمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا ومدغشقر والصومال وأوكرانيا
توفي أكثر من 140 ألف شخص في جميع أنحاء العالم بسبب فيروس الحصبة في عام 2018، وذلك وفقا لتقديرات جديدة صادرة عن منظمة الصحة العالمية ومراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
وذكر بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية، الخميس، أن معظم الوفيات بين الأطفال كانت بين من هم دون سن الخامسة، حيث يتعرض الرضع والأطفال الصغار جداً لخطر الإصابة بالعدوى، مع وجود مضاعفات محتملة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ (تورم في المخ)، فضلاً عن العجز مدى الحياة بسبب تلف دائم في الدماغ أو العمى أو فقدان السمع.
وأشارت الأدلة المنشورة مؤخرا إلى أن الإصابة بالفيروس يمكن أن يكون له آثار صحية طويلة المدى، حيث يدمر الفيروس ذاكرة الجهاز المناعي لمدة شهور أو حتى سنوات بعد الإصابة، ويجعل "فقدان الذاكرة المناعي" الناجين عرضة للأمراض المميتة الأخرى، مثل الإنفلونزا أو الإسهال الحاد، عن طريق إيذاء دفاعات الجسم المناعية.
وانتقد الدكتور تيدروس أدهانوم غبيريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، ارتفاع الوفيات بسبب الفيروس، وقال خلال البيان: "حقيقة أن أي طفل يموت من مرض يمكن الوقاية منه باللقاح مثل الحصبة هو بكل صراحة فشل جماعي في حماية الفئات الأكثر ضعفاً بالعالم وهم الأطفال".
وأضاف: "لإنقاذ الأرواح، يجب أن نضمن أن يستفيد الجميع من اللقاحات - ما يعني الاستثمار في التحصين والرعاية الصحية الجيدة كحق للجميع".
ويمكن الوقاية من الحصبة من خلال التطعيم، ومع ذلك، فقد ظلت معدلاته على مستوى العالم راكدة لمدة عقد تقريبا.
وتقدر منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف، أن 86 ٪ من الأطفال على مستوى العالم تلقوا الجرعة الأولى من لقاح الحصبة من خلال خدمات التلقيح الروتينية في بلادهم في عام 2018، وأن أقل من 70 ٪ تلقوا الجرعة الثانية الموصى بها.
وعند تقدير إجمالي عدد الحالات والوفيات على مستوى العالم، وجدت المنظمة أن أسوأ آثار للحصبة في 2018 كانت في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث غاب كثير من الأطفال عن التلقيح.
وكانت أكثر البلدان التي لديها أعلى معدل للإصابة بالمرض هي جمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا ومدغشقر والصومال وأوكرانيا، حيث استأثرت هذه البلدان الـ5 بما يقرب من نصف جميع حالات الحصبة في جميع أنحاء العالم.
وقال الدكتور روبرت لينكينز، رئيس قسم مراقبة الأمراض المتسارعة ومراقبة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة ورئيس مبادرة الحصبة والحصبة الألمانية: "لدينا لقاح آمن وفعال ضد الحصبة لأكثر من 50 عامًا، تذكرنا هذه التقديرات بأن كل طفل في كل مكان يحتاج - ويستحق - هذا اللقاح المنقذ للحياة".
وأضاف: "يجب أن نغير هذا الاتجاه وأن نوقف هذه الوفيات التي يمكن الوقاية منها عن طريق تحسين الوصول إلى لقاح الحصبة".